سامسونغ تفوز بعقد بناء 15 ناقلة غاز مسال لصالح شركة بالمنطقة

الطلبية تتزامن مع زيادة نشاط إنتاج الغاز بالشرق الأوسط وإبرام عقود طويلة الأجل مع مستوردين آسيويين وأوروبيين

ناقلة غاز طبيعي مسال
ناقلة غاز طبيعي مسال المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

فازت شركة "سامسونغ هيفي" (Samsung Heavy) الكورية الجنوبية بعقد بناء 15 ناقلة غاز طبيعي مسال بمبلغ 4.57 تريليون وون لصالح جهة بالشرق الأوسط لم تكشف عن هويتها، وفق إفصاح الشركة لسوق الأسهم في كوريا الجنوبية.

الطلبية تأتي تزامناً مع توقعات ارتفاع الاستهلاك العالمي للغاز بنسبة 2.5% خلال العام الحالي، مع نسبة صعود محتملة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تناهز 4%، تليها الدول الغنية بالغاز في أفريقيا والشرق الأوسط.

ومن المتوقع أن ينمو استهلاك الوقود في أوروبا 3% على أساس سنوي، لكن ذلك سيظل أقل بكثير عن مستويات ما قبل أزمة الطاقة التي تسببت في خفض الطلب في القارة العام الماضي إلى أدنى مستوى منذ 1995، حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية. كما يراهن قطاع الطاقة بمئات المليارات من الدولارات على الاستثمار في الغاز الطبيعي، الذي سيحظى بمكانة كبيرة وسط خليط الطاقة العالمي حتى 2050 على أقل تقدير.

استثمارات جديدة في سوق الغاز

تسعى العديد من شركات المنطقة أيضاً لتأمين ناقلات جديدة بهدف مواكبة فورة سوق الغاز المتوقعة من الآن وحتى 2030. ووفقاً لـ"بلومبرغ إن إي إف"، تشير أرقام المنشآت التي بدأ العمل فيها إلى أن أكثر من 200 مليون طن من السعة التصديرية الجديدة للغاز الطبيعي ستنطلق خلال السنوات الخمسة المقبلة تقريباً. وإذا استمرت المشروعات الإضافية التي ما تزال في مرحلة مبكرة حتى الآن، فإن أكثر من 300 مليون طن للسعة الإنتاجية الجديدة للغاز الطبيعي المسال الجديدة ستتدفق للسوق بحلول 2030، بحسب شركة "بيكر هيوز" (Baker Hughes).

اقرأ المزيد: استثمارات بـ290 مليار دولار تؤهل إنتاج الغاز لمستوى تاريخي

يمثل هذا ارتفاعاً حوالي 70% مقارنة بالوقت الحالي، ما يضيف سعة إنتاجية سنوية للغاز تكفي لإمداد نصف مليار منزل بالكهرباء وضمان استمرار أهمية الغاز الطبيعي لعقود مقبلة.

وحالياً يزيد الإقبال على شاحنات الغاز الطبيعي المسال بصفة خاصة، فحتى ستينيات القرن الماضي، كانت الطريقة الوحيدة لنقل كميات كبيرة من الغاز تجري عبر خطوط الأنابيب. أما الآن فتحولت شركات التشغيل لعملية تتيح لهم تبريد الغاز الطبيعي إلى -256 درجة فهرنهايت (-160 درجة سلزيوس)، وتحويله إلى حالة سائلة يمكن شحنها في سفن متخصصة، حيث تزيد عملية إسالة الغاز من كثافة الوقود، بحيث يشغل مساحة أقل بـ600 مرة.

تعزيز إنتاج الغاز في الشرق الأوسط

تتصدر قطر والسعودية والإمارات نشاط إنتاج الغاز في المنطقة خلال الفترة الحالية. وخلال يونيو الماضي أبرمت مؤسسة البترول الوطنية الصينية، اتفاقية شراء للغاز الطبيعي المسال مدتها 27 عاماً بسعة 4 ملايين طن سنوياً مع شركة "قطر للطاقة"، وتبعت الدوحة هذه الخطوة بعقود طويلة الأجل مماثلة مع عدة دول أوروبية بينها فرنسا وإيطاليا. كما تقدم قطر عقوداً جديدة لبيع الغاز الطبيعي المسال على فترات أقصر وبأسعار أرخص، بهدف جذب العملاء لإمدادات مشروعاتها التوسعية، ووسط تزايد المنافسة مع الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد: قطر تجذب المشترين الآسيويين للغاز الطبيعي المسال بعقود مرنة

أما في السعودية، وخلال يناير الماضي، اختارت شركة "أرامكو" مشروعاً مشتركاً تابعاً لـ"سينوبك إنجنييرينغ غروب" الصينية و"تكنيكاس ريونيداس" الإسبانية، لتطوير مجمع جديد لمعالجة الغاز الطبيعي المسال في المملكة، بموجب عقدين بقيمة إجمالية تبلغ 3.3 مليار دولار. وفي 2025 ستبدأ الشركة السعودية العملاقة في إنتاج 400 إلى 450 مليون قدم مكعب يومياً، وسيزداد الإنتاج تدريجياً وصولاً إلى ملياري قدم مكعب يومياً في 2030.

وأفادت بلومبرغ، نهاية العام الماضي، أن "أرامكو" بدأت محادثات مع داعمين محتملين لتطوير حقل الجافورة البالغة تكلفته 110 مليارات دولار، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، حيث تخطط الشركة لاستغلال أحد أكبر حقول الغاز غير التقليدية في العالم.

بدورها، أعلنت شركة "أدنوك للغاز" الإماراتية خلال الأسبوع الجاري أنها وقعت اتفاقية مع "غايل" الهندية لمدة 10 سنوات، لتوريد 0.5 مليون طن متري سنوياً من الغاز الطبيعي المسال إلى الهند. وخلال عام 2023 حافظت الشركة على زخم مبيعات قوي من خلال توقيع العديد من اتفاقيات الغاز الطبيعي المسال بقيمة تراوحت بين 34.5 مليار درهم (9.4 مليار دولار) و44 مليار درهم (12 مليار دولار)، واستمرت في الاستثمار لتلبية الطلب المحلي والدولي على الغاز الطبيعي.