كيف سيكون اقتصاد الولايات المتحدة إن عاد ترمب رئيساً؟

الانفصال عن الصين واستمرارية التخفيضات الضريبية للأفراد وتخفيف القيود التنظيمية بين أبرز التوقعات

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يرى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أن الاقتصاد مشكلة لدى الرئيس جو بايدن وحده، إذ تظهر استبيانات عدة أن الناخبين يثقون بشكلٍ طاغٍ بالرئيس الجمهوري السابق أكثر من ثقتهم بنظيره الرئيس الديمقراطي فيما يتعلق بالتعامل مع القضايا الاقتصادية.

بيّن استبيان من "بلومبرغ نيوز" و"مورنينغ كونسلت" (Morning Consult) في ديسمبر أن الناخبين في سبع ولايات متأرجحة عبروا عن قدر أكبر من الثقة في قدرة ترمب على التعامل مع مجموعة متنوعة من مشكلات الاقتصاد ومن ذلك الإسكان وأسعار الفائدة والتضخم إلى جانب تحقيق توازن في الميزانية.

قال ستيفن مور، وهو مستشار غير رسمي لترمب وزميل في "هيريتدج فاونديشن" (Heritage Foundation)، إن التضخم ووضع الطبقة الوسطى سيكونان بين محاور هجوم ترمب الرئيسية على بايدن في 2024. قال: "الأمر برمته له علاقة بالآتي: هل أنت أفضل حالاً مما كنت عليه قبل أربع سنوات؟ بدأ ذلك يصبح أحد العناصر الرئيسية في حملته".

يضم استشاريو ترمب بشأن الاقتصاد كلاً من لاري كودلو، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني سابقاً، وكيفين هاسيت، الرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين. فيما تشير بعض عناصر برنامج ترمب إلى أنه سيواصل سياسته التي اتبعها خلال رئاسته الأولى، تتيح بعض العناصر الأخرى، في مجالات مثل التجارة، المجال لسياسة الصدمة والترويع. فيما يلي لمحة خاطفة عن بعض المواقف المفترضة لسياسات المرشح الجمهوري الاقتصادية.

التجارة والاستثمار

أوضح ترمب أنه سيزيد التعويل على برنامج "أميركا أولاً"، وقد طرح ترمب فكرة حماية الصناعات الأمريكية عبر فرض رسوم جمركية تبلغ 10%، وهذا سيجلب موجةً جديدةً من اضطراب سلاسل الإمداد. ستضغط مثل هذه الخطوة على دول حليفة ومنها كندا والمكسيك وحتى اليابان للتفاوض سعياً لاستثناءات، وهذا ما اتبعه الرئيس السابق خلال ولايته السابقة.

الصين

بعيداً عن الرسوم الجمركية، سيسعى ترمب لفض الارتباطات بين أكبر اقتصادين في العالم عبر إجراءات تشمل إنهاء ميزة الصين باعتبارها أكثر الدول تفضيلاً، وهو ما سيزيد الرسوم الجمركية وربما يشدد بعض الحواجز التجارية الأخرى أمام واردات الصين. يُرجح أيضاً فرض قيود إضافية على الاستثمار وتدفق رأس المال للصين. ثمّة علامات على دعم الكونغرس لبرنامج ترمب التجاري المتشدد، إذ أوصت مجموعة من المشرعين من الحزبين في ديسمبر بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الواردة من الصين وبفرض مزيد من القيود على الاستثمار فيها.

الضرائب

يعتزم فريق ترمب جعل خفض ضرائب الأفراد الذي أقره خلال رئاسته دائماً، بعد أن كان مقرراً أن ينتهي العمل به في 2025. تستفيد الأسر الغنية وأصحاب الشركات الصغيرة والعاملون في القطاع العقاري بشكل رئيسي من التخفيض، وقال مور إن ترمب قد يستخدم أي إيرادات من الرسوم الجمركية الإضافية لتمويل مدّ فترة سريانه أو تعميقه. خلال فترة ترمب الرئاسية، أدت مفاوضات بين إدارته والكونغرس إلى خفض معدل الضريبة على الشركات من 35% إلى 21%. وقال أشخاص مطلعون على خطط ترمب إنه فيما يسعى المرشح الجمهوري الذي يتصدر السباق للحصول على تأييد الناخبين من الطبقتين العاملة والوسطى، فهو لن يخفض المعدل أكثر من ذلك، أي إلى 15% وهو هدفه في بداية فترة رئاسته.

الهجرة

يُرجح إصدار أوامر تنفيذية واسعة النطاق للحد من الهجرة إذا ما تولى ترمب الرئاسة مجدداً، إلى جانب صدور أمر تنفيذي لإنهاء منح الجنسية تلقائياً لأطفال المهاجرين غير المسجلين المولودين في الولايات المتحدة، رغم أن ذلك الأمر سيواجه تحديات قانونية على الأرجح. قال ترمب في لقاء شعبي خلال نوفمبر: "إنهم يودون استغلال جهد ومدخرات دافعي الضرائب الأميركيين... لن نسمح بحدوث ذلك. سأنهي الأمر برمته فورياً".

السياسات المالية

لم يُعرف ترمب أبداً بالتقشف في سياساته المالية. ضخّمت التخفيضات الضريبية التي أقرّها الرئيس السابق في 2017 من عجز الميزانية، كما أنه رفض أيضاً المساس بالتأمين الاجتماعي وبرنامج الرعاية الصحية "ميديكير"، وهما من أكبر العوامل المحركة للنمو طويل الأمد في عجز الميزانية. يعِد ترمب في حملته الانتخابية بكبح ما أسماه الإنفاق الحكومي المفرط على المساعدات الخارجية وإعانات المناخ والهجرة وغيرها. ينطوي جانب من رسالة ترمب للناخبين على أن موقفه الانعزالي سيوفر أموال دافعي الضرائب من خلال تحرير البلاد من التورط في صراعات خارجية مكلفة مثل الحرب في أوكرانيا، من بين أمور أخرى.

تخفيف القيود التنظيمية

اقترح ترمب إخضاع الهيئات التنظيمية مثل لجنة التجارة الفيدرالية وهيئة الاتصالات الفيدرالية للسلطة الرئاسية، فيما تعهد بإلغاء قيدين قائمين مقابل كل قيد جديد مقترح. سيتعين على العاملين في الحكومة الاتحادية أيضاً اجتياز اختبار جديد عن الخدمة المدنية يركز على حدود السلطة الاتحادية.

الرئيس الأميركي جو بايدن
الرئيس الأميركي جو بايدن غيتي إيمجز

المناخ

سيستنكف ترمب عن سياسات بايدن للمناخ عبر إجراءات تشمل إلغاء اللوائح التنظيمية للطاقة مثل كفاءة استهلاك الوقود ومعايير الانبعاثات. كما أنه سينسحب من اتفاقية باريس للمناخ، وهي الخطوة التي اتخذها فيما كان يتولى الرئاسة.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول
رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول المصدر: بلومبرغ

الاحتياطي الفيدرالي

خلال فترة رئاسته السابقة، انتقد ترمب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وفي 2019، اتهم ترمب المصرف المركزي بالتصرف مثل "طفل عنيد" بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة. قد تعود هذه الضغوط إذا أُعيد انتخابه. أشار صناع السياسات إلى أن أسعار الفائدة قد تتراجع قبل نهاية 2024، لكنهم يحذرون من أن السياسات ستظل تميل للتشديد لفترة ما. قال ترمب أيضاً إنه لن يعيد تعيين رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بعد انتهاء عهده في 2026.

الطاقة

قال ترمب في رسالة عبر مقطع فيديو نُشر في نوفمبر: "حين أعود للبيت الأبيض، سأعيد العمل بسياسة الطاقة لصالح أميركا أخيراً". وعد ترمب بأنه في حالة إعادة انتخابه سيزيل كل العقبات كي يتوسع التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بشكل كبير. كما تعهد بتسريع الموافقة على خطوط أنابيب الغاز الطبيعي في تشكيل مارسيلوس الصخري. إحدى أولوياته الأخرى هي التخلص من الحوافز لدفع الولايات المتحدة نحو المركبات الكهربائية والطاقة النظيفة.