عقبتان أمام سرعة تدفق أموال مشتري العقارات الأجانب إلى مكة والمدينة

محدودية المعروض وشرط التملك الكامل للعقار للحصول على التأشيرة المميزة عائقان أمام سرعة تدفق أموال المستثمرين

المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تشهد المدينتان المقدستان في السعودية، مكة المكرمة والمدينة المنورة، اهتماماً متزايداً من قبل الأثرياء المسلمين من حول العالم، بهدف امتلاك وحدات سكنية فيهما، لكن سرعة تدفق الأموال يحول دونها عائقان؛ قلة المعروض من الوحدات السكنية الفاخرة، وشرط الامتلاك الكامل للوحدة للحصول على التأشيرة المميزة المرتبطة بتملك عقار، بحسب تقرير الوجهة السعودية الذي نشرته شركة الاستشارات العقارية العالمية "نايت فرانك".

وفقاً للتقرير، يستعد المسلمون من ذوي الثروات العالية لتخصيص مبلغ قدره 1.96 مليار دولار أميركي للاستثمار بسوق العقارات في المدينتين المقدستين.

محدودية المعروض

رغم ذلك، قال فيصل دوراني، الشريك ورئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط في شركة "نايت فرانك"، أن محدودية المعروض من الوحدات السكنية الفاخرة، والتي هي مطلب هؤلاء المستثمرين، تمثل العائق الأكبر أمام سرعة تدفق تلك الاستثمارات.

وأشار خلال حديث لـ"الشرق" إلى أن هناك مشروعين عملاقين تم الإعلان عنهما في المدينتين سيوفران 11 ألف وحدة سكنية بحلول 2030، وهو ما يمثل نحو 2% فقط من إجمالي الوحدات السكنية التي يتم إنشاؤها عبر المملكة حتى هذا التاريخ.

اقرأ أيضاً: وجهة "مسار" في مكة تستقطب 35 مليار ريال استثمارات

يتضح أن سرعة إتمام الشراء يمثل هدفاً رئيسياً لهذه الفئة من المستثمرين، إذ يشير التقرير إلى أن 22% من الأثرياء المسلمين يرغبون في إتمام عمليات الشراء هذا العام، بينما يتطلع 33% آخرين لامتلاك عقارات في المملكة خلال الـ12 إلى 24 شهراً القادمة. ويفضل 63% منهم عقارات جاهزة للتسليم الفوري.

الدفع الكامل لثمن الوحدة

ورغم فتح المجال لتملك الأجانب للعقار في السعودية وإمكانية حصولهم على التأشيرة المميزة في حال تملكهم عقاراً بقيمة لا تقل عن 4 ملايين ريال، ما قد يعزز الطلب على سوق العقار في المدينتين المقدستين، إلا أن دوراني اعتبر أن شرط التملك الكامل للعقار قد يمثل عائقاً آخر أمام تدفق تلك الأموال.

أظهر التقرير أن 66% من الراغبين في شراء عقار في مكة يفضلون دفع ثمن الوحدة بالكامل وقت إتمام التعاقد، في حين ذكر 33% أنهم يرغبون في اتباع خطط سداد مرنة. وتقل نسبة الراغبين في دفع الثمن بالكامل مقابل تملك عقار في المدينة المنورة إلى 54%.

وتشير الإحصائيات التي نشرتها "نايت فرانك" إلى أن متوسط ميزانيات المسلمين الأثرياء لشراء عقار في المدن المقدسة يبلغ 4.7 مليون دولار، فيما تُظهر الإحصاءات أن 40% من الأثرياء الذين يتطلعون إلى الاستثمار في مكة مستعدون لإنفاق ما يزيد عن 5 ملايين دولار.

اقرأ أيضاً: السعودية تجذب الموهوبين والمستثمرين بـ5 تأشيرات جديدة للإقامة المميزة

برزت مكة المكرمة كأفضل المدن السعودية في قائمة تفضيلات الأثرياء المسلمين العالميين، إذ عبّر 30% منهم عن رغبتهم في شراء عقار فيها، بينما احتلت الرياض المرتبة الثانية بنسبة 25%، تلتها المدينة المنورة كثالث المدن المستهدفة للشراء من قبل هؤلاء الأثرياء بنسبة بلغت 19%، بحسب تقرير "نايت فرانك".

دوافع المشترين

وبخصوص الهدف من تملك الوحدات السكنية في المدينتين، أوضح دوراني أن الهدف الأكبر يتمثل في الدافع الاستثماري، في ضوء نظرة إيجابية عامة على سوق العقار السعودي باعتبارها فرصة استثمارية ممتازة. وأضاف أن الدافع الثاني يأتي من جانب ديني بهدف الاستعمال الشخصي والانتقال للعيش الدائم هناك.

وبحسب دوراني فإن الطلب المتزايد للشراء بالتأكيد سيشكل دفعة قوية لمطوري المشاريع الكبرى، حيث من المتوقع أن يبدأ العديد منهم في تسويق منازل تتجاوز قيمتها المليون دولار، وهو مبلغ يفوق الجزء الأكبر من الميزانيات المحلية في المملكة، حيث يمتلك ثلثا السعوديين ميزانيات لشراء منازل تصل قيمتها إلى 1.5 مليون ريال.

اقرأ أيضاً: عقارات مكة تستحوذ على ثلث عقود الأعمال في السعودية بالربع الثالث

يقول محمد عيتاني، الشريك ورئيس قسم مبيعات وتسويق المشاريع السكنية في السعودية في "نايت فرانك" إن "التحدي الرئيسي الذي يواجه المطورين يكمن في إيجاد توازن بين توقعات المسلمين الأثرياء من خارج المملكة وتوقعات المشترين المحليين. على سبيل المثال، أظهرت إحصاءات التقرير أن 77% من الراغبين في شراء عقارات في مكة مهتمون بالشقق، بينما ترتفع النسبة في المدينة المنورة لتبلغ 84%. وهذا يتناقض تماماً مع ميل المواطنين السعوديين، حيث يهتم أقل من نصفهم بامتلاك شقة".