أسهم الاقتصادات الواعدة الخطرة تتفوق على الجميع في آسيا

أداء مؤشرات باكستان وسريلانكا ولاوس الأفضل العام الجاري

لوحات الأسهم الإلكترونية تظهر عبر نافذة زجاجية في بورصة باكستان، كراتشي، باكستان
لوحات الأسهم الإلكترونية تظهر عبر نافذة زجاجية في بورصة باكستان، كراتشي، باكستان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المتوقع اتساع نطاق المكاسب الغزيرة التي سجلتها أسهم بعض الشركات الآسيوية الصغيرة خلال العام الجاري، بحيث تمتد إلى نظيراتها الأكبر حجماً في الأسواق الواعدة، وذلك وسط تحسن ظروف الاقتصاد الكلي التي يمكن بدورها أن تعزز الأرباح.

تعتبر مؤشرات الأسهم في باكستان ولاوس وسريلانكا أكبر الرابحين بالمنطقة خلال 2023، حيث ساعد وصول هذه الدول إلى اتفاق للحصول على قروض من صندوق النقد الدولي في إطلاق موجة صعود فاقت 60% على مؤشر "كيه إس إي-100" خلال السنة الجارية، فيما دعم خفض أسعار الفائدة ارتفاع المؤشر العام بسوق أسهم كولومبو بنسبة 28%.

مكاسب كبيرة في أسواق صغيرة

المكاسب الكبيرة في الأسواق الصغيرة تنعش الآمال في أن يتمدد الصعود ليشمل أسواقاً أخرى على غرار بنغلاديش وفيتنام، وسط مؤشرات على أن المستثمرين العالميين باتوا يشعرون بالارتياح تجاه الأصول الأعلى مخاطر، رغم أن هناك أزمة ديون جديدة بدأت تغلي تحت السطح في الأسواق الواعدة الأوسع نطاقاً. كما أن هبوط تكلفة الاقتراض في بعض هذه الأسواق يدعم السيناريو الصعودي لها.

بنغلاديش تعوم عملتها لأول مرة للحصول على تمويل صندوق النقد

أوضح روشية ديساي، مدير التمويل في شركة "إيشا فرونتير كابيتال" (Asia Frontier Capital) والمقيم في هونغ كونغ: "سيتواصل صعود الأسواق الواعدة الآسيوية ويمتد خلال 2024، إذ ستعزز السياسات النقدية التيسيرية والتعافي الاقتصادي الأرباح". وتفوق صندوق "إيه إف سي فرونتير فاند" على 98% من نظرائه العام الجاري، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.

ارتفعت تقديرات الأرباح الآجلة لأجل 12 شهراً للشركات المدرجة على مؤشر "إم إس آي" للأسواق الواعدة الآسيوية -والذي يتكون من أسهم اقتصادات أصغر وأعلى مخاطر من الأسواق الناشئة- بما يتجاوز 8% منذ بداية الفصل الجاري. وتكشف بيانات جمعتها بلومبرغ أن التقييمات جذابة أيضاً، إذ يُتداول المؤشر بمكرر ربحية قدره 9.8 ضعف للأرباح الآجلة، أي أقل كثيراً من الوسط الحسابي على مدار 5 أعوام البالغ 13.8 ضعف.

تدفقات داخلة إلى باكستان

ذكر علي رضا، رئيس وحدة تداول الأسهم الدولية في مؤسسة "بي إم إيه كابيتال مانجمنت" (BMA Capital Management) أن باكستان ربما تشهد المزيد من التدفقات الداخلة بعدما تحولت شركات إدارة الأصول المحلية إلى مشترين صافين خلال الشهر الحالي. كما تحول المستثمرون الأجانب إلى مشترين صافين لأسهم الدولة الواقعة في جنوب آسيا خلال نوفمبر الماضي، بعد شهرين من التدفقات الخارجة.

باكستان قد تسعى للحصول على حزمة إنقاذ أخرى من "النقد الدولي"

رغم ذلك، فإن توقعات هذه الاقتصادات غير مؤكدة نظراً لأن حكومات عديدة منها تقلص الإنفاق لتبقى قادرة على الوفاء بالتزاماتها، وهو ما قد يؤثر على الاستثمارات والشركات.

لكن عمليات إعادة هيكلة الديون المطردة والتعافي المالي من المتوقع أن يعززا المعنويات مستقبلياً. وأشار نيرغونان تيروشيلفام، محلل "أليثيا كابيتال" (Aletheia Capital) في سنغافورة، إلى أن بنغلاديش، مثل باكستان، يمكن أن تستفيد من تراجع أسعار النفط وتقليص الاستدانة، كما قد تتلقى فيتنام دعماً مستقبلياً من خفض أسعار الفائدة على غرار سريلانكا.

فيتنام وبنغلاديش مرشحتان للصعود

رغم أن مؤشر الأسواق الواعدة صعد 5.1% منذ بداية 2023، إلا أن الارتفاعات تعوض بالكاد الهبوط بنسبة 44% الذي سجلته خلال 2022، وهو الأعلى على الإطلاق. وتهيمن فيتنام على هذا المؤشر بوزن 80% تقريباً.

اختتم ديساي من "إيشا فرونتير": "في ظل تحسن الأرباح وحدوث تعديلات على صعيد الاقتصاد الكلي، يمكن أن تشهد بنغلاديش وفيتنام ارتفاعات قوية من هذا النوع خلال 2024".