أميركا تمنح "فاوندريز" 1.5 مليار دولار لتعزيز إنتاج الرقائق

التمويل مخصص لدعم 3 مشاريع جديدة وقائمة للشركة في نيويورك وفيرمونت

فنيون يجرون أعمال ضبط الإنتاج داخل غرفة معقّمة في "غلوبال فاوندريز"، في دريسدن، ألمانيا
فنيون يجرون أعمال ضبط الإنتاج داخل غرفة معقّمة في "غلوبال فاوندريز"، في دريسدن، ألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخطط الولايات المتحدة لمنح 1.5 مليار دولار لشركة "غلوبال فاوندريز" (GlobalFoundries Inc)، أكبر شركة محلية لتصنيع أشباه الموصلات حسب الطلب، في إطار جهود إدارة بايدن لتعزيز إنتاج الرقائق في البلاد.

التمويل، المنصوص عليه وفق اتفاقية مبدئية غير ملزمة، سيُضخ في ثلاثة مشاريع تابعة لـ"غلوبال فاوندريز"، وهي: إقامة منشأة تصنيع جديدة في مدينة مالطا بنيويورك، وتوسيع منشأة حالية في مالطا، وتوسيع منشأة تصنيع في برلينغتون بفيرمونت.

ستقدم الولايات المتحدة أيضاً للشركة قروضاً فيدرالية بقيمة 1.6 مليار دولار.

قالت لايل برينارد، مديرة المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، في اتصال هاتفي مع الصحفيين: "استثمار اليوم سيحمي أمننا القومي من خلال توسيع الإنتاج المحلي للرقائق المستخدمة في التكنولوجيا، مثل الأقمار الاصطناعية والاتصالات الفضائية".

يأتي التمويل بموجب ما يُسمى بقانون الرقائق، الذي أقره الكونغرس في عام 2022 بهدف تحفيز إنتاج أشباه الموصلات في البلاد، في مواجهة القلق بشأن سلاسل التوريد العالمية وتكاليف الإنتاج والمخاطر الجيوسياسية بما في ذلك تايوان.

يتزايد التوتر بين الولايات المتحدة والصين بشأن التكنولوجيا قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام الحالي.

أكبر منحة بموجب قانون الرقائق

تُعد "غلوبال فاوندريز" شركة مقاولات دفاعية وصناعية، والتي تضم قائمة شركائها كلاً من شركتي "جنرال موتورز" و"لوكهيد مارتن". توقع مسؤول كبير في الإدارة أن تُصدّر الرقائق المنتجة في هذه المنشآت على نطاق عالمي، يما يضمن تحقيق فوائد اقتصادية طويلة الأجل.

من جانبه، قال تشاك شومر، وهو زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ والعضو عن الحزب الديمقراطي من نيويورك، إن التمويل هو أكبر منحة مبدئية حتى الآن بموجب قانون الرقائق، مضيفاً أنه "فخور بأنه أكبر إعلان تشهده ولاية نيويورك حتى الآن". يُتوقع أن توفر هذه المشاريع نحو 1500 وظيفة في مجال التصنيع، و9 آلاف وظيفة في مجال البناء خلال العقد المقبل، وفقاً لوزارة التجارة الأميركية.

"غلوبال فاوندريز" هي شركة تصنيع تعاقدية للرقائق -فيما يُعرف باسم المسبك- ما يعني أنها تنتج أشباه الموصلات لشركات أخرى. تُعد الشركة منافساً أصغر بكثير لشركة "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ" (Taiwan Semiconductor Manufacturing Co) المعروفة اختصاراً بـ"TSMC"، التي ساعدت في ريادة مفهوم المسبك، ولكنها أكبر شركة من نوعها مقرها في الولايات المتحدة.

تقرير: بايدن بصدد تقديم دعم بالمليارات لشركات صناعة الرقائق

تمويلات بطيئة

يتضمن قانون الرقائق تمويلات بقيمة إجمالية تبلغ 39 مليار دولار من خلال منح مباشرة، بالإضافة إلى قروض وضمانات قروض بقيمة 75 مليار دولار، على الرغم من أن تقسيم الدعم كان عملية بطيئة. أفادت "بلومبرغ" الأسبوع الماضي أن شركة "إنتل" تجري محادثات مع إدارة بايدن لتلقي دعم يزيد عن 10 مليارات دولار، ما سيكون أكبر منحة حتى الآن.

تعمل شركة "إنتل" على توسيع مصانعها في الولايات المتحدة، بما في ذلك مشروع مخطط له في ولاية أوهايو، والذي قد يكون الأكبر في العالم. قالت الشركة إن سرعة جهود التوسع هذه تتوقف جزئياً على مقدار الحوافز الحكومية التي تتلقاها.

أعلنت وزارة التجارة سابقاً عن منحتين صغيرتين بموجب قانون الرقائق، حيث خصصت أموالاً للوحدة التابعة لشركتي "بي إيه إي سيستمز" (BAE Systems Plc) و"مايكروشيب تكنولوجي" (Microchip Technology Inc) في أميركا، ومن المتوقع أن تحصل كل من "TSMC" و"سامسونغ إلكترونيكس" (Samsung Electronics Co) على تمويلات بموجب قانون الرقائق أيضاً، مما يساعدهما على دفع تكاليف منشآتهما الجديدة بالولايات المتحدة.

نمو متوقع لمبيعات أشباه الموصلات

تعمل "غلوبال فاوندريز" على ترقية منشآتها استعداداً لانتعاش صناعة الرقائق في السنوات القادمة. بعد التراجع في عام 2023، من المتوقع أن تنمو مبيعات أشباه الموصلات في جميع أنحاء العالم بمعدل 13% في عام 2024.

حالياً، لا تزال شركات صناعة أشباه الموصلات تواجه الركود، وهو ما تجلّى في تقرير الأرباح الفصلية للشركة في الأسبوع الماضي. فقد كانت تتوقع مبيعات تتراوح بين 1.5 مليار دولار إلى 1.54 مليار دولار في الربع الحالي، وهو أقل بكثير من توقعات المحللين البالغة 1.76 مليار دولار.

يُشار إلى أن حكومة أبوظبي تمتلك أكثر من 80% في "غلوبال فاوندريز"، إذ تمكنت من تجميع الشركة من خلال الاستحواذ على حصص في شركات مختلفة تحت مظلة واحدة.