مؤشر "إس آند بي 500" يلامس مستوى 5100 نقطة.. وتراجع زخم صعود الأسهم الأميركية

لافتة تحمل اسم شارع "وول ستريت" وتشير إلى اتجاه بورصة نيويورك للأوراق المالية في الشارع، مدينة نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة
لافتة تحمل اسم شارع "وول ستريت" وتشير إلى اتجاه بورصة نيويورك للأوراق المالية في الشارع، مدينة نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واجهت الأسهم صعوبةً في كسب الزخم، مع فقدان شركات التكنولوجيا الكبرى قوتها بعد ارتفاعها القوي المدفوع بنشوة الذكاء الاصطناعي.

دفع تسجيل العديد من الأرقام القياسية في سوق الأسهم الأكبر في العالم مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) لفترة وجيزة لتخطي المستوى التاريخي البالغ 5100 نقطة. تخلف أداء أسهم مجموعة الشركات العملاقة "العظماء السبعة". وارتفع سعر سهم شركة "إنفيديا كورب" (Nvidia Corp) بوتيرة معتدلة، لتدور قيمة مصنعة الرقائق السوقية بالقرب من تريليوني دولار.

"إنفيديا" تشعل جذوة الذكاء الاصطناعي حول العالم وتقفز بأسعار الأسهم لمستويات قياسية

قال مارك هيفيل، من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "إن سرعة ارتفاع أسهم التكنولوجيا جعلت المستثمرين في حيرة حيال جني الأرباح.. ففي حين أننا نرى ميزة في إعادة التوازن للمحافظ الاستثمارية، فإننا نعتقد أن الإبقاء على التعرض الاستراتيجي لأسهم التكنولوجيا الأميركية الكبرى أمر مهم".

خلطة سحرية

يرى مايكل هارتنت من "بنك أوف أميركا كورب" أن الارتفاع الناتج عن صحوة الذكاء الاصطناعي، والتفاؤل بشأن النمو الاقتصادي، في وقت تيسير السياسة النقدية من مكونات "الخلطة السحرية" لتحقيق المزيد من المكاسب في أسواق الأسهم. قال الخبير الاستراتيجي، الذي اتخذ نبرة أكثر حيادية حلال الأسهم هذا العام بعد تشاؤمه حتى 2023، إن "الفقاعة الصغيرة" في الذكاء الاصطناعي "تنمو".

بالكاد ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" خلال تعاملات الجمعة، لكنه سجل مكاسب أسبوعية. تراجع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات سبع نقاط أساس إلى 4.25%. قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز إن الاقتصاد يسير في الاتجاه الصحيح، ومن المرجح أن يكون من المناسب خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

غولدمان: أسهم "إنفيديا" الأكثر تأثيراً في العالم الآن

قال كريس زاكاريلي من "إندبندنت أدفايزور أليانس" (Independent Advisor Alliance): "نتوقع أن يستمر الزخم وأن ترتفع الأسواق على المدى القصير، لكن قصة سوق الأسهم لهذا العام ستدور في النهاية حول الاقتصاد والاحتياطي الفيدرالي.. طالما أن الاقتصاد مستمر في النمو، فمن الصعب حقاً إيقاف السوق الصاعدة".

يهيمن المضاربون على الارتفاع حالياً على المعركة بين المراهنين على الصعود والهبوط، إذ تتقارب المؤشرات الفنية مع التطورات الأساسية الإيجابية، وفق مارك هاكيت من "نيشن وايد" (Nationwide).

السباحة عكس التيار

من جهته، أوضح ديفيد دونابيديان من "سي آي بي سي باريفت ويلث يو إس" (CIBC Private Wealth US): "لقد شهدنا ارتفاعاً قوياً، وما زال هناك الكثير من الزخم في السوق.. ولكن، أي شخص يخالف ذلك –ويتخذ مراكز عكس اتجاه السوق– سوف يندم. لا أنصح بالمراهنة ضد هذه السوق على المدى القصير".

أدى ارتفاع سعر سهم "إنفيديا" يوم الخميس إلى تكبد البائعين على المكشوف خسائر ورقية بنحو 3 مليارات دولار، وفقاً لتحليل أجرته "سي ثري بارتنرز" (S3 Partners)- والذي وصفه بأنه "كابوس الذكاء الاصطناعي" في أعين المراهنين على الهبوط.

تمثل الخسائر المقارنة ضربة أخرى للراغبين في التفرد الذين جادلوا بأن تقييمات "إنفيديا" المرتفعة وحمى المضاربة وفرت كل مقومات فقاعة السوق التي هي على وشك الانفجار. تُعد شركة تصنيع الرقائق ثالث أكبر شركة بيعت على المكشوف في الولايات المتحدة حيث تم اقتراض وبيع أسهم بقيمة 18.3 مليار دولار، وفق "سي ثري".

في حين أن ارتفاع أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة أثار بعض المخاوف بشأن فقاعة محتملة، فإن حركة الأسعار تتماشى مع أساسيات الأرباح، وفقاً للاستراتيجيين في بنك "باركليز".

طالما أن الأسهم تتحرك جنباً إلى جنب مع توقعات الأرباح، فإن "الخوف من فقدان الفرصة" سيستمر في السيطرة على أسهم التكنولوجيا/الذكاء الاصطناعي، وسيعطي المستثمرين رفاهية التشكيك في التقييمات المرتفعة، حسبما كتب الفريق بقيادة إيمانويل كاو.

قال غريغ ماركوس، من "يو بي إس برايفت ويلث مانجمنت" (UBS Private Wealth Management): "من المحتمل أن تكون هناك تراجعات وتقلبات خلال الأشهر القليلة المقبلة، ونحن ندعم عقلية الشراء عند الانخفاض عندما يتعلق الأمر بأسهم التكنولوجيا الكبيرة".

مشاركة ضعيفة

ورغم الصعود القوي الذي حققه مؤشر "إس آند بي 500" يوم الخميس، إلا أن الارتفاع افتقر إلى عنصر مهم، المشاركة القوية من كافة المكونات. وبينما كان المستثمرون يحتفلون بنتائج "إنفيديا" الهائلة، ارتفع 73% فقط من أسهم المؤشر. تُعد هذه أدنى مشاركة ليوم صعود بهذا القدر منذ أعقاب انتخابات 2020 مباشرة، عندما ارتفع المؤشر 2.2% بينما صعد 47% فقط من أسهم الشركات المدرجة به.

ومنذ ذلك الحين، ارتفع 92% من أسهم المؤشر في الجلسات التي صعد فيها بنسبة 2%، في المتوسط، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

وأضاف ماركوس: "رغم أن اتساع السوق لا يزال ضعيفاً، إلا أنه أوسع مما كان عليه في العام الماضي، مع تفوق المزيد والمزيد من الأسهم هذا العام على أداء المؤشر".

أما مات مالي من "ميلر تاباك+كو" (Miller Tabak+Co)، ففي حين أن أرباح "إنفيديا" أثارت صعوداً قوياً آخر، كان من المخيب للآمال أن نرى ارتفاعاً "بقاعدة ضيقة بهذا القدر"، وهو ما لم يضر السوق بعد.

رهان على خفض الفائدة

ومع ذلك، يشير مالي إلى "التباين الكبير في التقييم" بين "إنفيديا" والأسهم الأخرى المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والذي يتطور منذ بعض الوقت.

وأشار إلى أنه "ينبغي أن يكون لهذا آثار مهمة على أوزان هذه الأسهم في محفظة الفرد، حتى عندما يحدث تصحيح لا مفر منه في مرحلة ما في المستقبل".

يقول ماركوس من "يو بي إس" إنه إذا بدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، فمن المرجح أن يساعد ذلك في إثارة اتساع نطاق السوق.

وأضاف ماركوس: "في حين أننا نتوقع استمرار قوة أسهم التكنولوجيا، فإننا نتوقع أيضاً تركيزاً أقل دراماتيكية -وإن كان لا يزال كبيراً- على "العظماء السبعة".وأضاف: "من المرجح أيضاً أن يساعد خفض أسعار الفائدة في دعم السوق الأوسع".

في هذه الأثناء، أرجأ اقتصاديو "غولدمان ساكس" توقعاتهم بشأن الموعد الذي سيبدأ فيه الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة إلى يونيو، بعد تحليل التعليقات الأخيرة من البنك المركزي ومحاضر اجتماعه في يناير.

تخلى بنك الاستثمار الأميركي عن توقعاته لخفض الفائدة في مايو، ويتوقع الآن خفض الفائدة 4 مرات هذا العام، مقابل خمسة سابقاً، على أن تُقر تخفيضات في يونيو ويوليو وسبتمبر وديسمبر. ويُتوقع الآن أربعة تخفيضات أخرى في العام المقبل، مقابل ثلاثة تخفيضات في السابق، وأبقى على نفس توقعاته لمعدل الفائدة النهائي عند 3.25%-3.5%، حسبما كتب الاقتصاديون بما في ذلك جان هاتزيوس.

ورفع استراتيجيو الفائدة لدى "جيه بي مورغان" توقعاتهم لعوائد سندات الخزانة لنهاية العام "لتعكس علاوة مخاطر أكبر ومسار للتشديد الكمي أطول مما كان متوقعاً في السابق" وفق فريق بقيادة جاي باري. وارتفعت توقعات العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 3.80% من 3.65%.

وقالوا إنه في حين أن "العائدات لديها مجال للانخفاض عن مستوياتها الحالية في الأشهر المقبلة" بناءً على "توقع الأسواق لمسار أقل تشاؤماً من تنبؤاتنا" لسياسة الاحتياطي الفيدرالي -وهو خفض الفائدة 25 نقطة أساس في كل اجتماع هذا العام بدءاً من يونيو- من المرجح أن تستمر حالة عدم اليقين بشأن مسار الاحتياطي الفيدرالي. ورجحوا "أن تظل عوائد سندات الخزانة مرتفعة أكثر مع علاوة مخاطر أعلى لتعكس احتمالية أكبر لتخفيضات أقل بمرور الوقت".

أداء أبرز المؤشرات:

  • مؤشر "إس آند بي 500" لم يحقق تغيرات ملحوظة حتى الساعة الرابعة مساءً بتوقيت نيويورك
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.4%
  • ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 0.2%
  • تراجع سعر "بتكوين" 1.1% إلى 51088.63 دولار
  • هبطت قيمة "إيثر" 1.1% إلى 2952.59 دولار
  • ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.6% إلى 2036.47 دولار للأوقية