انتعاش السفر بالعطلات في الصين يوحي بتحسن إنفاق المستهلكين

حجوزات الفنادق على المنصات الإلكترونية ارتفعت بأكثر من 60% مقارنة بالعام السابق

مسافرون في محطة سكة حديد شنغهاي هونغكياو، الصين
مسافرون في محطة سكة حديد شنغهاي هونغكياو، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أظهر انتعاش السفر خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في الصين إشارات مبشرة لتعافي إنفاق المستهلكين في ثاني أكبر اقتصاد عالمي، والذي كان يواجه تحديات تراجع الثقة والانكماش.

شهدت الأيام الستة الأولى من عطلة رأس السنة القمرية أكثر من 61 مليون رحلة بالقطار، وفقاً للتقارير الرسمية. وهذا الرقم كان الأعلى في البيانات التي جمعتها "بلومبرغ نيوز" خلال الأعوام الخمس الماضية، كما يمثل زيادة بنسبة 61% عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وقال فريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين الآسيويين في "إتش إس بي سي هولدينغز" (HSBC Holdings)، إن "المستهلك الصيني بدأ في التحرك"، مضيفاً أن مؤشرات الإنفاق تجاوزت التوقعات. ومع ذلك، أقر بأن الزيادة نجمت عن "قاعدة المقارنة الضعيفة" مع بيانات 2023 نظراً لمعاناة البلاد من قيود كوفيد-19 حينها.

أخبار سارة لاقتصاد الصين المضطرب

تعد بيانات السفر أخباراً سارة لاقتصاد يواجه مخاوف بشأن النمو هذا العام، مع تأثر الثقة بأزمة العقارات المستمرة واستمرار الضغوط الانكماشية. وانخفضت أسعار المستهلك الشهر الماضي بأسرع وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية، مما زاد الضغط على الحكومة لتعزيز الدعم. كما ظهرت موجة من التشاؤم الاقتصادي من خلال عمليات البيع البالغ قيمتها تريليونات الدولارات للأسهم الصينية.

مؤشرات على انتعاش قوي للاقتصاد الصيني مع انتهاء قيود "كوفيد"

وأظهرت بعض البيانات الأولية حول الرحلات البرية والجوية خلال العطلة أيضاً تحسناً مقارنة بالعام الماضي، حسبما ذكرته وسائل الإعلام الصينية. كما ارتفعت حجوزات الفنادق على منصات التجارة الإلكترونية الصينية بأكثر من 60% مقارنة بالعام السابق، وفقاً لما نقلته تقارير إعلامية عن وزارة التجارة.

زيادة الإنفاق

قفز متوسط الإنفاق اليومي للمستهلكين على المنصة الإلكترونية "ميتوان" (Meituan) خلال فترة العطلة بنحو 36% مقارنة بنفس الفترة من 2019، وفقاً لما ذكرته "شنغهاي سيكيوريتيز نيوز" مستشهدة بتقرير من شركة التوصيل العملاقة. ولم يذكر التقرير القيمة الفعلية للإنفاق.

الصين تعاني تخمة معروض في السلع مع استمرار انكماش الأسعار

ساعد التفاؤل في قطاع السفر والإنفاق في هونغ كونغ على تحسن المعنويات في السوق هذا الأسبوع، خصوصاً بعد إعادة فتح الأسواق يوم الأربعاء بعد العطلة. وارتفع مؤشر تتبع الشركات الصينية المدرجة في المدينة لجلستين متتاليتين، مسجلاً مكاسب بنسبة 2% حتى نهاية التداول يوم الخميس. وقفز سهم "تشاينا توريزم غروب ديوتي فري" (China Tourism Group Duty Free) بنحو 9%، فيما ارتفع سهم منصة السفر "تريب دوت كوم غروب" (Trip.com Group) بنسبة 4.7%. وارتفعت أسهم "ميتوان" وشركة التجارة الإلكترونية "جيه دي دوت كوم" (JD.com) بنسبة 6%.

المشترون يبحثون عن صفقات جيدة

مع ذلك، تشير بيانات الإيرادات الأولية الأكثر ضعفاً لشباك التذاكر إلى أن المستهلكين قد يخفضون إنفاقهم لكل رحلة. وبلغت إيرادات دور السينما الصينية 4.48 مليار يوان في الأيام الأربعة الأولى من فترة العطلة البالغة 8 أيام، بانخفاض حوالي 2% مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لحسابات "بلومبرغ" المستندة إلى بيانات شركة "ماويان إنترتينمت" (Maoyan Entertainment).

كان الإنفاق الأكثر حذراً في العطلات هو النمط الظاهر خلال موسم العام الماضي في الصين. فبينما ارتفع السفر فوق مستويات ما قبل الوباء، انخفض معدل الإنفاق للشخص الواحد مع سعي المستهلكين إلى صفقات أرخص.

أسعار الذهب في الصين تنحدر لأقل مستوى منذ 2020

يعد العام القمري الجديد مؤشراً رئيسياً للاستهلاك في بداية العام، خاصة أنه يعد العطلة الأهم في الصين التي هي واحدة من بضع فعاليات تدوم لأسبوع وتشهد سفر مئات الملايين من المواطنين لزيارة العائلة.

جدير بالذكر أن عطلة هذا العام كانت أطول بيوم واحد من العام الماضي. ويتوقع أن تصدر الصين بيانات مماثلة حول الإنفاق السياحي في نهاية فترة العطلة، مما يوفر مؤشراً أفضل لنمو الاستهلاك.

ضعف ثقة المستهلكين في الصين

كانت ثقة المستهلك في الصين ضعيفة لعدة أسباب، منها انخفاض أسعار المنازل. إضافة إلى فقدان بعض الزخم في مبيعات مجموعة من السلع، مثل السيارات، حيث تشير بيانات الجمعية الصينية لمصنعي السيارات إلى تراجع مبيعات سيارات الركاب بنسبة 26% في يناير عن ديسمبر.

اقرأ المزيد: شركات السيارات الصينية تفشل في تحقيق هدف مبيعات 2023

قال غاري نغ، كبير الاقتصاديين في "ناتيكسيس" (Natixis SA)، إنه في وقت يعد فيه السفر هو "الموضوع الرئيسي" بالنسبة لعطلة العام القمري الجديد هذا العام، "فليس من المؤكد ما إذا كان ذلك قد يعوض بشكل كامل تحول الاستهلاك بعيداً عن السلع المعمرة، وانخفاض إنفاق بعض السكان. كما أن الإنفاق الإضافي لا يمكن أن يحل محل السلع التقليدية باهظة الثمن مثل السيارات".