نشوة الاستثمار في بتكوين تغدق المال على صناديق بلاك روك وفيدليتي

المستثمرون الجدد يخشون تفويت فرصة الاستثمار في العملة التي واصل سعرها الصعود

شعار بتكوين في نافذة مكتب لتداول العملات الرقمية في إسطنبول، تركيا، يوم الجمعة، 1 مارس 2024.
شعار بتكوين في نافذة مكتب لتداول العملات الرقمية في إسطنبول، تركيا، يوم الجمعة، 1 مارس 2024. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أدى الصعود الحاد في سعر بتكوين إلى تدفق قياسي للأموال نحو صناديق المؤشرات المتداولة التي تسمح بالتعامل الفوري بالعملة المشفرة، مما عزز ودعم توجه المستثمرين نحو هذه الفئة الجديدة من الأصول.

واستحوذ صندوقا "آي شيرز بتكوين ترَست"، التابع لشركة "بلاك روك"، و"وايز أوريجين بتكوين فند" (Wise Origin Bitcoin Fund) التابع لشركة "فيدليتي إنفستمنتس" على 79% من إجمالي الاستثمارات التي دخلت إلى "المواليد التسعة" –وهو الاسم الشائع لمجموعة الصناديق المتداولة الجديدة التي تتعامل مباشرة في "بتكوين"– منذ أن وافقت عليها "لجنة الأوراق المالية والبورصات" في الولايات المتحدة في 10 يناير.

ورداً على ذلك، خفضت أربعة من الصناديق السبعة المتبقية رسومها إلى مستوى أقل من رسوم الصندوقين البارزين، وفقاً لتحليل "بلومبرغ" لبيانات حصلت عليها من المواقع الإلكترونية لتلك الصناديق.

بتكوين تتخطى 64 ألف دولار مع جذب الصناديق مزيداً من المتداولين

وقامت شركة "فالكيري إنفستمنتس" بخفض رسومها بما يقرب من النصف إلى 0.25% من 0.49% التي حددتها قبل موافقة "هيئة الأوراق المالية والبورصات" مباشرة.

وتحصل "فرانكلين تمبلتون" على رسوم نسبتها 0.19%، وهي أقل نسبة رسوم في هذا القطاع، بعد خفضها رسوم الإدارة بمقدار 10 نقاط أساس في البداية. أما شركة "بيتوايز أسيت مانجمنت" (Bitwise Asset Management)، فهي الوحيدة التي لم تعدل رسومها.

حرب الر سوم

حققت عملة "بتكوين" نجاحاً عظيماً منذ بداية العام الحالي، متجاوزة 63 ألف دولار مع تزاحم المستثمرين الأفراد على صناديق الاستثمار المتداولة الجديدة خوفاً من ضياع الفرصة. ومع تدافع الشركات للاستحواذ على حصص سوقية في هذه الفئة من الأصول سريعة النمو، يبدو أن هذا الانقسام بين شركات إدارة الصناديق سيستمر.

وفي هذا الشأن يقول بريان أرمور، مدير الأبحاث لاستراتيجيات الاستثمار السلبي في "مورنينغ ستار": "أتوقع زيادة التركيز في صفوف أكبر صناديق المؤشرات المتداولة، ولكن اللاعبين الآخرين لن يستسلموا بسهولة. ستواصل حرب الرسوم ممارسة الضغط، ما يعني أن على الصناديق الرائدة الاستمرار في تعزيز ميزاتها التنافسية".

استخدمت شركة "غراي سكيل إنفستمنت" (Grayscale Investment) أسلوباً مختلفاً منذ أن تحول صندوقها الائتماني لـ"بتكوين" إلى صندوق استثمار متداول، إذ قررت الإبقاء على رسومها الإدارية أعلى من منافسيها الجدد. وأظهرت بيانات "بلومبرغ" أن صندوقها "غراي سكيل بتكوين ترَست" (GBTC) شهد منذ إطلاقه خروجاً لاستثمارات تجاوزت 8 مليارات دولار.

حرب الأسعار بين صناديق بتكوين تمتد إلى أمناء حفظ الرموز المشفرة

وقال متحدث باسم شركة "غراي سكيل" في بيان: "توقع فريق (غراي سكيل) أن تندفع قاعدة المساهمين المتنوعة في صندوق (GBTC) إلى جني الأرباح واستخدام استراتيجيات استثمارية من شأنها أن تؤثر على تدفقات الصندوق، ويسرنا أن موجة خروج الأموال استقرت بمرور الوقت. ونتوقع أن يستمر الصندوق أداة من أدوات تحويل المخاطر بالنسبة لـ(بتكوين) في أسوق رأس المال الأولية".

انحسرت عمليات البيع على نطاق واسع، مع تباطؤ حركة خروج الأموال إلى متوسط يومي قدره 138 مليون دولار في فبراير من 403 ملايين دولار في يناير. ولا يزال صندوق "غراي سكيل" هو أكبر الصناديق، بأصول تحت الإدارة قيمتها 26 مليار دولار، مقارنة مع أصول "بلاك روك" التي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار.

تقدم "بلاك روك" على "فيدليتي"

في الوقت نفسه، هناك دلائل على أن "بلاك روك" تتقدم على "فيدليتي" نحو الهيمنة على القطاع. فقد استطاع صندوق "آي شيرز بتكوين ترَست" (IBIT) التابع للشركة، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، جذب استثمارات جديدة بقيمة 612 مليون دولار في 28 فبراير، وهو أكبر مبلغ يدخل الصندوق في يوم واحد منذ إطلاقه، وقد استحوذ على غالبية الاستثمارات الجديدة التي دخلت السوق خلال معظم الشهر الماضي.

وقال تود سون، وهو استراتيجي في صناديق المؤشرات المتداولة والاستراتيجيات الفنية في شركة "ستراتيغاس سيكيوريتيز" (Strategas Securities) للأوراق المالية، إن شبكة التوزيع الخاصة بأكبر شركة لإدارة الصناديق في العالم تستطيع أن تضمن للمستثمرين سيولة أفضل من معظم المنافسين.

"بلاك روك" و"آرك" تخفضان رسوم صناديق بتكوين قُبيل قرار تنظيمي

أضاف سون: "يعكس تدفق الأموال على صندوق (بلاك روك) وحجمها التزام الشركة تجاه هذه الفئة من الأصول. وأميل إلى الاعتقاد بأن الشركة تعي أن هذه الأصول تمثل جزءاً جديداً من المحفظة الاستثمارية، وأن دورها هو توفير فرصة الاستثمار فيها التي قد يريدها المستثمرون".