أسهم الصين تمدد صعودها بعد تغيير رئيس الهيئة التنظيمية للسوق

مؤشر "سي إس آي 300" صعد 0.7% مع تقييد عمليات البيع على المكشوف تدريجياً

شاشة إلكترونية على جسر تعرض حركة الأسهم الصينية
شاشة إلكترونية على جسر تعرض حركة الأسهم الصينية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واصلت أسهم الصين ارتفاعها اليوم بعد ظهور علامات على وجود نية قوية لدى المسؤولين لوقف تراجع السوق بنحو 7 تريليونات دولار عن طريق إجراء مفاجئ لاستبدال رئيس الهيئة الخاصة بتنظيم الأوراق المالية بالبلاد.

صعد مؤشر "سي إس آي 300" الرئيسي المحلي 0.4% قبل استراحة منتصف اليوم، بعدما أعلنت بكين أن وو تشينغ، الخبير المحنك بمجال البنوك والعمليات التنظيمية، سيحل محل يي هويمان في منصب رئيس هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية.

تقدمت أسهم الشركات الصغيرة بصورة أكبر، إذ ارتفع مؤشر "سي إس آي 1000" لهذا القطاع بنسبة 5.6% في أحد الأوقات.

وفي علامة على استمرار الشكوك بين بعض المستثمرين العالميين، انخفض مؤشر يتتبع الشركات الصينية المدرجة في هونغ كونغ بنسبة 0.7%. ومن المقرر إغلاق أسواق الأسهم في البر الرئيسي الصيني بداية من غد لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة التي تستمر أسبوعاً، في حين ستستضيف بورصة هونغ كونغ جلسة تداول لنصف يوم غد.

قلق بين المسؤولين الصينيين

يُعرف وو باسم "جزار الوسطاء"، حيث قاد حملة على المضاربين في منتصف العقد الأول من القرن الـ21، وتسبب قرار تعيينه في تعزيز الانطباع بأن هناك قلقاً متزايداً يساور المسؤولين حول الضرر الاقتصادي والاجتماعي الناجم عن تعثر سوق الأسهم.

يضاف هذا القرار إلى سلسلة من إجراءات الإنقاذ التي اتخذتها البلاد، بداية من القيود التجارية الأوسع، وصولاً إلى تقديم الدعم من قبل صندوق الثروة بالبلاد، ما أسفر عن انتعاش السوق بوقت سابق من الأسبوع الجاري.

عمليات إعادة شراء قياسية للأسهم الصينية بهدف انتشال السوق

يسود شعور بالتفاؤل رغم إظهار البيانات أن أسعار المستهلكين في الصين تراجعت الشهر الماضي بأسرع وتيرة لها منذ الأزمة المالية العالمية، ما يدل على استمرار الضغوط الانكماشية الصعبة الواقعة على ثاني أكبر اقتصاد حول العالم.

انخرط المستثمرون الأجانب في السوق بقوة أيضاً، حيث اشتروا أسهم البر الرئيسي الصيني بقيمة 5.3 مليار يوان (737 مليون دولار) عبر روابط التداول مع هونغ كونغ عند الساعة 11:35 صباحاً بالتوقيت المحلي، ما يضعهم على الطريق نحو تسجيل اليوم الثامن على التوالي من التدفقات الداخلة.

كتبت شو جين تشن، محللة مجموعة "جيفريز فاينانشال" (Jefferies Financial)، في مذكرة للعملاء: "ينهي هذا التعيين ممارسة متمثلة في ترأس المصرفيين التجاريين لهيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية، لأن وو تشنغ هو خبير محنك بمجال تنظيم الأوراق المالية ويتمتع بخبرة في عمل الجهات التنظيمية والبورصات، لكن الأهم من ذلك، أن هذا الإجراء الاستثنائي يشير إلى اهتمام أكبر بسوق رأس المال من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ".

تغييرات سابقة

إقالة يي، الذي تولى مسؤولية هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية منذ 2019، تعيد للأذهان قرار تغيير رئيس سوق الأوراق المالية خلال 2016 بعد عمليات هبوط هائلة سابقة للأسهم. جاءت إقالة المسؤول البالغ من العمر 59 سنة بمثابة مفاجأة إذ يتقاعد المسؤولون عادة من درجاتهم الوظيفية في سن 65 عاماً.

حققت قرارات الصين السابقة بتعيين رؤساء أسواق جدد نجاحاً في تعزيز الأسهم. وصعد مؤشر "سي إس آي 300" بما يفوق 40% خلال فترة سنتين تقريباً بعد تعيين ليو شيو ليحل محل شياو غانغ في فبراير 2016. تقدم المؤشر بما يتخطى 80% على مدى عامين بعدما حل يي محل ليو قبل 5 سنوات.

اقرأ المزيد: الصين تعين رئيس مجلس الدولة قائداً للجنة المالية المركزية

يتفاقم الضغط على بكين للتحرك بسرعة أكبر وبصورة صارمة لوضع حد لانهيار السوق، الذي أهدر 7 تريليونات دولار من قيمة الأسهم في بورصتي هونغ كونغ والبر الرئيسي مقارنة بذروة أسعارها خلال 2021، ما يمثل تهديداً متنامياً للاستقرار المالي والاجتماعي. من المهم أيضاً لصناع السياسات المالية منع سوق الأسهم الضعيفة من التأثير بالسلب على طلب المستهلكين مع دخول الصين أسبوع عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.

كانت تدابير الإنقاذ التي طُرحت حتى الآن ذات طبيعة تدريجية غالباً، بما فيها فرض قيود أوسع على تداول مؤسسات استثمار من بينها صناديق التحوط الكمية، علاوة على إجراءات مثل توجيه شركات الوساطة لتعديل مستويات طلب تغطية احتياطي رأس المال. تضمنت الجهود السابقة وضع قيود على عمليات البيع على المكشوف، بالإضافة لشراء الدولة للأسهم في أكبر بنوك البلاد.