لماذا يجب أن يهتم المستثمرون باجتماع مجلس الشعب في الصين؟

المنافسة وتصريحات رئيس الصين قد تترجم لسياسات تشجع التكنولوجيا والقطاع الاستهلاكي

من المقرر أن ينطلق يوم الثلاثاء الاجتماع السنوي للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، حيث يصدر الحزب الشيوعي الحاكم إعلانات اقتصادية وسياسية.
من المقرر أن ينطلق يوم الثلاثاء الاجتماع السنوي للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، حيث يصدر الحزب الشيوعي الحاكم إعلانات اقتصادية وسياسية. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يرتقب المستثمرون في سوق الأسهم الصينية اجتماع كبار المسؤولين في الصين الأسبوع المقبل، بحثاً عن أي إشارات تخص التداول وتبرز في أولويات السياسة، أو أي تلميحات تتعلق بالتحفيز المالي.

من المقرر أن يبدأ انعقاد الاجتماع السنوي لمجلس الشعب الوطني يوم الثلاثاء، وهو الاجتماع الذي يعلن فيه الحزب الشيوعي الحاكم قرارات سياسية واقتصادية.

أما القضايا التي سيركز عليها المستثمرون، فتشمل خطة التحفيز المالي، والجهود الرامية إلى دعم القطاع العقاري أو تعزيز الطلب الاستهلاكي، والمعاملة التنظيمية لشركات أو قطاعات معينة.

ويأتي انعقاد هذا الاجتماع بينما تُظهر السوق الثانية عالمياً علامات على بلوغها قاع الهبوط بعد سنوات من تراجعها، مع انتقال مؤشر "شنغهاي شنزن 300" (CSI 300) إلى منطقة إيجابية حالياً في 2024 بعد صعود قوي خلال الشهر الماضي.

وكتب محللو شركة "تشاينا إنترناشونال كابيتال" (China International Capital)، ومن بينهم لي شيوسو، في مذكرة: "استناداً إلى البيانات المسجلة بداية من عام 2000، كان أداء أسهم البر الرئيسي في الصين إيجابياً عادة أثناء انعقاد اجتماعات المؤتمرين"، في إشارة إلى اجتماعات "مؤتمر الشعب الوطني" و"المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني".

ويرى المحللون أنه في ضوء انخفاض أسعار الأسهم والدعم السياسي، "من المتوقع أن يستمر انتعاش السوق الذي بدأ في أوائل فبراير".

تزايد الرهان على تعافي الصين بعد تحرك بكين لإحياء سوق الأسهم

هبط مؤشر "شنغهاي شنزن 300" بنسبة 0.3% في بداية تعاملات الجمعة بعد بيانات أظهرت انكماش نشاط المصانع في الصين للشهر الخامس على التوالي في فبراير. ومع ذلك، يتجه المؤشر إلى تحقيق مكاسب أسبوعية للمرة الثالثة على الترتيب.

فيما يلي بعض أهم الجوانب التي ينبغي على المتعاملين في سوق الأسهم التركيز عليها:

تخفيف أزمة العقارات الصينية

لاتزال الأزمة العقارية في الصين تشكل عبئاً كبيراً على الاقتصاد، حتى بعد تدابير الدعم العديدة التي اتخذتها بكين. ومن شأن كيفية تقييم المسؤولين للمستوى الحالي للمخاطر، ودرجة الدعم التمويلي المقدم للمطورين العقاريين، بالإضافة إلى رؤية الحكومة حول كيفية تحويل القطاع إلى نموذج تنموي جديد أن تقدم رؤى مهمة للمستثمرين.

في أحدث مساعيها لوقف تراجع القطاع، كثفت السلطات ضغوطها على البنوك لزيادة القروض العقارية من خلال ما يسمى بالقوائم البيضاء، كما أجرى البنك المركزي أكبر تخفيض في تاريخه على سعر الفائدة المرجعي الرئيسي للرهن العقاري. كما أن مؤشر "بلومبرغ إنتليجنس" الذي يتابع أسهم المطورين العقاريين عوض بعض خسائره السابقة في أعقاب هذه الإجراءات، ولكنه لا يزال يحوم حول أدنى مستوياته منذ عام 2009.

"إيفرغراند" من البزوغ إلى الخفوت.. رحلة أكبر شركة عقارات صينية

وكتب محللو شركة "هوان سيكيوريتيز" (Huaan Securities) للأوراق المالية، ومن بينهم جانغ شياوشيا في مذكرة هذا الأسبوع: "قد تكثف السلطات سياسة الدعم إذا استمر الانخفاض السريع في أسعار المنازل".

سباق التكنولوجيا مع الولايات المتحدة

مع احتدام المنافسة بين الصين والولايات المتحدة، من المتوقع أن تُسرع بكين جهودها الرامية إلى استبدال التكنولوجيا الأجنبية بالبدائل المحلية. وتعد قطاعات مثل الجيل الخامس للاتصالات والذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية من بين المجالات التي يحتمل أن تستفيد من تكثيف دعم الدولة. ومن بين أبرز الشركات التي يجب على المستثمرين مراقبتها تلك الرائدة في صناعة الرقائق، مثل شركتي "سيمي كونداكتور مانيفاكتشورينغ إنترناشونال" (Semiconductor Manufacturing International) و"هوا هونغ سيمي كونداكتور" (Hua Hong Semiconductor) لتصنيع أشباه الموصلات.

محكمة أميركية تبرئ شركة صينية من تهمة سرقة أسرار صناعة الرقائق

وكتب محللو شركة "غوتاي جونان سيكيوريتيز" (Guotai Junan Securities) في مذكرة: "تتزايد التوقعات بارتفاع أسهم النمو في قطاع التكنولوجيا، مدفوعة بضخ مزيد من سياسات دعم التكنولوجيا والصناعة". وقالوا إن صعود هذه الأسهم قد يبدأ في منتصف العام.

دعم الشركات الحكومية والخاصة

عاد حماس المستثمرين تجاه الشركات المملوكة للدولة مع تشجيع بكين على تحسين تقييماتها. فقد تعهدت السلطات بإدراج إدارة رأس المال السوقي في مراجعة أداء المديرين التنفيذيين للشركات المملوكة للدولة، مما يزيد من آمال تحسين الكفاءة والربحية في هذه الشركات. وسيتم تحليل أي تفاصيل أخرى حول هذه المبادرة تحليلاً دقيقاً.

في غضون ذلك، فإن التطورات المتعلقة بمشروع قانون خاص بتنشيط القطاع الخاص ستساعد في تعزيز ثقة المستثمرين. ومن المتوقع أن يركز القانون على "الهموم الأساسية" للشركات الخاصة، بما في ذلك حماية حقوق الملكية الخاصة وضمان مصالح رجال الأعمال، حسبما أفادت وسائل الإعلام الحكومية.

إصلاح سوق رأس المال

رغم أن اجتماعات "مؤتمر الشعب الوطني" لا تتناول عادة أسواق رأس المال، فقد تحرك رئيس هيئة الأوراق المالية الجديد وو شينغ بالفعل وبسرعة لسد ثغرتين في نظام التداول، وهما: تشديد الرقابة على التداول الكمي وتقييد البيع على المكشوف.

وتعهد بالاهتمام بجميع الاقتراحات، وحتى الانتقادات، من المشاركين في السوق ومعالجة مخاوفهم على الفور، مما أثار تكهنات بإجراء مزيد من الإصلاحات الأساسية مستقبلاً لخلق سوق أفضل تنظيماً.

التركيز على الطلب الاستهلاكي

قد تكون أسهم الشركات الاستهلاكية ذات الأداء الضعيف مثل شركة "ميديا غروب" في بؤرة الاهتمام بعدما شجع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، على استبدال المستهلكين المنتجات القديمة، مثل السيارات والأجهزة المنزلية، بأخرى جديدة بوتيرة أسرع في اجتماع عقد مؤخراً.

وارتفعت أسهم شركات صناعة الآلات والأجهزة المنزلية والسيارات بعد تصريحات الرئيس، وربما يقوى ارتفاع هذه الأسهم إذا أمكن ترجمة هذه التصريحات إلى سياسات تفصيلية في الاجتماعات المقبلة.

ومن بين الشركات الأخرى التي يجب مراقبتها:

- "ووكسي هوادونغ هيفي ماشينري" (Wuxi Huadong Heavy Machinery)

- "جيجيانغ ريفا بريسيجن ماشينري" (Zhejiang Rifa Precision Machinery)

- "هنان زينينغ مودرن لوجيستيكس" (Henan Xinning Modern Logistics)

- "جيلي أوتوموبايل هولدينغز " (Geely Automobile Holdings)

- "غريت وول موتور" (Great Wall Motor)

- "بي واي دي" (BYD)

- "غري إلكتريك أبلايانسيز" (Gree Electric Appliances)