متجر سكان هونغ كونغ المفضل يقع على الطرف الآخر من الحدود

متجر "كوستكو" الجديد يجتذب زبائن من هونغ كونغ بعد انتشار موجة هوس بالتسوق عبر الحدود

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يبرز في الصين إعجاب ناشئ بالمتاجر الأميركية التي تبيع المنتجات بأحجام عائلية، إذ اصطف عشرات الآلاف ليدخلوا متجراً افتتحته شركة "كوستكو هولسيل" في مدينة شنجن في يناير. وقد جاء بعضهم من هونغ كونغ، حيث انتشر هوس جديد بالتسوق عبر الحدود.

ثمة عرض تقدمه وكالة السفر التايوانية "كيه كيه داي" (KKday) يقوم على ثلاث ساعات للتسوق في متجر "كوستكو" في شنجن، ويحصل المشاركون فيه على بطاقة عضوية "كوستكو" صالحة لكل فروعها حول العالم، وليلة في فندق من فئة خمس نجوم، وثلاث وجبات في بوفيه مقابل 608 دولارات هونغ كونغ (78 دولاراً أميركياً).

فيما تقدم شركة "إي جي إل" (EGL Tours) في هونغ كونغ عرضاً آخر لرحلة مدتها يومان بسعر 569 دولاراً هونغ كونغ، ويشمل التسوق في متجر "سامز كلَب" (Sam’s Club) التابع لـ"ولمارت" في شنجن وبطاقة عضوية في المتجر لمدة عام وبوفيه للمأكولات البحرية وزيارات إلى بعض المعالم السياحية في مدينة قريبة.

كما بدأت شركة "تشاينا ترافيل سيرفس هولدينغز هونغ كونغ" (China Travel Service Holdings Hong Kong) تقديم خدمات نقل الركاب بالحافلات بين هونغ كونغ و"كوستكو" في شنجن في منتصف يناير مقابل 65 يوان صينياً (9 دولارات) للرحلة.

افتتاح ناجح

قال ريتشارد غالانتي، مدير "كوستكو" المالي: "شهدنا افتتاحات ناجحة سابقاً، ولم تكن هذه المرة استثناءً من ذلك". أوضح غالانتي أن أكثر من 15 ألفاً من سكان هونغ كونغ سجلوا دخول متجر شنجن منذ افتتاحه.

يسلط الهوس بالخصومات الضوء على الطريقة التي تغيّر بها المشهد في متاجر البيع بالتجزئة في هونغ كونغ بسبب الاحتجاجات واسعة النطاق في 2019 على تشديد القيود الذي فرضته بكين، وثلاثة أعوام من القيود الصارمة بسبب جائحة كورونا.

اقرأ أيضاً: ذراع "علي بابا" للبقالة تستعد لطرح عام أولي في هونغ كونغ

أضعفت الهجرة إلى الخارج بين السكان المحليين والمغتربين في السنوات الأخيرة، وأغلبهم كانوا من موظفين دخلهم مرتفع، القوة الشرائية الجمعية في المدينة، ما دفع السكان الأقل دخلاً للبحث عن بدائل بأسعار أقرب لمتناولهم في أماكن أخرى، فيما يشتد التضخم ويتباطأ الاقتصاد.

تتحمل المطاعم المحلية وأماكن السهر الجانب الأكبر من العبء الذي تسببت فيه الهجرة، وتفاقم الوضع بسبب تراجع أعداد السائحين القادمين من البر الرئيسي للصين والذين ينفقون الكثير. فاق عدد الرحلات التي أجراها سكان هونغ كونغ في ديسمبر عبر منافذ الخروج الحدودية، التي تُستخدم عادةً للسفر إلى المدن القريبة في البر الرئيسي للصين، 7.7 مليون، وهو أكبر رقم لهذا الشهر منذ بدأت الحكومة بتسجيل الإحصاءات في 1984.

خيارات أرخص

في الوقت نفسه، يدفع التباطؤ الاقتصادي في البر الرئيسي للصين، الناس إلى البحث عن خيارات أرخص. في يوم افتتاح متجر "كوستكو"، اتجهت حشود لشراء صناديق الفراولة البيضاء والشوكولا الفرنسية وشرائح اللحم الأميركية والمأكولات البحرية الأسترالية التي كانت معروضة كلها بأسعار مخفضة، وفقاً لمقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. وشوهد فيها بعض المتسوقين يتدافعون، كما وقعت ملاسنات بين بعضهم.

اقرأ أيضاً: هل يصل التضخم إلى ذروته بمتاجر البقالة قريباً؟

مثلما هو الحال في الولايات المتحدة، يمكن للزبائن أن يشتروا وجبة "كوستكو"، التي تشتهر متاجرها بتقديمها وهي شطيرة مقانق ومشروب غازي، مقابل ما يعادل دولاراً ونصف دولار أي نفس السعر الذي لم تغيره الشركة منذ عقود.

كانت دمية الدب لوتسو من فيلم الرسوم المتحركة "Toy Story 3" من إنتاج "والت ديزني"، التي لاقت رواجاً هائلاً في الصين خلال السنوات الأخيرة، من بين السلع غير الغذائية التي شهدت إقبالاً كبيراً. وقد ملأ بعض الزبائن عربات التسوق بعدد من هذه الدمى بأحجام مختلفة.

موضة جديدة نسبياً

تُعد متاجر الشراء بالجملة جديدة نسبياً على سكان هونغ كونغ، التي تجعل إيجاراتها المرتفعة ومساحات مساكنها المحدودة المفهوم غير عملي، كما أن السلاسل المحلية تهيمن على السوق.

أغلقت شركة تشغيل متاجر البقالة الفرنسية "كارفور" جميع فروعها في هونغ كونغ في 2000، أي بعد أربع سنوات فقط من بدء نشاطها في المدينة. على النقيض، تملك "ولمارت" الآن أكثر من 300 متجر في أنحاء البر الرئيسي للصين، وتدير "كوستكو" ستة متاجر.

يتعاون متجر "كوستكو" في شنجن مع شركة "وي تشات باي" (WeChat Pay) التابعة لـ"تينسنت هولدينغز" لتوزيع كوبونات وقسائم نقدية عبر المحفظة الإلكترونية، ما يتيح للمستخدمين ممن لديهم حسابات بنكية في هونغ كونغ وبطاقات ائتمانية عالمية أن يدفعوا في البر الرئيسي للصين.

قالت وسائل إعلام محلية إن السلطات في شنجن تجرب أيضاً برنامجاً لاسترداد ضريبة المبيعات في مركز تجاري قرب الحدود يرتاده الزوار من هونغ كونغ. يمكن للمشترين غير المحليين الذين يشترون منتجات من متاجر مختارة في المركز التجاري أن يطالبوا باسترداد 9% مما أنفقوه آنياً بدل أن يطالبوا به بعد مغادرتهم المدينة.

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية المصدر: بلومبرغ

عادة ما يضع المتسوقون من هونغ كونغ مشترياتهم في حقائب سفر بعد التبضع أو يرسلونها إلى مساكنهم عبر شركات توصيل عبر الحدود. ربما يبدو أن الشراء بالجملة يتعارض مع سمعة هونغ كونغ كمكان يُعتبر فيه السكن في شقق صغيرة أمراً عادياً، لكن يبدو أن مقاربة السكان للأمر كانت اشترِ ثم فكر.

على منتدى محلي شهير على الإنترنت، اشتكى بعض المستخدمين من قلة المساحة المتاحة لديهم لتخزين مشترياتهم بالجملة، فيما قدّم آخرون نصائح حول التخزين.