5 سلع جديرة بالمتابعة هذا الأسبوع

زيادة إنتاج النفط خارج بلدان "أوبك" وتوترات الشرق الأوسط تكبح عقود النفط المستقبلية

سفينة شحن محملة بالحاويات في قناة بنما
سفينة شحن محملة بالحاويات في قناة بنما المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستعد الولايات المتحدة لتخفيف المتطلبات السنوية المقترحة لخطتها الشاملة لتخفيض انبعاثات عوادم السيارة بشدة، في ظل تعزيزها لمبيعات السيارات الكهربائية. على الجانب الآخر، سيحظى موضوع انتقال الطاقة بأهمية كبيرة عندما يبدأ مؤتمر "ستاندرد أند بورز غلوبال"، الذي يعد أحد أكبر الفعاليات العالمية بالقطاع، في مدينة هيوستن. أما بالنسبة لقطاع الزراعة العملاق في البرازيل، فيوجد تباين متزايد بين توقعات محصول البلاد من فول الصويا.

ونستعرض فيما يلي 5 رسوم بيانية مهمة ينبغي مراقبتها في أسواق السلع العالمية مع بدء أسبوع التداول:

النفط

بقيت العقود المستقبلية للنفط الخام عالقة في نطاق شبه ثابت غالباً لمدة طويلة من العام الجاري حيث كُبحت بفعل زيادة إنتاج النفط من البلدان غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" والتوترات المستمرة بمنطقة الشرق الأوسط، لكن ربما يبدأ هذا الاتجاه في التغير.

أسعار النفط تستقر عند أعلى مستوياتها في أربعة أشهر

وتراجعت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي عن نظرتها المستقبلية السابقة، متوقعة تسجيل عجز في المعروض طوال 2024، كما رفعت توقعات نمو الطلب العالمي إلى 1.3 مليون برميل يومياً.

رغم ذلك، فإن هذا أقل من أحدث تقديرات منظمة "أوبك" التي تتوقع نمواً للطلب يصل إلى 2.2 مليون برميل يومياً السنة الجارية. وسيحصل المستثمرون والمحللون على فهم أفضل لحالة العرض والطلب عندما يستمعون لبعض أبرز المؤثرين في قطاع النفط، ومن بينهم الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل" دارين وودز، والرئيس التنفيذي لشركة "شيفرون" مايك ويرث، والرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين ناصر، والرئيس التنفيذي لشركة "بي بي" موراي أوتشينكلوس خلال مؤتمر "سيرا ويك" (CERAWeek).

بقيت العقود المستقبلية للنفط الخام عالقة في نطاق شبه ثابت غالباً لمدة طويلة من العام الجاري
بقيت العقود المستقبلية للنفط الخام عالقة في نطاق شبه ثابت غالباً لمدة طويلة من العام الجاري المصدر: بلومبرغ

منتجات النفط

يتواصل صعود العقود المستقبلية للبنزين، التي تؤثر على الأسعار التي يدفعها المستهلكون بمحطات الوقود. ويأتي هذا الصعود في وقت سيئ للغاية بالنسبة لقائدي المركبات الأميركيين مع اقتراب موسم ذروة القيادة في الإجازات.

كيف يؤثر خفض إنتاج "أوبك+" على أسعار البنزين؟

قفزت الأسعار في بورصة نيويورك لأعلى مستوى في 6 شهور خلال الأسبوع الماضي. ويتزامن هذا الارتفاع مع استمرار تراجع المخزون الأميركي وبدء الموردين في زيادة أسعار الوقود مع اقتراب فصل الصيف.

ورغم أن الطلب الضمني أقل من المستويات الموسمية مقارنة بالبيانات المعلنة للوقود، إلا أنه استمر في الصعود بصورة مطردة خلال الأسابيع القليلة الماضية، ومن المحتمل أن يكتسب قوة أكثر. وما يفاقم الضغط بصورة أكبر على السوق هو ارتفاع أسعار الجملة في نيويورك بنحو 20 سنتاً للغالون خلال الشهر الحالي.

يتواصل صعود العقود المستقبلية للبنزين مع اقتراب موسم ذروة القيادة في الإجازات
يتواصل صعود العقود المستقبلية للبنزين مع اقتراب موسم ذروة القيادة في الإجازات المصدر: بلومبرغ

الانبعاثات

في سياق الحديث عن وقود الطرق، من المقرر أن تصدر وكالة حماية البيئة الأميركية قواعدها النهائية المنتظرة طويلاً لمعايير انبعاثات عوادم السيارات الأسبوع الحالي.

ووفق اقتراح مبدئي الذي جرى وضعه السنة الماضية، ستضطر شركات صناعة السيارات لتخفيض انبعاثات السيارات الجديدة بنحو 56% مع حلول 2032، مما يضمن فعلياً أن يكون اثنتان من كل ثلاث سيارات وشاحنات نقل خفيفة تُباع في ذلك العام من الطُرز الكهربائية.

على الجانب الآخر، تتعرض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لضغوط لتقليص الزيادة المقترحة في مبيعات السيارات الكهربائية لمنح شركات تصنيع السيارات مزيداً من الوقت للامتثال للقواعد ومعالجة المشكلات خارج نطاق السيطرة المباشرة للقطاع، مثل إنشاء شبكات كهرباء أميركية ومحطات شحن ومصانع للبطاريات.

استمرت زيادة تبني استخدام المركبات الكهربائية في الولايات المتحدة وسط حملة تشجع على توفير بدائل أنظف لمحركات الاحتراق الداخلي التقليدية، مع توقع استمرار زيادة المبيعات رغم الظروف غير المواتية الناتجة عن وجود عدد أقل من الطُرز المتاحة المستفيدة من الإعفاءات الضريبية، وحالة عدم اليقين المرتبطة بالانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل، والخوف من عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لسدة الحكم.

يزداد تبني استخدام المركبات الكهربائية وسط تشجيع البدائل الأنظف لمحركات الاحتراق الداخلي
يزداد تبني استخدام المركبات الكهربائية وسط تشجيع البدائل الأنظف لمحركات الاحتراق الداخلي المصدر: بلومبرغ

الزراعة

أظهرت الجولة الأخيرة من تقديرات المحاصيل الحكومية تضارباً متنامياً وسط الجهات التي تصدر توقعات في الولايات المتحدة والبرازيل حول حجم محصول فول الصويا المتوقع في البلاد الواقعة بأميركا الجنوبية، حيث ذكرت الشركة الوطنية للإمدادات في البرازيل، المعروفة بمسمى "كوناب" (Conab)، الأسبوع الماضي أن المزارعين يستعدون لحصاد 146.9 مليون طن من السلعة، بانخفاض 5% عن السنة الماضية و8.1 مليون طن أقل من توقعات صدرت منذ أيام قليلة ماضية من قبل وزارة الزراعة الأميركية.

السفن الفارغة تنتظر لأسابيع فول الصويا البرازيلي المتأخر

يعد هذا أكبر تباين في التوقعات منذ 15 سنة على الأقل خلال هذه المرحلة من الموسم. وقلصت البرازيل توقعاتها بعدما أدى استمرار حالة الجفاف إلى تآكل المحاصيل.

أوضح فينيسيوس إيتو، مدير شركة "مايركس" (Marex) للوساطة في العقود المستقبلية وعقود الخيارات، أن اختلاف التقديرات مسألة "غير اعتيادية ومثيرة للاستغراب"، وأشار إلى أن وزارة الزراعة الأميركية تأخرت لعدة شهور في عملية حساب خسائر المحاصيل البرازيلية.

يعد هذا أكبر تباين في توقعات محصول فول الصويا منذ 15 سنة على الأقل خلال هذه المرحلة من الموسم
يعد هذا أكبر تباين في توقعات محصول فول الصويا منذ 15 سنة على الأقل خلال هذه المرحلة من الموسم المصدر: بلومبرغ

الشحن

ما تزال قناة بنما تمثل نقطة اختناق كبرى للشحن العالمي في ظل موجة الجفاف المستمرة، مع وجود توقعات ضعيفة لحدوث انفراجة قريبة.

وبلغ منسوب المياه في بحيرة غاتون -أكبر البحيرتين المغذيتين للقناة- بالفعل أدنى مستوياته خلال 5 أعوام على الأقل لهذا الوقت من السنة، ومن المنتظر أن يهبط لأقل من 80 قدماً خلال الأسابيع المقبلة.

يهدد هذا بتقليص حركة السفن بصورة أكبر، كما يزيد من الرسوم الإضافية المرتفعة للعبور. وأدت تدابير حفظ المياه لدى هيئة قناة بنما إلى توفير فتحات إضافية للعبور بوقت لاحق من الشهر الجاري، لكن هذه الجهود كانت لها آثار جانبية على إمدادات المياه الصالحة للشرب والحياة البحرية.

ما زالت قناة بنما تمثل نقطة اختناق كبرى للشحن العالمي في ظل موجة الجفاف المستمرة
ما زالت قناة بنما تمثل نقطة اختناق كبرى للشحن العالمي في ظل موجة الجفاف المستمرة قناة بنما ، منسوب المياه في قناة بنما ، سلاسل الشحن والتوريد