تضخم كلفة تأمين السفن يفاقم فوضى التجارة في البحر الأحمر

تكلفة تأمين إبحار السفن عبر البحر الأحمر تتضاعف 10 مرات

سفينة تعبر قناة السويس، في مصر، في 10 يناير 2024
سفينة تعبر قناة السويس، في مصر، في 10 يناير 2024 المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواصل تكلفة التأمين ضد مخاطر الحرب للسفن التي تبحر عبر البحر الأحمر الارتفاع، مما يضيف عائقاً محتملاً آخر أمام التجارة عبر ممر مائي اعتبرته "البحرية الأميركية" خطيراً للغاية بالنسبة إلى الشحن التجاري.

تتقاضى شركات التأمين حالياً ما بين 0.75% و1% من قيمة السفينة للإبحار عبر هذه المنطقة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، فيما يشكّل قفزة كبيرة منذ أن استهدفت الغارات الجوية الأميركية والبريطانية المتمردين الحوثيين في اليمن في نهاية الأسبوع الماضي. قبل بضعة أسابيع فقط، كانت أسعار التغطية التأمينية حوالي عُشر هذا المبلغ. وتنطوي هذه الزيادة الحادة على خطر جعل عبور الممر المائي الحيوي مكلفاً للغاية.

"بلومبرغ": أكثر من 200 ناقلة نفط تتضرر من أزمة البحر الأحمر

يتعين على مالكي السفن والمستأجرين المستعدين للمخاطرة بالإبحار عبر البحر الأحمر أن يدرسوا ما إذا كان من الأرخص دفع تكاليف التأمين الإضافية المتزايدة بالإضافة إلى رسوم عبور قناة السويس، أو بدلاً من ذلك اتخاذ المسار الطويل حول رأس الرجاء الصالح والذي يرفع كلفة الوقود الإضافية.

إدارة التكاليف

قال محللو شركة "كلاركسونز سيكيوريتيز" (Clarksons Securities)، بمن فيهم فرودي موركيدال، في تقرير: "ارتفعت أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب بالنسبة إلى السفن بشكل كبير. ربما يجد أصحاب السفن والمستأجرون أن إعادة التوجيه حول أفريقيا أكثر فعالية من حيث التكلفة، بدلاً من تكبد التكاليف المجمعة لرسوم عبور قناة السويس وأقساط التأمين".

تكلفة التأمين ضد الحرب البالغة 1% لسفينة جديدة تبلغ قيمتها 100 مليون دولار يعني الاضطرار إلى دفع مليون دولار للإبحار عبر الأجزاء الأكثر خطورة في البحر الأحمر وخليج عدن. تتحدد التكلفة التأمينية عموماً على أساس نسبة مئوية من قيمة السفينة خلال فترة زمنية معينة.

قُصفت سفينة تجارية أميركية يوم الاثنين بصاروخ أثناء إبحارها في خليج عدن، مما يسلط الضوء على المخاطر المستمرة التي تتعرض لها السفن في المنطقة. جاء ذلك في وقت سلطت "بيمكو" (Bimco)، وهي مجموعة تجارية رئيسية، الضوء على تحذير "البحرية الأميركية" بأن شركات الشحن يجب أن تدرس مسألة تجنب الإبحار بهذه المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، أصدرت وزارة النقل الأميركية تحذيراً جديداً توجّه فيه سفنها التجارية بتجنب جنوب البحر الأحمر حتى إشعار آخر. كان تحذير سابق قد نبّه السفن إلى تجنب المنطقة لمدة 72 ساعة.

قال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة "فيسيل بروتكت" (Vessel Protect) المتخصصة في مخاطر الحرب البحرية والتأمين: "معدلات التأمين تتزايد، ما يعكس التعرض الكبير والمريب للمخاطر داخل البحر الأحمر. الصعوبة الرئيسية التي ينطوي عليها الوضع الحالي هي معدل التغير في ملف المخاطر الذي يؤدي إلى تسعير أكثر ديناميكية بكثير مما هو عليه الحال عادة".