وكالة الطاقة: سوق النفط قد تواجه عجزاً طفيفاً في المعروض

الوكالة ترفع توقعاتها لمستوى الطلب على النفط في 2024

صهاريج التخزين في مصفاة "تشيري بوينت" بالقرب من بلين، واشنطن، الولايات المتحدة
صهاريج التخزين في مصفاة "تشيري بوينت" بالقرب من بلين، واشنطن، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواجه أسواق النفط العالمية عجزاً طفيفاً في العرض طوال 2024، بدلاً من توقعات سابقة بحدوث فائض، على افتراض أن "أوبك+" مستعدة لمواصلة تخفيضات الإنتاج في النصف الثاني من العام، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

اتفقت السعودية وشركاؤها في وقت سابق من هذا الشهر على تمديد قيود الإنتاج بنحو مليوني برميل يومياً حتى منتصف العام. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها، إنها تفترض أن الإجراءات ستستمر حتى نهاية عام 2024، مما يعكس "جهود المجموعة لتحقيق التوازن في أسواق النفط".

أضافت الوكالة التي تقدم المشورة للاقتصادات الكبرى أن "هذه الافتراضات تحول توقعاتنا إلى عجز طفيف بدلاً من الزيادة الضخمة في العرض التي توقعناها في تقرير الشهر الماضي". كذلك عززت الوكالة توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام.

وقود السفن

في حين أن "أوبك +" لم تطبق قيودها الأخيرة بشكل كامل، فإن الإجراءات تساعد على دعم أسعار النفط الخام في مواجهة تباطؤ نمو الاستهلاك والإمدادات الوفيرة من الأميركتين.

أغلقت العقود الآجلة لخام "برنت" عند أعلى مستوى في أربعة أشهر فوق 84 دولاراً للبرميل يوم الأربعاء.

رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بمقدار 110 آلاف برميل إلى 1.3 مليون برميل يومياً، بناءً على توقعات أميركية أقوى والحاجة المتزايدة لوقود السفن، إذ تتخذ السفن مسارات أطول لتجنب هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر.

نتيجة لتحويل السفن لمساراتها، ارتفعت كمية النفط على متنها إلى ما يقرب من 1.9 مليار برميل نهاية الشهر الماضي، وهو ثاني أعلى مستوى منذ ذروة جائحة كورونا، بحسب التقرير.

الطلب العالمي

تابعت الوكالة أن الطلب العالمي على النفط سيبلغ في المتوسط 103.2 مليون برميل يومياً هذا العام. كذلك، رفعت توقعاتها للنمو لعام 2024 بنحو 50% مقارنة بتلك التي نشرتها في يونيو الماضي، لكنها لا تزال أقل من معدلات النمو التي توقعها كبار المتداولين مثل شركة "فيتول" (Vitol). وترى "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) أن وتيرة نمو الطلب ستبلغ 2.2 مليون برميل يومياً.

اقرأ أيضاً: أوبك تخفض توقعات نمو إنتاج النفط للعام الحالي 100 ألف برميل يومياً

تقدر الوكالة أن نمو الاستهلاك يتباطأ بشكل حاد عن مستويات العام الماضي التي بلغت 2.3 مليون برميل يومياً، حيث وصل انتعاش ما بعد الوباء إلى نهايته، وتسارعت وتيرة التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري. وأضافت أن توسع الصين سيتباطأ بمقدار الثلثين هذا العام "تحت وطأة الصعوبات الاقتصادية وتباطؤ التوسع في قطاع البتروكيماويات".

سيتم تجاوز ارتفاع استهلاك النفط هذا العام من خلال الإمدادات الإضافية من الأميركتين -في المقام الأول الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغويانا- الأمر الذي من شأنه أن يترك الأسواق العالمية في فائض لولا تخفيضات "أوبك+".

وقال توريل بوسوني، رئيس قسم أسواق النفط في الوكالة في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ"، إنه "إذا قامت أوبك + بإلغاء تخفيضات الإنتاج الحالية بالكامل اعتباراً من يوليو، فقد يعود سوق النفط إلى الفائض في النصف الثاني من السنة".

خطوة غير عادية

يعتبر افتراض تمديد قيود "أوبك+" قبل تأكيدها رسمياً خطوة غير عادية من قبل وكالة الطاقة الدولية، التي تنتظر عادةً إعلان السياسات قبل أخذها في الاعتبار. وقالت الوكالة إن القرار يستند إلى تمديدات سابقة متكررة من قبل التحالف. وكثيراً ما حثت السعودية، قائدة المجموعة، الأعضاء الآخرين على توخي الحذر في رفع الإنتاج.

ستجتمع "أوبك+" لتقرر ما إذا كانت ستمدد بالفعل التخفيضات إلى النصف الثاني من العام في مقرها في فيينا في الأول من يونيو.