مخاطر البحر الأحمر والمناخ ترفع تكاليف استئجار ناقلات النفط

صعود تكاليف ناقلات "سويس ماكس" و"بنماكس" وناقلات المسافات الطويلة

ناقلة "سويس ماكس" (Suezmax) للنفط الخام
ناقلة "سويس ماكس" (Suezmax) للنفط الخام المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواجه شركات الشحن العالمية للنفط الخام والوقود ارتفاعاً حاداً في تكاليف حجز بعض الناقلات التي تجري تحويلات طويلة لمساراتها تجنباً للاضطرابات الراهنة التي تهدد الملاحة في قناتي السويس وبنما.

ارتفعت تكاليف استئجار ما يسمى بـ"سويس ماكس" (Suezmax)، أكبر فئة من ناقلات النفط التي يمكن أن تمر عبر قناة السويس وخزاناتها ممتلئة، في ظل تفضيل المزيد من السفن الإبحار حول أفريقيا لتجنب الهجمات في البحر الأحمر. يمكن أن تحمل هذه الفئة من الناقلات مليون برميل من النفط عند تحميلها بالكامل، وغالباً ما تستخدم لنقل النفط الخام من روسيا أو البحر الأبيض المتوسط إلى آسيا، أو من الشرق الأوسط إلى أوروبا.

كيف تفاعلت شركات الشحن والطاقة مع تهديدات البحر الأحمر؟

كما قفزت أسعار فئة أخرى من السفن المعروفة باسم ناقلات المسافات الطويلة والتي يمكنها نقل نحو 600 ألف برميل من النفط، وتستخدم لنقل الخام والوقود مثل الديزل والنافتا عبر قناتي السويس وبنما. كما تأثرت ناقلات المسافات البعيدة، التي يشار إليها أحياناً باسم "بنماكس" (Panamaxes)، بالتحويلات من قناة بنما، حيث تسبب انخفاض مستويات المياه إلى مستويات قياسية في حدوث أزمة.

ارتباك كبير

خلال الأسابيع الأخيرة، تسببت الهجمات التي شنتها جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في البحر الأحمر في حالة من الذعر بجميع أنحاء صناعة الشحن، في ظل استهداف ناقلات النفط وسفن الحاويات في البحر الأحمر مع امتداد تبعات الحرب بين إسرائيل وحماس في المنطقة. اضطربت سوق السفن المصممة خصيصاً للمرور في قناة السويس، والسفن الأصغر حجماً، مع انخراط المزيد من الناقلات في رحلات أطول، ما يعيق توافرها، في حين يسير العمل كالمعتاد بالنسبة للناقلات العملاقة التي لا تستخدم أي قنوات أو اختصارات بسبب حجمها الكبير.

أميركا تجري مباحثات لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر

هذا الأسبوع، ارتفعت أسعار التأجير المؤقت لسفن "سويس ماكس" لنقل النفط من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط فوق 90 نقطة عالمية، حسبما قال سماسرة السفن. وهو ارتفاع حاد مقارنة بـ75 إلى 85 نقطة للحجوزات المؤقتة التي تمت خلال الأسبوع الماضي. تمثل هذه النقاط نسبة مئوية من المعدل الثابت والمحدد مسبقاً لمسار معين، وقد تشهد تقلباً وفقاً للطلب مقابل ديناميكيات الإمدادات.

كما قفزت أسعار السفن للمسافات البعيدة من الشرق الأوسط إلى شمال غرب أوروبا -أو طريق TC8- إلى أعلى مستوى لها منذ يناير، وفقاً لبيانات بورصة البلطيق.

نُقل ما مجموعه حوالي 8.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات النفطية عبر البحر الأحمر من يناير إلى نوفمبر، وفقاً لـ"فورتيكسا" (Vortexa) في مذكرة بتاريخ 18 ديسمبر. وأضافت أن نحو 30 ناقلة تدخل البحر الأحمر أو تغادره يومياً عبر الطرف الجنوبي لباب المندب، بينما تمر 26 ناقلة عبر الجانب الشمالي لقناة السويس.