"جيه بي مورغان" لإدارة الأصول تتوقع تخفيضاً أقوى للفائدة الأميركية

الشركة الأميركية توصي بشراء سندات الخزانة بآجال 5 و7 و10 سنوات

مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة
مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ربما يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بمعدلات أعلى من التي يشير إليها في الوقت الراهن بما يؤدي إلى ارتفاع أسعار سندات الخزانة الأميركية قصيرة الأجل، بحسب تقديرات شركة "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت" لإدارة الأصول.

قال سيموس ماك غورين، رئيس استراتيجة أسعار الفائدة العالمية في لندن بشركة إدارة الأموال، التي تقوم على إدارة نحو 2.9 تريليون دولار: "السوق تراهن على تخفيض الفائدة بمقدار 1.5 نقطة مئوية تقريباً، وقد تكون هذه النسبة معقولة ومبررة. أما في الأوضاع الاقتصادية السيئة، فكما تعلمون، يمكن أن تصبح هذه النسبة أعلى من ذلك بقليل".

وكشف غورين أن شركة إدارة الأصول تشتري سندات خزانة بآجال 5 و7 و10 سنوات، بينما تنصح بتخفيض الوزن النسبي في المحفظة من السندات لأجل 30 عاماً بسبب ما تراه من أن خفض أسعار فائدة التمويل لدى الاحتياطي الفيدرالي سيؤدي إلى انحدار منحنى العائد في الولايات المتحدة.

توقعات متباينة

شهدت الأشهر الأخيرة تبايناً كبيراً حول نسبة تخفيض أسعار الفائدة المعيارية التي يرجح أن يقررها الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

فمن ناحية، يتوقع صناع السياسة النقدية في البنك المركزي في مخططهم الفصلي تخفيضها بمقدار 75 نقطة أساس بحلول نهاية العام، بحسب متوسط التوقعات في تحديث 13 ديسمبر. ومن الناحية الأخرى، تراهن الأسواق على تخفيض أكبر بكثير، بلغ ما يقرب من 160 نقطة أساس في أواخر ديسمبر على أساس عقود مقايضة أسعار الفائدة قبل أن يتراجع إلى حوالي 140 نقطة أساس هذا الأسبوع.

تسبب هذا التباين في تقلب الأسواق خلال العام الماضي، وكان عاملاً رئيسياً وراء تحرك عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات في نطاق 180 نقطة أساس خلال 2023. وتوقع كثير من المستثمرين، ومن بينهم ماك غورين من "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت" وجيفري غوندلاش من شركة "دابل لاين كابيتال" (DoubleLine Capital)، نهاية لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي التقشفية قبل الأوان. غير أن ذلك لم يحدث بعد أن حقق الاقتصاد الأميركي أداءً أقوى مما كان متوقعاً.

اقرأ أيضاً: خفض أسعار الفائدة المرتقب يبشر بانتعاش اقتصادي على غرار الثمانينيات

مفاجأة كبيرة

علّق ماك غورين على توقعاته السابقة قائلاً: "إن تراجع التضخم فعلاً دون أن نشهد ضعفاً كبيراً في أداء الاقتصاد من شأنه أن يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة كان مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا وللآخرين. وكنا في العام الماضي نتصور أن الاقتصاد سوف يعاني من الركود، وقد اتضح الآن أن ذلك لم يحدث".

وبالنظر إلى عام 2024، قال: "في ضوء ما شهدناه من تقدم في مجموعة واسعة من مؤشرات التضخم المختلفة، يبدو أن هناك فرصة أكبر لأن تتمكن البنوك المركزية من العودة إلى المعدلات المستهدفة".

وتوقع ماك غورين انخفاض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 50 نقطة أساس من مستواها الحالي إلى حوالي 3.50% هذا العام مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتيسير السياسة النقدية.

اقرأ أيضاً: عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات يتخطى 4% قبيل بيانات التضخم

السيناريو الافتراضي

يساهم ماك غورين في الإشراف على تنفيذ عدد من الاستراتيجيات في شركة إدارة الأموال، بما في ذلك صندوق السندات الحكومية العالمية (Global Government Bond Fund)، الذي حقق عائداً بنسبة 1.1% في العام الماضي، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". وهو يساعد أيضاً في إدارة استراتيجية السندات الحكومية للاتحاد الأوروبي التي حققت مكاسب بنسبة 3.7% في نفس الفترة.

قال ماك غورين إن السيناريو الافتراضي لدى "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت" مازال يتوقع هبوطاً سلساً للاقتصاد الأميركي، غير أنه لا يمكن استبعاد الركود تماماً، وهو ما يعد سبباً قوياً لحيازة سندات الخزانة.

وأضاف: "بلوغ العائد الحقيقي مستوى 1% يتحقق في حالة الركود.. وميزة حيازة سندات طويلة الأجل في هذه الحالة هي أنك تحصل على عائد حقيقي معقول على الأقل".