رغم الأرقام المتفائلة.. مكاسب ضعيفة لأسهم الصين بعد العطلة

مؤشر "شنغهاي شنزن 300" يرتفع بنسبة 0.8% قبل أن يعاود الهبوط

مارة أمام مبنى بورصة شنغهاي للأوراق المالية، شنغهاي، الصين
مارة أمام مبنى بورصة شنغهاي للأوراق المالية، شنغهاي، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حققت الأسهم الصينية مكاسب متواضعة مع عودة المستثمرين بالبر الرئيسي إلى التداول بعد عطلات السنة القمرية الجديدة، إذ أضعفت حالة الحذر العامة تجاه السوق من تأثير بيانات السياحة والسفر والإنفاق.

ارتفع مؤشر "شنغهاي شنزن 300" (CSI 300) بنسبة 0.8% في تمام الساعة 10:56 صباحاً بالتوقيت المحلي يوم الإثنين، مخالفاً توقعات السوق بصعود الأسهم عند الافتتاح بعد نهاية العطلة التي امتدت من 9 إلى 16 فبراير.

كان مؤشر للأسهم الصينية في بورصة هونغ كونغ قد ارتفع بنسبة 5% في ثلاث جلسات منذ عودة التداول هناك يوم الأربعاء، فيما سجل مؤشر "ناسداك غولدن دراغون تشاينا" (Nasdaq Golden Dragon China) للأسهم الصينية في الولايات المتحدة صعوداً بنسبة 4.3% الأسبوع الماضي.

مع معاناة الاقتصاد تحت وطأة الانكماش والأزمة العقارية، تظهر حركة التداول في صباح يوم الإثنين أن شكوكاً عميقة تحيط بتوقعات أداء السوق الصينية في المدى الطويل. فقد كان المستثمرون يتوقعون صعوداً في الأسهم داخل الصين بعد نشر وسائل الإعلام المملوكة للدولة أن عدد الرحلات السياحية الداخلية بلغ نحو 474 مليون رحلة في أيام العطلة الثمانية، بزيادة وصلت إلى 19% مقارنة مع نفس الفترة من عام 2019، قبل انتشار الوباء.

تباين أداء الأسهم الآسيوية مع تبدد التفاؤل نحو اقتصاد الصين

إجراءات تحفيزية لتنشيط السوق

قال مارفين تشن، المحلل الاستراتيجي لدى "بلومبرغ إنتليجنس": "بعد أن جاءت بيانات الإنفاق أثناء العطلة أفضل من التوقعات، قد تشهد الأسواق الداخلية عند العودة إلى التداول بعض الزخم الإيجابي. غير أنها قد تحتاج إلى بعض الإجراءات حتى يستمر هذا الزخم في ضوء الانتعاشة القوية عند بداية العطلات".

كانت أسهم البر الرئيسي قد انتعشت قبيل العطلة عندما سعت السلطات الصينية إلى إحياء ثقة المستثمرين عن طريق تدخل الصناديق المملوكة للدولة بزيادة مشترياتها، وإجراء مجموعة من التعديلات التنظيمية بهدف تخفيف الضغوط البيعية مع التغيير المفاجئ لرئيس الهيئة الرقابية على سوق الأوراق المالية. فارتفع مؤشر "شنغهاي شنزن 300" المعياري من أدنى مستوى له في 5 سنوات، وقفز بنسبة 5.8% خلال الأسبوع السابق مباشرة على العطلة.

"جزار الوسطاء".. من هو المنظم الجديد لأسواق المال في الصين؟

وفي اجتماع لمجلس الدولة يوم الأحد، دعا رئيس الوزراء لي قيانغ إلى اتخاذ إجراء "براغماتي وقوي" من أجل تعزيز الثقة في الاقتصاد، مشدداً على قلق الحكومة من تعثر التعافي الاقتصادي وانهيار أسعار الأسهم.

وقال ردموند ونغ، استراتيجي السوق في شركة "ساكسو كابيتال ماركتس" (Saxo Capital Markets): "جدير بالملاحظة أن عطلة العام القمري الجديد هذا العام تمتد ثمانية أيام مقارنة مع عطلة عام 2019 التي بلغت سبعة أيام فقط. علاوة على ذلك، انخفض متوسط الإنفاق في كل رحلة سياحية عن المستوى الذي شهده في 2019".

خروج الأجانب من أسهم الصين

باع المستثمرون الأجانب أسهماً صينية في البر الرئيسي تجاوزت قيمتها 5 مليارات يوان (694 مليون دولار) في منتصف تعاملات الصباح. واختارت الصناديق العالمية الخروج من الأسهم الصينية والبحث عن بدائل لها في الأسواق الأخرى، مثل أسواق الهند واليابان.

يرغب المستثمرون في مزيد من الدعم على صعيدي السياسة النقدية والمالية، بالإضافة إلى تخفيض معدل الاحتياطي الإلزامي الذي تحقق بالفعل. وعزفت الصين عن خفض سعر الفائدة الأساسي يوم الأحد، إذ يسعى البنك المركزي إلى حماية اليوان من التقلب. ويتوقع بعض الاقتصاديين أن تخفض البنوك التجارية أسعار الفائدة الرئيسية على القروض يوم الثلاثاء.

الصين تبقي على أسعار الفائدة دون تغيير للحد من تقلبات اليوان

تميز أداء أسهم التكنولوجيا على مؤشر "شنغهاي شنزن 300" يوم الإثنين. فقفز سهما شركة "كامبريكون تكنولوجيز" (Cambricon Technologies) وشركة "جونغجي إنولايت" (Zhongji Innolight) أكثر من 8% مع استجابة الشركات الصينية ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي لكشف شركة "أوبن إيه آي" عن نظامها الجديد المسمى "سورا" (Sora)، والذي يستطيع إنشاء مقاطع فيديو تبدو واقعية. وانخفضت أسهم الرعاية الصحية أكثر من غيرها.

وفي هونغ كونغ، تراجع مؤشر "هانغ سنغ تشاينا إنتربرايزيس" (Hang Seng China Enterprises) للشركات الصينية بأكثر من 1%، ليكسر موجة صعود استمرت ثلاثة أيام.

بيع الأسهم وجني الأرباح

شهدت سوق هونغ كونغ اليوم بعض عمليات جني الأرباح، مثلما حدث في أسهم شركات إدارة صالات القمار في ماكاو، بعد صدور بيانات قوية عن عطلة رأس السنة الصينية الجديدة، بحسب ديكي وونغ، المدير التنفيذي للأبحاث في شركة "كينغستون سيكيوريتيز" (Kingston Securities) للأوراق المالية. وأضاف وونغ أن الإجراء المحتمل التالي الذي يجب مراقبته هو تخفيض سعر الفائدة الرئيسي للقروض لأجل خمس سنوات.

أظهر أحدث استطلاع للرأي أجراه مصرف "بنك أوف أميركا" على مديري الأموال أن موجة بيع الأسهم الصينية أصبحت شائعة، بعد أن كانت ثاني أكثر الأسواق ازدحاماً بالمشترين منذ شهور. غير أن ثلث المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم سيزيدون من مخصصاتهم لشراء تلك الأسهم إذا رأوا سياسة مالية أكثر جرأة لدعم القطاع العقاري.

وبالتالي، فإن أي إشارات تحفيزية تظهر قبل الاجتماعات السنوية الرئيسية في مارس، عندما تعلن القيادة عن هدف النمو الاقتصادي وأهداف التنمية، ستحظى بمتابعة وثيقة.

قال ويلر تشن، المحلل في شركة "فورسايث بار آسيا" (Forsyth Barr Asia): "إن معظم الأداء المتميز في أرقام قطاع السياحة يظهر في حركة السفر، فإذا نظرنا إلى متوسط الإنفاق، سنلاحظ أن حالة التقشف مازالت قائمة".