"مايكروسوفت" و"ألفابت" و"إيه إم دي" تجد صعوبة في تلبية توقعات الذكاء الاصطناعي

المستثمرون يشعرون بالإحباط بسبب أرقام الإيرادات على الرغم من تقدم الشركات في دمج هذه التكنولوجيا بمنتجاتها

شعار "مايكروسوفت" على جهاز كمبيوتر محمول
شعار "مايكروسوفت" على جهاز كمبيوتر محمول المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواجه شركات التكنولوجيا العملاقة "مايكروسوفت"، و"غوغل" التابعة لـ"ألفابت"، و"أدفانسد مايكروديفايسيز – إيه إم دي"، صعوبة في تلبية ما يتوقعه المستثمرون من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أن هذه الشركات الثلاث تبذل جهوداً أكثر من كل الشركات الأخرى تقريباً من أجل دمج هذه التكنولوجيا في منتجاتها.

انخفضت أسهم عمالقة التكنولوجيا الثلاث في نهاية التداول يوم أمس الثلاثاء بعد إعلانها نتائج الأعمال عن الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 وتوقعات الأداء خلال ربع السنة الجاري.

وبذلت كل من هذه الشركات جهوداً مضنية لإبراز التقدم الذي أحرزته على صعيد الذكاء الاصطناعي.

نتائج الأعمال تهوي بأسهم التكنولوجيا الكبرى بالتعاملات المتأخرة

ففي حالة "إيه إم دي"، توقعت الشركة أن تحقق مشغلات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي طورتها زيادة أخرى في المبيعات تتجاوز التوقعات. وركزت "مايكروسوفت" على الترويج لكيفية إقبال المستخدمين على مساعد الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، فيما قالت "غوغل" إن هذه التكنولوجيا تسهم في تحسين خدمات البحث والحوسبة السحابية التي تقدمها.

غير أن المستثمرين أقدموا على شراء أسهم الشركات الثلاث بطريقة رفعتها إلى أرقام قياسية في الأسابيع الأخيرة رهاناً منهم على أن ازدهار الذكاء الاصطناعي سيؤدي سريعاً إلى زيادة الأرباح. وما سمعوه يوم الثلاثاء لم يكن كافياً لتحقيق تلك الآمال.

قالت كاترينا دودلي، مديرة محفظة ومحللة في شركة "فرانكلين تمبلتون" على تلفزيون "بلومبرغ": "يتعين على الشركات باستمرار أن تثبت صحة مزاعمها بشأن قيمة الذكاء الاصطناعي وجدواه".

استقبال فاتر لنتائج "مايكروسوفت"

تتنافس "مايكروسوفت" و"غوغل" فيما بينهما في مجالي تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وقد عرضت كل منهما أنباء جيدة في معظمها في تقرير نتائج الأعمال، ومع ذلك استقبلها المستثمرون استقبالاً فاتراً.

ففي حالة "مايكروسوفت"، ارتفعت الأرباح بأسرع وتيرة لها منذ عام 2022، وقد ساهمت في ذلك جزئياً منتجات الذكاء الاصطناعي التي ساعدت على انتشار وتبني خدمات مركز البيانات التابعة لها. وقفزت إيراداتها من وحدة خدمات "آزور" للحوسبة السحابية بنسبة 30%.

وقالت إيمي هود، رئيسة الشؤون المالية بالشركة، إن الطلب على الذكاء الاصطناعي رفع معدل النمو في إيرادات الحوسبة السحابية 6 نقاط مئوية، بزيادة 3 نقاط مئوية عن مساهمته في معدل نمو هذه الإيرادات خلال الربع السابق. وفي مؤتمر هاتفي مع مسؤولي الشركة، وصف محلل بنك "يو بي إس غروب" كارل كيرستيد معدل الزيادة في مساهمة الطلب على الذكاء الاصطناعي في نمو إيرادات "آزور" بأنه "استثنائي". ولم تكشف "مايكروسوفت" عن توقعاتها بشأن مساهمة الذكاء الاصطناعي في زيادة إيرادات "آزور" خلال الفترة الحالية.

انخفضت أسهم "مايكروسوفت" في أواخر التعاملات على الرغم من هذا الزخم. فقد أرادت "وول ستريت" درجة أعلى من الوضوح تتعلق بحجم مساهمة الذكاء الاصطناعي في أداء الشركة مالياً في الفترة المقبلة، وفق تصريحات أنغيلو زينو، محلل في شركة "سي إف آر إيه ريسيرش" (CFRA Research). وقال زينو: "إن المستثمرين يريدون من مسؤولي الشركة أرقاماً محددة تتعلق بمساهمة الذكاء الاصطناعي المحتملة على مدى العامين المقبلين".

إيرادات "مايكروسوفت" بالربع الثاني ترتفع 18% وتفوق التوقعات

غير أن "مايكروسوفت" لن تتبع نفس النمط الخاص بشركة "إنفيديا"، المتخصصة في صناعة مشغلات الذكاء الاصطناعي، التي حققت طفرة هائلة في المبيعات. وأوضح زينو: "ليس هذا هو سبيل النجاح في ما يخص مساهمة الذكاء الاصطناعي في إيرادات (مايكروسوفت)، بل إن ذلك سيحدث عبر فترة من العمل الشاق والتقدم البطيء مقارنة بما قد يتوقعه البعض".

تباطؤ إعلانات "غوغل"

في نوفمبر الماضي، أصدرت شركة "مايكروسوفت" تطبيق "كوبايلوت 365" – وهو مساعد الذكاء الاصطناعي في برامج "أوفيس" مثل "أوتلوك" و"وورد" و"باور بوينت" و"تيمز". لم تعلن الشركة أرقاماً محددة بشأن الاشتراكات للاستفادة من هذا التطبيق، لكن الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا قال في المؤتمر الهاتفي إن انتشاره كان "أسرع كثيراً" مقارنة مع النسخ السابقة من التطبيق.

أما ما أثار قلق المستثمرين تجاه شركة "غوغل"، فهو ضعف الأداء في نشاط الإعلانات الأساسي الخاص بمحرك البحث. غير أن تقرير نتائج الأعمال الفصلية أيضاً فجر تساؤلات تتعلق بمدى تقدمها بوتيرة كافية في مجال الذكاء الاصطناعي، ومخاطر تخلفها عن "مايكروسوفت".

قالت إيفيلين ميتشيل-وولف، محللة في شركة "إنسايدر إنتليجنس" (Insider Intelligence)، إن تباطؤ نشاط الإعلانات لدى الشركة قد يهدد طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، لأنه مصدر الإيرادات الرئيسي لها.

وأضافت: "إعلانات (غوغل) هي مصدر الغالبية العظمى من إيراداتها. ولذلك فإن التقلب في نشاط مصدر الإيرادات الغنية ليس في صالحها، وهي تستعد لأن تبذل كامل طاقتها وحماسها في تنفيذ خطط الذكاء الاصطناعي التي وضعتها بعناية".

اقرأ أيضاً: إيرادات أعمال البحث لدى "ألفابت" دون التقديرات

الرقائق الجديدة لشركة "إيه إم دي"

كان سهم "إيه إم دي" من أفضل الأسهم بالنسبة إلى المستثمرين الذين يبحثون عن وسيلة للمراهنة على الذكاء الاصطناعي. فقد جاء سهم الشركة في الترتيب الثاني بين أفضل الأسهم أداء على مؤشر "أشباه الموصلات في بورصة فيلاديلفيا" (Philadelphia Stock Exchange Semiconductor Index) هذا العام، بعد أداء مماثل أيضاً في 2023.

معنى ذلك أن شركة "إيه إم دي" وقفت أمام عقبة هائلة كان عليها اجتيازها في تقرير نتائج الأعمال الفصلية.

غير أن توقعات المبيعات في شركة إنتاج الرقائق الإلكترونية في الربع الحالي لم تساعدها على ذلك، إذ جاءت أقل من تقديرات معظم المحللين. وعلى الرغم من ذلك، قالت الشركة إن معالج تسريع الذكاء الاصطناعي المنتظر بشدة "إم آي 300" (MI300) يحقق مبيعات أعلى كثيراً مما كان متوقعاً.

اقرأ أيضاً: ارتفاع شحنات الرقائق في كوريا الجنوبية بأعلى وتيرة منذ 27 عاماً

يساعد هذا المعالج، مثل معالج "إنفيديا" واسع الانتشار "إتش 100" (H100)، على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي عن طريق ضخ كمية هائلة من البيانات. والطلب على هذا المنتج مرتفع بما يكفي لأن تتوقع شركة "إيه إم دي" الآن تحقيق مبيعات تتجاوز 3.5 مليار دولار هذا العام، بزيادة كبيرة عن مستوى ملياري دولار في توقعات سابقة.

خلاصة الأمر أن البعض في "وول ستريت" كانوا يتوقعون أرقاماً تصل إلى 8 مليارات دولار، بحسب تصريحات كريس كاسو، المحلل في شركة "وولف ريسيرش" (Wolfe Research)، ما أدى إلى هبوط سهم "إيه إم دي" بما يزيد على 6% في أواخر التعاملات.