مصر تدرس طرح سندات بالعملات الخليجية.. والتكلفة أكبر التحديات

وزير المالية: الحصول على تمويلات بتكلفة معقولة لم يعد سهلاً بسبب التصنيف الائتماني والتشديد النقدي

مبانٍ سكنية وتجارية في أفق العاصمة القاهرة كما بدت من قلعة صلاح الدين يوم الاثنين 18 ديسمبر 2023
مبانٍ سكنية وتجارية في أفق العاصمة القاهرة كما بدت من قلعة صلاح الدين يوم الاثنين 18 ديسمبر 2023 المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواصل مصر التوجه نحو أسواق الدين الدولية، وتدرس حالياً طرح سندات بالعملات الخليجية، في وقت يعتبر ارتفاع تكلفة التمويل أحد أبرز التحديات التي تواجه الحكومة بعد خفض التصنيف الائتماني للديون السيادية المصرية.

قال وزير المالية المصري محمد معيط في تصريح اليوم الأربعاء، إن هناك "دراسة لطرح سندات بالعملات الخليجية خلال الفترة المقبلة، لكن هذا يحتاج إلى التنسيق مع المستشارين والمحامين، والأمر ليس سهلاً".

وأضاف على هامش مؤتمر "استثمار الطاقات الكامنة" - المؤتمر السنوي الخامس لجريدة "حابي"، أن "الحصول على تمويلات بتكلفة معقولة لم يعد سهلاً، بسبب التصنيف الائتماني لمصر والسياسة النقدية المتشددة".

كانت وكالة "فيتش ريتنغز" قد خفضت الشهر الماضي تصنيف مصر الائتماني طويل الأجل إلى "B-" من "B"، بنظرة مستقبلية مستقرة، معللة ذلك بالتقدم البطيء في الإصلاحات والانتقال إلى نظام أكثر مرونة لسعر الصرف، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مراجعات برامج صندوق النقد الدولي، حيث جاء ذلك في أعقاب خفض مماثل من قِبل كل من وكالتي "موديز إنفستورز سيرفيس"، و"ستاندرد أند بورز" العالمية.

اقرأ أيضاً: تمويلات مصر الخارجية تنخفض بأكثر من الثلث هذا العام

قال معيط: "نعمل تحت ضغط شديد جداً.. وتكلفة التمويل تضغط علينا أكثر بسبب الفائدة المرتفعة"، مشيراً إلى أن مصر كانت تصدر قبل عام ونصف من اليوم أذون خزانة بفائدة قدرها 9% أو 10%. وأضاف: "تكلفة أذون الخزانة قصيرة الأجل تصل حالياً إلى 26%.. هذا يشكل عبئاً".

في مطلع الشهر الماضي، أصدرت الحكومة المصرية سندات "ساموراي" (مقومة بالين) في السوق اليابانية تعادل قيمتها 500 مليون دولار لمدة 5 سنوات وبعائد سنوي 1.5%، وقبلها كذلك في أكتوبر سندات "باندا" في السوق الصينية بعملة اليوان، بقيمة 500 مليون دولار أيضاً، بعائد بلغ 3.5% سنوياً لأجل 3 سنوات.

اقرأ أيضاً: السيسي رئيساً لمصر حتى 2030 وسط تحديات اقتصادية صعبة

وفي هذا الشأن قال معيط في تصريحه اليوم: "تكلفة الاقتراض من الأسواق الآسيوية بلغت نحو 3.5% مقارنة بتكلفة أعلى لليورو بوند أو الأسواق الدولية الأخرى".

المفاوضات مع صندوق النقد

يعتبر تأخر إجراء صندوق النقد الدولي لمراجعته بشأن برنامج الإصلاحات الاقتصادية في مصر، من بين الأسباب التي ساهمت في ارتفاع تكلفة التمويل بالنسبة إلى مصر. فقد كان من المفترض أن تحصل البلاد في مارس وسبتمبر 2023 على شريحتين من قرض الصندوق البالغة قيمته 3 مليارات دولار بعدما حصلت على الدفعة الأولى عقب إبرام اتفاق بشأن البرنامج في 2022، غير أن ذلك لم يحدث. أما اليوم، فهناك تأكيدات على قرب تحريك البرنامج، بل وزيادة قيمته إلى 5 مليارات دولار.

اقرأ أيضاً: غورغييفا لـ"الشرق": دعم صندوق النقد لمصر بات قريباً جداً

قال معيط: "مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي تسير جيداً، ومواجهة التضخم تمثل أولوية، ونبحث زيادة قيمة التمويل". وأضاف: "المجتمع الدولي يرى أن مصر تتحمل أعباء ليست مسؤولة عنها، في مقدمتها حرب غزة وتأثيرها على اقتصاد مصر.. ومؤسسات التمويل تتفهم الأمر".