أين تتركز أبرز الفرص الاستثمارية في 2024؟

رصدت "الشرق" توقعات كبرى المؤسسات المالية للإجابة عن هذا السؤال

شاشة تعرض حركة مؤشر "إس آند بي 500"
شاشة تعرض حركة مؤشر "إس آند بي 500" المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سيطرت معدلات التضخم المرتفعة ومعها أسعار الفائدة القياسية على قرارات المستثمرين خلال 2023، وقادت أسهم التكنولوجيا الكبرى (السبع الكبار) نمو مؤشري "إس آند بي 500" و"ناسداك 100" بدعم من طفرة الذكاء الاصطناعي بشكل واسع.

وفي ما يتعلق بالعام الجديد، فإن الآراء تتضارب، إذ ترى بعض المؤسسات المالية أن 2024 سيحمل انفراجة على المستوى النقدي ما ينعكس إيجاباً على المستثمرين، فيما ترى مؤسسات أخرى أن الاقتصاد العالمي يتجه نحو الركود ما قد يقلص من فرص الأرباح.

ومع بداية السنة، تُطرح العديد من الأسئلة بشأن فرص الاستثمار منها: هل تشكل أصول الدخل الثابت فرصة جيدة في 2024؟ وهل تستمر كبرى الشركات بقيادة نمو سوق الأسهم؟ وهل تمثل الأسهم المتوسطة والصغيرة فرصاً جيدة للمستثمرين؟ وما هي القطاعات التي يُتوقع أن تنال الحصة الأكبر من النمو؟ فيما يلي، ترصد "الشرق" توقعات بعض من كبرى المؤسسات المالية للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها.

"جيه بي مورغان برايفت بنك": الأسهم والأصول

توقع "جيه بي مورغان برايفت بنك" في تقرير تراجع التضخم، لكنه نصح المستثمرين بمواصلة التحوط منه والتخفيف من آثاره على محافظهم الاستثمارية. الأسهم هي أحد الخيارات، وكذلك الأصول الحقيقية، مثل العقارات، التي حققت على مدى الأعوام الثلاثين الماضية دخلاً تجاوز معدل التضخم بشكل عام. معدلات الفائدة المرتفعة لن تستمر لوقتٍ طويل، وفق توقعاته، ما يجعل الاستثمار بالأصول ذات الدخل الثابت ينطوي على بعض المخاطر. مع زخم الذكاء الاصطناعي، توقع أن تتجه الأسهم إلى مستويات قياسية جديدة.

"بنك أوف أميركا": الأسواق الناشئة

توقع البنك في تقرير أن يكون 2024 عاماً يتمكن فيه المستثمرون من التأسيس لاستثماراتهم المستقبلية، وخلال النصف الثاني من العام ستعود منحنيات العائد إلى شكلها الطبيعي. في 2023، قادت مجموعة صغيرة من الشركات نمو أسواق الأسهم، أما في 2024 فمن المتوقع أن تتسع هذه المجموعة لتشمل الأسهم الصغيرة والأسواق الناشئة.

"سيتي بنك": محافظ متوازنة

سيشهد النصف الثاني من 2024 عودة الزخم الاقتصادي المستدام، بالإضافة إلى تحسن في أرباح الشركات، ما سينعكس على ربحية السهم (EPS) التي ستصعد 12% خلال العامين المقبلين وفق توقعات البنك. ستستعيد ركيزتا عوائد الاستثمار المتمثلتين بالدخل والنمو نشاطهما، ولذلك نرى أن الوقت مناسب للغاية لخلق محافظ استثمارية متوازنة، أو الإضافة إلى المحافظ الحالية.

"ويلز فارغو": الأسهم الكبيرة والأسواق المتقدمة

يفضل البنك الأسهم ذات الجودة مع توقعه تباطؤ ربحية السهم (EPS) والاقتصاد. ونتيجة لذلك، فإنه يفضل الأسهم الكبيرة على الأسهم المتوسطة والصغيرة في الولايات المتحدة، وكذلك يفضل الأسواق المتقدمة على أسهم الأسواق الناشئة. الرعاية الصحية والصناعات والمواد هي القطاعات المفضلة لديه، بينما نصح بالابتعاد عن قطاعي السلع الكمالية والعقارات.

اقرأ أيضاً: ديون الأسواق الناشئة أكثر جذباً للمستثمرين من الأسهم خلال 2024

"تي رو برايس": السندات ذات العائد المرتفع

تعتقد الشركة القابضة أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض الفائدة بوتيرة أبطأ مما تتوقعه الأسواق في 2024. قد توفر السندات ذات العائد المرتفع والجودة العالية فرصاً استثمارية جيدة على المدى القصير، وفقاً لتوقعاتها. مستثمرو الأسهم عليهم توسيع نطاق بحثهم عن الفرص الاستثمارية في عام 2024، ورأت فرصاً استثمارية في اليابان والأسواق الناشئة والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي.

"إتش إس بي سي": السندات تستعيد بريقها

السندات تستعيد بريقها، غير أنه يجب التركيز على السندات عالية الجودة وذات الآجال القصيرة (1-7 سنوات). الدخل الثابت يقدم فرصاً، لكن على المستثمرين الحفاظ على الانتقائية والتركيز على سندات الخزانة الأميركية، وأجزاء من الأسواق الأوروبية الأساسية، وفقاً للبنك.

اقرأ أيضاً: سندات الخزانة الأميركية تسجل أول مكاسبها منذ 2020 مع تزايد رهانات خفض الفائدة

أشار البنك في تقريره إلى أن الأسواق الناشئة تحمل إمكانيات. ويجب التركيز على الأسواق "عالية الجودة"، مثل الهند. يمكن أن يكون خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي إيجابياً جداً لأداء الأسواق الناشئة، كما حدث في أوائل التسعينيات.

وتوقع البنك أنه مع احتمالية خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة في النصف الثاني من عام 2024، وربما إلى حد أكبر مما تتوقعه الأسواق، يجب أن تكون الأسواق الناشئة (الأسهم أو الديون المحلية) جزءاً رئيسياً من مجموعة اعتبارات المستثمرين.

اقرأ أيضاً: كيف ترى البنوك والمؤسسات المالية الكبرى الاقتصاد في 2024؟

"فيدلتي": حيازة الأسهم

رجحت "فيدلتي" دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود دوري، رغم ذلك، على المستثمرين ألا يقلقوا إذ لا يزال بإمكانهم إيجاد فرص جيدة. حيازة الأسهم تبدو جيدة، إذ يُتوقع أن تبدأ السوق بالتعافي في وقتٍ لاحق من العام.

الأسهم الأميركية ستحقق أداءً جيداً، بالأخص أسهم الشركات المتوسطة وشركات مؤشر "إس آند بي 500" خارج مجموعة "السبع الكبار" التي لم تحقق الأداء المذهل نفسه خلال 2023، إذ إنها تتمتع بأسعار معقولة ويُتوقع أن تنمو بشكل ثابت. ننصح بتجنب الأسهم الصغيرة إذ يمكن أن تعاني ضغوطاً ناجمةً عن ثقل ديونها حال حصول ركود.

"بلاك روك": الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي

هناك قوى عظمى تغيّر وجه العالم، وتخلق فرصاً جديدة للمستثمرين هي: التغيرات في البنية التحتية مع التحول باتجاه الانبعاثات الكربونية المنخفضة، التحولات في القطاع المالي، الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، والتغيرات الديموغرافية. نرى في هذه القوى العظمى فرصاً في فئات مختلفة من الأصول.

اقرأ أيضاً: الذهب يحاول استكمال مسيرة الصعود في 2024 وسط رياح معاكسة

"ديلويت": محافظ مبنية على مجال محدد

تبرز المحافظ الاستثمارية المبينة على مجال محدد (theme-driven) كاتجاه جديد في بناء المحافظ، بينما تظل التصنيفات التقليدية (نمو/قيمة، حجم، قطاع) قائمةً أيضاً. المجالات القائمة على تفضيلات المستثمرين مثل البيئة والمجتمع والحوكمة والتكنولوجيا الحديثة، تتجاوز مجرد أهداف الاستثمار (النمو، الدخل)، إذ يبحث العملاء بشكل متزايد عن شركات ذات قيم مثل التأثير البيئي أو الاجتماعي، وليس فقط المقاييس المالية.

"بي دبليو سي": سوق الاكتتابات

تتجه كل الأنظار الآن إلى عام 2024، حيث نتوقع المزيد من نشاط الاكتتاب العام الأولي نظراً للتراكم الكبير للمصدرين الذين نراهم يركزون بنشاط على جاهزية الشركة العامة، ويستمرون في دفع التحسينات في نماذج أعمالهم ومقاييسهم. نحن متفائلون بحذر بأن إعادة فتح سوق الاكتتابات العامة على وشك أن تبدأ.