انتعاش أسهم آسيا بفعل الأرباح القوية لشركات التكنولوجيا

ارتفاع الأسهم في أستراليا واليابان وتباين الأداء في كوريا الجنوبية

أحد المشاة ينظر إلى لوحة الأسهم الإلكترونية التي تعرض رسماً بيانياً لتحركات ​​الأسهم خارج مبنى في طوكيو، اليابان
أحد المشاة ينظر إلى لوحة الأسهم الإلكترونية التي تعرض رسماً بيانياً لتحركات ​​الأسهم خارج مبنى في طوكيو، اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

افتتحت الأسهم الآسيوية التداولات على ارتفاع اليوم الخميس بعد أن استأنفت "وول ستريت" ارتفاعها، حيث ساعدت الأرباح القوية في التغلب على المخاوف بشأن استمرار التضخم.

تقدمت الأسهم في أستراليا واليابان، بينما تقلبت الأسهم في كوريا الجنوبية وانخفضت أسهم هونغ كونغ. وصلت الأسهم التايوانية إلى مستوى قياسي خلال اليوم في أول يوم تداول لها منذ 5 فبراير، مدعومة بمكاسب بنسبة 9.8% من قبل شركة "تايوان لأشباه الموصلات".

قال هومين لي، كبير الاستراتيجيين الكلي في "لومبارد أودييه": "الأسواق الآسيوية تحذو حذو الأسواق الأميركية التي تواصل تسعير نتائج الهبوط الناعم للاقتصاد ونمو الأرباح الإيجابي في عام 2024".

لم تشهد العقود الآجلة الأميركية تغيراً يُذكر في آسيا بعد أن ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1% يوم الأربعاء ليستعيد مستوى 5000 نقطة. وعوضت المكاسب الجزء الأكبر من خسائر يوم الثلاثاء، عندما ارتفع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة لشهر يناير أكثر من المتوقع، مما يعيق الطريق أمام تخفيضات سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث واصل المستثمرون تحليل البيانات.

القوى الشرائية تنهض بالأسهم الأميركية بعد صدمة التضخم

كتب استراتيجيو "22 في ريسيرش" (22V Research) بقيادة دينيس ديبوسشير في مذكرة أمس الأربعاء: "نحن لا نغير دعوتنا لعوامل المخاطرة والتقلبات الدورية للتفوق في الأداء على مدار عام 2024". وأضافوا: "بمرور الوقت، نعتقد أنه سيصبح من الواضح أن شهر يناير كان شهراً غير قابل للتكرار في مقابل الاتجاه الجديد لمؤشر أسعار المستهلكين".

رقائق الذكاء الاصطناعي

لم تتغير سندات الخزانة إلا قليلاً بعد ارتفاع أمس الذي قضى على ست نقاط أساس من عائد العشر سنوات. وانخفضت عائدات أستراليا ونيوزيلندا في تعاملات اليوم، فيما كان مؤشر الدولار أضعف قليلاً.

وتقدم سهم شركة "تايوان لأشباه الموصلات" إلى مستوى قياسي. ورفع بنك "مورغان ستانلي" سعره المستهدف للشركة بنسبة 9%، متوقعاً أن تحقق شركة الرقائق العملاقة المزيد من الإيرادات "ذات المغزى" من رقائق الذكاء الاصطناعي هذا العام.

كتب محللون من بينهم تشارلي تشان في مذكرة: "إن الانتقال إلى النماذج اللغوية الكبيرة سيعزز الطلب على الرقائق المتطورة، مما يفيد الأعمال الرائدة في شركة تايوان لأشباه الموصلات".

وساعدت شركات التكنولوجيا الكبرى مكاسب الأسهم الأميركية أمس. وارتفع مؤشر "+إن واي إس إي فانغ" (NYSE Fang+) الذي يضم "إنفيديا" و"مايكروسوفت"، و"أبل" بنسبة 2%، أي ضعف ما شهدته السوق الأوسع. كما ساعدت تقارير الأرباح الإيجابية في ارتفاع سهم "أوبر" بنسبة 15% بعد الإعلان عن عمليات إعادة شراء أسهم بقيمة 7 مليارات دولار، في حين ارتفعت أسهم شركة "روبين هوود" (Robinhood Markets Inc). بنسبة 14% مع تجاوز الإيرادات للتقديرات.

انزلاق اليابان إلى الركود

أظهرت بيانات الربع الرابع الصادرة اليوم، أن اليابان انزلقت بشكل غير متوقع إلى الركود، بعد انكماش الاقتصاد للربع الثاني على التوالي. ولم يطرأ تغير يذكر على الين قرب 150 للدولار بعد أن لامس أدنى مستوى في ثلاثة أشهر هذا الأسبوع.

ارتفع معدل التوظيف الأسترالي في بداية العام، في حين ارتفعت البطالة إلى أعلى مستوى لها منذ عامين، مما يسلط الضوء على سوق العمل الهادئة في البلاد، ويحفز الرهانات على خفض سابق لأسعار الفائدة. ومحى الدولار الأسترالي مكاسبه بعد البيانات ولم يتغير كثيراً مقابل الدولار الأميركي.

اليابان تفقد مكانتها كثالث أكبر اقتصاد في العالم بسبب الركود

ولا تزال أسواق البر الرئيسي الصيني مغلقة اليوم الخميس بمناسبة عطلة السنة القمرية الجديدة. وصعد مؤشر "غولدن دراغون" للشركات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة 3.5% في تعاملات نيويورك، في إشارة إلى ضغوط صعودية على تلك الأسهم.

تقليص رهانات الفائدة

قلص المتداولون رهانات خفض الاحتياطي الفيدرالي بشكل أكبر، وتخلوا إلى حد كبير عن الأمل في التخفيض في مارس. وبلغت فرصة الخفض خلال انعقاد الاجتماع التالي في أوائل شهر مايو 1 من 3، بانخفاض عن اليقين الكامل تقريباً قبل أسبوعين.

وقالت سوليتا مارسيلي من إدارة الثروات العالمية في بنك "يو بي إس": "إن بيانات التضخم "الساخنة" لا تغير قاعدتنا الأساسية للهبوط الناعم". وأضافت: "لكننا نواصل مراقبة البيانات الواردة وقد يتأخر بدء تخفيضات أسعار الفائدة إذا ظلت البيانات الاقتصادية قوية".

تسارع التضخم يحطم آمال وول ستريت في خفض الفائدة قريباً

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، أمس، إن بيانات التضخم الأعلى قليلاً لبضعة أشهر ستظل متسقة مع مسار العودة إلى هدف البنك المركزي البالغ 2%. وفي الوقت نفسه، قال نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي للرقابة مايكل بار، إن صناع السياسة في الولايات المتحدة بحاجة إلى رؤية المزيد من البيانات التي تظهر أن التضخم يتجه مرة أخرى إلى المستويات المستهدفة قبل أن يبدأوا في خفض أسعار الفائدة.

وفي آسيا، تتضمن البيانات المقرر إصدارها أرقام التجارة لشهر يناير في الهند، وقرار السياسة النقدية في الفلبين. وفي إندونيسيا، أعلن وزير الدفاع برابو سوبيانتو فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأربعاء.

تتضمن البيانات المقرر صدورها اليوم في الولايات المتحدة، أرقام التصنيع الأميركية ومطالبات البطالة الأولية والإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة ومخزونات الأعمال.

وفي سياق آخر، قالت "بي إتش بي غروب" (BHP Group Ltd)، إنها ستتحمل رسوم انخفاض القيمة بـ2.5 مليار دولار في نتائجها نصف السنوية التي سيتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل فيما يتعلق بأصول النيكل.

وانخفضت أسعار النفط يوم الأربعاء بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أن مخزونات النفط الخام ارتفعت إلى مستويات شوهدت آخر مرة في نوفمبر. ولم يطرأ تغير يذكر على الذهب ليستقر عند 1992 دولاراً للأوقية. وتجاوزت عملة بتكوين 52 ألف دولار، ويتم تداولها عند مستويات لم تشهدها منذ ديسمبر 2021.

آسيا والمحيط الهادئ