4 عوامل ترسم آفاق قطاع البتروكيماويات السعودي في 2024

تكلفة اللقيم، وأسعار المنتجات النهائية، وصيانة المصانع، ومعدلات الفائدة تحدد مسار نتائج الشركات

منشأة صناعية تابعة لشركة سابك في مدينة الجبيل، السعودية
منشأة صناعية تابعة لشركة سابك في مدينة الجبيل، السعودية المصدر: شركة "سابك"
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عوامل أربعة ترسم آفاق قطاع البتروكيماويات في السعودية خلال الفترة المقبلة، وستساهم في نمو أو تراجع إيرادات وأرباح شركات القطاع في الربع الرابع من 2023، وخلال العام الحالي، بحسب تقرير صادر عن المنصة المالية السعودية "أرقام".

التقرير أشار إلى أن المؤثرات على نتائج القطاع تتمثل في: تكلفة اللقيم والوقود، وأسعار المنتجات النهائية، ومدد توقف نشاط الشركات للصيانة، إضافة إلى أسعار الفائدة.

وفقاً للتقرير، يُعد انخفاض بعض أسعار اللقيم، مثل البروبان الذي تراجع بنسبة 1%، واستقرار أسعار أنواع أخرى مثل الإيثان، من أهم العوامل الإيجابية لنتائج الشركات في الربع الرابع 2023، غير أن رفع أسعار الوقود بدايةً من العام الحالي يمثل تحدياً مستجداً.

تراجع أسعار المنتجات

العامل الثاني الذي يضغط على النتائج المالية للشركات يتمثل في انخفاض أسعار المنتجات النهائية، والذي قد يؤدي إلى انخفاض الأرباح بنحو 4% في الربع الأخير من العام الماضي مقارنةً بالربع الرابع 2022 بحسب توقعات شركات الأبحاث، لتصل إلى نحو 1.7 مليار ريال. في حين أن متوسط توقعات شركات الأبحاث التي ترصدها "أرقام" يشير إلى تراجع أرباح الشركات بنسبة 6% لعام 2023 بأكمله مقارنةً بالعام السابق.

جاءت توقعات شركات الأبحاث لنتائج الربع الرابع 2023 إيجابية لـ7شركات بتروكيماويات سعودية، في مقدمتها "المتقدمة" و"اللجين" و"المجموعة" و "ينساب"، فيما كان متوسط التوقعات سلبياً لثلاث شركات، هي "سابك للمغذيات" و"سبكيم" و"كيمانول"، بانخفاض أرباحها بنحو 52% و44% و38% على التوالي، مقارنةً بالربع الأخير من 2022.

وزير الطاقة السعودي: البتروكيماويات ستقود قفزةً بالطلب على البترول

كما أشار التقرير إلى أن العامل الثالث الذي سيؤثر على نتائج شركات البتروكيماويات يكمن في أعمال الصيانة وتوقف نشاط الشركات، كما حدث مع "ينساب" و"بترو رابغ".

تأثير متفاوت لأسعار الفائدة

العامل الرابع يتمثل في أسعار الفائدة، لكن حجاج حسن، مدير وحدة "أرقام بلس"، اعتبر في مقابلة مع "الشرق"، أن تأثيره يتباين من شركة إلى أخرى حسب اعتمادها على التمويلات البنكية، لافتاً إلى أن بعض شركات القطاع بدأت تقلل اعتمادها على الاقتراض من البنوك مثل "كيان" و"كيمانول".

بخصوص رفع أسعار الوقود واللقيم بدايةً من العام الحالي، رأى حجاج أنه يمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه شركات البتروكيماويات السعودية خلال 2024، لكن تأثيره سيختلف من شركة إلى أخرى أيضاً استناداً لحجم استهلاكها للقيم، مقدّراً أن تكون "سابك للمغذيات" و"ينساب" و"سبكيم" و"بترو راغب" من أكثر الشركات تأثراً حيث تستخدم الإيثان والميثان بشكل كبير. وكانت هذه الشركات أعلنت عن ارتفاع في تكلفة المنتجات تتراوح بين 3% و5% كنتيجة لارتفاع أسعار اللوقود.

أرامكو ترفع أسعار اللقيم ومنتجات الوقود على شركات سعودية

خطط بديلة لتوليد الأرباح

للتغلب على ارتفاع أسعار الوقود، أفاد حجاج أن معظم الشركات ستبدأ البحث عن أسواق أخرى وفرص استثمارية خارج الحدود، إضافةً إلى رفع كفاءة الإنتاج.

ورأى أن انخفاض التدفقات النقدية الداخلة، بموازاة زيادة الإنفاق الاستثماري، سيؤثر على توزيعات الشركات النقدية، وأضاف: "رأينا بالفعل انخفاضاً في التوزيعات النقدية لبعض الشركات، مثل "سابك" و"ينساب" و"سبكيم"، تراوحت بين 20% و30% خلال العام الماضي".

محمد زيدان، المحلل المالي في "الشرق"، ألقى الضوء على تحديات قطاع البتروكيماويات السعودي، من خلال أداء سهم "سابك"، أكبر شركات القطاع، حيث تراجع سهم الشركة في آخر 12 شهراً بنسبة 17%، في وقتٍ حقق المؤشر الرئيسي لسوق المال السعودية "تاسي" مكاسب بلغت 12% خلال 2023.

وتابع زيدان أن النظرة لإيرادات وأرباح "سابك" على المستوى القصير قد تكون متشائمة، لكن على المديين المتوسط إلى الطويل هي نظرة تفاؤلية، نابعة من قيام الشركة باستثمارات رأسمالية كبيرة في الصين وبمناطق جغرافية متوقع لها معدلات نمو إيجابية خلال الفترة المقبلة، بعد تخطي دورة التشديد النقدية.