الدولار الأميركي يتهيأ للعام الأسوأ منذ 2020

مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري تراجع 3% ما يعد أكبر تراجع سنوي للعملة منذ ثلاث سنوات

موظف يعد الأوراق النقدية بالدولار الأميركي لدى مكتب صرف العملات في جاكرتا، إندونيسيا
موظف يعد الأوراق النقدية بالدولار الأميركي لدى مكتب صرف العملات في جاكرتا، إندونيسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يستعد الدولار لأسوأ عام له منذ بدء الجائحة، فيما تراهن "وول ستريت" على اتجاه بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بعد السيطرة الآمنة على الأسعار.

بعد تكبده خسائر على خلفية تقلب الأسعار نتيجة المحاولات السابقة لأوانها والمُطالِبة بإنهاء دورة رفع أسعار الفائدة التي قام بها الاحتياطي الفيدرالي، انخفض مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنحو 3% منذ يناير، ما يعد أكبر تراجع سنوي للعملة الأميركية منذ 2020.

حدث القدر الأكبر من الانخفاض خلال الفصل الرابع من العام، نتيجة تزايد الرهانات على إجراء الاحتياطي الفيدرالي تيسيراً نقدياً شديداً في العام المقبل، في ظل تباطؤ الاقتصاد الأميركي. أضر ذلك بجاذبية الدولار، إذ من الممكن أن تبقي البنوك المركزية الأخرى أسعار الفائدة المرتفعة لمدة أطول.

يأخذ متداولو عقود المقايضة في حسبانهم حالياً أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة 150 نقطة أساس على الأقل، على أن يحدث أول خفض في مارس المقبل. يمثل ذلك ارتفاعاً عن توقعاتهم، في منتصف نوفمبر الماضي، بأقل من 100 نقطة أساس، وضعف ما أشار إليه صُناع السياسة النقدية في أحدث اجتماع لهم. وبين المضاربين، زادت الرهانات على تراجع الدولار منذ اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر.

الدولار بلغ ذروة البيع

قالت أماندا سونستروم، المحللة الاستراتيجية للدخل الثابت وأسعار الصرف ببنك "إس إي بي" (SEB AB)، ومقره في ستوكهولم، إن "الأسواق تتهيأ لهذا السيناريو المتوازن، حيث سيُخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بالقدر الكافي لتحفيز الاقتصاد دون إحياء الضغوط التضخمية. هذا سيحسن أداء الدولار".

الدولار عند أدنى مستوياته منذ يوليو مع تزايد رهانات خفض الفائدة

أضافت أنها تتوقع استمرار تراجع الدولار في 2024 في ظل ضعف البيانات الاقتصادية الأميركية، لكن الانخفاض لن يكون كبيراً بما يكفي لزيادة الطلب على أصول الملاذات الآمنة مثل العملة الخضراء.

مع ذلك، فإن خسائر الدولار الكبيرة في الآونة الأخيرة تشير إلى وجود مجال لتعافٍ مؤقت على الأقل. تراجعت القوة النسبية لمؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري خلال 14 يوماً إلى قراءة أدنى من 30 نقطة، ما تعد إشارة إلى البعض بأن العملة الخضراء في ذروة البيع، ومهيأة لعكس مسارها.

ارتفع مؤشر "بلومبرغ" للدولار، أمس الخميس، خلال أول جلسة من خمس جلسات، حيث قلصت السندات العالمية سلسلة مكاسبها في الآونة الأخيرة. رغم ذلك، صعدت عملتا الين والفرنك مقابل الدولار، وارتفعتا بأكثر من 1% مقابل العملة الخضراء في يوم تداول واحد، خلال التداول الضئيل في نهاية العام.

اختلاف أسعار الصرف

يتناقض تراجع الدولار مع ارتفاع الجنيه الإسترليني، الذي يتهيأ لأفضل عام له منذ 2017، والفرنك الذي يتجه إلى أقوى أداء سنوي له منذ 2010.

اليورو يصعد أمام الدولار لأعلى مستوى في 6 أشهر

ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بأكثر من 5% حتى الآن في 2023، في أفضل ارتفاع متسلسل للعملة البريطانية التي مُنيت بخسائر تقلب الأسعار نتيجة سلسلة من الانتخابات والاستفتاءات المرتبطة باتفاقية "بريكست" قبل 6 سنوات. وفي سويسرا، بلغ الفرنك أعلى مستوياته القياسية المُرجحة تجارياً، في الوقت الذي يرى فيه المتداولون أن البنك الوطني السويسري يطبق سياسة نقدية أكثر تشدداً من نظرائه، حتى بعد اجتماعه الأكثر ميلاً، نسبياً، للتيسير النقدي في 14 ديسمبر.

قال جيوفري يو، المحلل الاستراتيجي للعملات والاقتصاد الكلي بمصرف "بنك أوف نيويورك ميللون" في لندن: "إذا وجب عليّ اختيار بنك مركزي أكثر ميلاً للتدخل بغرض خفض عملته في العام المقبل، سيكون البنك الوطني السويسري. أما عن الجنيه الإسترليني، فما كنت لأسعى وراءه بحماس إلى أن نحصل على مزيد من الوضوح من (بنك إنجلترا)".