موانئ أفريقية تضيع فرص الاستفادة من أزمة البحر الأحمر

ارتفع عدد السفن التي تبحر حول جنوب أفريقيا 85% منذ تكثيف الحوثيين لهجماتهم في ديسمبر

سفينة الحاويات كوتا رحمات، وهي تقترب من مضيق باب المندب بالقرب من ميناء أوبوك في جيبوتي بتاريخ 18 يناير 2024
سفينة الحاويات كوتا رحمات، وهي تقترب من مضيق باب المندب بالقرب من ميناء أوبوك في جيبوتي بتاريخ 18 يناير 2024 المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أعاق تقادم موانئ أفريقية وتراجع كفاءتها فرص استفادتها من الزيادة في حركة السفن التي تتجنب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وفق خبراء لوجستيين.

ارتفع عدد السفن التي تبحر حول الطرف الجنوبي لأفريقيا بنسبة 85% منذ النصف الأول من ديسمبر، عندما كثف الحوثيون المدعومون من إيران هجماتهم من مناطق تمركزهم في اليمن على السفن، وفقاً لشركة "كلاركسونز" للأبحاث.

وأشارت شركة الخدمات اللوجستية "فيكتيف" (Fictiv) إلى أن بعض أكبر المستفيدين هي الموانئ في جنوب أفريقيا ومدغشقر وموريشيوس وناميبيا، وشهدت جميعها زيادة في أحجام تداول البضائع.

مع ذلك، فإن "معظم الموانئ في أفريقيا غير فعالة وليست في أفضل حالة تمكنها من تحقيق جميع الفوائد بشكل كامل.. قد تكون هذه فرصة حقيقية لأفريقيا، لكن العديد من الموانئ كانت مزدحمة بالفعل بسبب عدم الكفاءة. هناك حاجة لاستثمارات لتمكينهم من المنافسة"، وفق فيني ليكاتا، رئيس الخدمات اللوجستية في "فيكتيف".

منذ بدء هجمات الحوثيين، تجنّبت السفن التجارية إلى حدٍّ كبير ممر باب المندب، الذي يؤدي بها في نهاية المطاف عبر قناة السويس. وفي الأسبوع الماضي، أسفر هجوم صاروخي عن مقتل ثلاثة من أفراد طاقم إحدة السفن، بما يمثل أول حالة تسجيل وفيات مؤكدة منذ بدء الهجمات.

الجيش الأميركي: صاروخ حوثي يضرب سفينة MSC في خليج عدن

حصة ضعيفة

تشكّل أفريقيا حالياً حوالي 6% من التجارة البحرية العالمية، رغم أن ما يناهز 90% من وارداتها وصادراتها يتم نقلها عن طريق البحر، وفقاً للرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة "فرايت رايت غلوبال لوجيستكس" (Freight Right Global Logistics) روبرت خاتشاتريان.

وتوقّع أن ترتفع تكاليف الشحن من آسيا إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة بنسبة 20% إلى 30%، مع تمديد مواعيد التسليم لمدة أسبوعين بسبب طول الطريق حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

لكن تهالك البنية التحتية للموانئ في جنوب أفريقيا، بدءاً من تقادم المعدات إلى نقص الموظفين، يضر بميزتها التنافسية. حيث تجنبت شركات الشحن التي تستخدم مسار "كيب" للتجارة بين الشرق والغرب، بدرجة كبيرة، إعادة التخزين والتزود بالوقود بالمراكز البحرية في جنوب أفريقيا بسبب عدم قدرتها على تقديم الخدمات اللازمة.

هكذا يمكن للدول العربية في أفريقيا الانخراط في سلاسل الإمداد العالمية

موانئ تستفيد

يرى خاتشاتريان أن هذا الواقع "أفاد بشكلٍ مباشر الموانئ التي تتمتع بمواقع استراتيجية، مثل "تواماسينا" في مدغشقر، و"بورت لويس" في موريشيوس، و"والفيس باي" في ناميبيا، والتي تقع على طول الطريق الذي يربط آسيا شرقاً بأوروبا غرباً.

كما يمكن للبلاد التي لديها القدرة على توسيع عملياتها اللوجستية وموانئها على نحو سريع، مثل المغرب وغانا، أن تستوعب الطلب المتزايد على الخدمات البحرية.

وأضاف خاتشاتريان أن استثمار تلك الدول في البنية التحتية للموانئ خلال السنوات الأخيرة "يؤهلها لإدارة الطلب المتزايد بكفاءة". لافتاً إلى أنه بالنسبة لدول أفريقية أخرى؛ "تبرز المخاوف من حوادث القرصنة البحرية، لاسيما قرب الصومال ونيجيريا"، أثناء إبحار السفن حول أفريقيا.

إنفوغراف: 8 شركات شحن كبرى تمنع مرور سفنها عبر البحر الأحمر

بحسب جيمس هيل، الرئيس التنفيذي لشركة "إم سي إف للطاقة" (MCF Energy)، فإن ارتفاع حركة المرور حول رأس الرجاء الصالح يمكن أن يعزز مكانة جنوب أفريقيا في نادي دول "بريكس"، وربما في مفاوضات التجارة العالمية على المدى الطويل.

ونوّه بانه "قد ينظر صناع السياسات في أفريقيا إلى استراتيجيات تطوير الموانئ على أنها تساعد في توطيد الروابط بين أفريقيا والعالم. وحتى بعد انتهاء الصراع في إسرائيل، قد يستمر الخطر في البحر الأحمر إذا اختار الحوثيون الرد على هجمات الولايات المتحدة لمدة أطول، ما يمكن أن يؤدي بالتالي لاستمرار الفوائد لموانىء أفريقية".