سيولة "بتكوين" تتجه إلى أميركا مع تحفيز الصناديق الفورية للأسواق

9 صناديق متداولة تجذب 5 مليارات دولار من المستثمرين منذ طرحها

شعار "بتكوين" ظاهر على شاشة
شعار "بتكوين" ظاهر على شاشة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بات تداول "بتكوين" أكثر سهولة ببورصات العملات المشفرة في الولايات المتحدة، مقارنة بالمنصات في الخارج، وهو تحول في السيولة يُعزى إلى إطلاق الصناديق المتداولة بالبورصة للأصل الرقمي الأكبر في العالم.

طلب متزايد من المستثمرين على صنادق بتكوين المتداولة سعياً للأرباح

مثّلت منصات التداول الأميركية في المتوسط، نحو نصف أوامر الشراء والبيع في نطاق 2% من متوسط سعر "بتكوين" خلال العام الجاري حتى الآن، وهي الفترة التي شملت إطلاق صناديق "بتكوين" الفورية المتداولة بالبورصة الأميركية، وفق البيانات الصادرة من شركة "كايكو" (KaiKo) للبحوث.

في 2023، نالت منصات التداول غير الأميركية نصيب الأسد من عمق سوق "بتكوين"، استناداً إلى هذا المقياس. ويشير العدد المرتفع لأوامر الشراء والبيع في نطاق 2% من متوسط سعر العملة المشفرة إلى تحسن السيولة، ما يسمح بتنفيذ الأوامر دون تقلب الأسعار بلا داعٍ.

بداية قياسية للتعاملات على صناديق "بتكوين" المتداولة

طُرحت 9 صناديق "بتكوين" متداولة بالبورصة للمرة الأولى في 11 يناير، بينما حُوِّل صندوق "غرايسكيل بتكوين تراست" إلى صندوق متداول بالبورصة في اليوم ذاته. استقطبت هذه المجموعة 5 مليارات دولار من المستثمرين حتى الآن. وأدى ترقب هذه المنتجات وطرحها إلى تضاعف سعر "بتكوين" خلال الاثني عشر شهراً الماضية.

زيادة السيولة

ماثيو سيغل، مدير بحوث الأصول الرقمية في "فان إيك" (VanEcK)، إحدى الشركات المصدرة للصناديق الفورية المتداولة بالبورصة، قال: "الاتجاه الصعودي لسعر بتكوين تجلى بوضوح خلال ساعات التداول في البورصة الأميركية، حيث سعى المتعاملون في السوق إلى الاستفادة من السيولة المتزايدة. لا سيما خلال الساعة السابقة لإغلاق البورصة الأميركية في الرابعة عصراً.

هل أثرت الصناديق المتداولة على حجم المعروض من "بتكوين"؟

ينظر بعض المراقبين إلى صناديق "بتكوين" الفورية المتداولة بالبورصة على أنها مرحلة تضخم، مجادلين إلى أنها ستؤدي إلى انتشار تبني العملات المشفرة.

فيما يتوقع المتفائلون تعافي حجم تداول الأصول الرقمية من المستويات المتدنية التي سجلها بعد إفلاس منصة "إف تي إكس" وشقيقتها "ألاميدا ريسيرش" (Alameda Research)، صندوق التحوط، وسط السوق الهابطة في 2022.

تأثير الصناديق المتداولة بالبورصة واضح بالفعل، فعلى سبيل المثال، 57% من تداول "بتكوين" مقابل الدولار يحدث خلال ساعات التداول في البورصة الأميركية، مقارنة بنسبة 48% في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق ديسيسلافا أوبرت، كبيرة المحللين في "كايكو".

عقود الخيارات المفتوحة

في قطاع المشتقات، تعاود عقود الخيارات المفتوحة في سوق عقود "بتكوين" الآجلة ببورصة شيكاغو التجارية، الارتفاع متجهة إلى المستوى القياسي الذي بلغته عند إقرار الصناديق المتداولة بالبورصة. وتُعد الزيادة في العقود السارية إشارة إلى تزايد الاهتمام بين الشركات الأميركية بالتعرض والتحوط المرتبط بالعملات المشفرة.

سلسلة مكاسب "بتكوين" تنبئ بتسجيلها رقماً قياسياً جديداً

تحتسب الصناديق المتداولة بالبورصة الجديدة قيمة صافي أصولها مقارنة بمؤشرات مخصصة مع إغلاق البورصة الأميركية في كل يوم من الأسبوع، وهي عملية تساعد في استكشاف سعر "بتكوين".

قال ديفيد لاوانت، مدير البحوث في "فالكون إكس" (FalconX)، شركة الوساطة الرئيسية في العملات المشفرة، إن "هذه النقطة المرجعية الشفافة والموثوقة تمكِّن المستثمرين من إجراء حجم كبير من التداولات خلال الفترة المحددة، ما يقلل تأثيرها على السوق".

أضاف لاوانت أنه يجب على المستثمرين مراقبة التدفقات الداخلة إلى الصناديق المتداولة بالبورصة عن قرب، إذ إن الأسعار في الفترة الحالية باتت أكثر عرضة للانخفاض عند تراجع التدفقات الموجهة إلى الشراء.