الأسهم الأميركية تقفز 10% في الربع الأول وتضيف 4 تريليونات دولار لقيمتها

هوس الذكاء الاصطناعي وتوقعات بتمكن الاحتياطي الفيدرالي من إدارة الهبوط السلس يدعم أسعار الأسهم

متعاملون في قاعة التداول ببورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة
متعاملون في قاعة التداول ببورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اختتمت مؤشرات الأسهم الأميركية تعاملات الربع الأول وسط أداء ممتاز في ظل التكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتمكن من تحقيق هبوط سلس من شأنه أن يواصل دعم الشركات الأميركية.

دفع متداولو وول ستريت مؤشر "إس آند بي 500" لتسجيل أعلى مستوياته على الإطلاق للمرة الـ22 خلال العام الحالي، بعد أن أظهرت البيانات أن الاقتصاد في حالة جيدة، مما عوّض تأثير أحدث التصريحات الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي التي عززت الرهانات على أن المسؤولين لن يتعجلوا لخفض أسعار الفائدة. ربحت قيمة الأسهم الأميركية السوقية 4 تريليونات دولار، لتفاجئ بدورها المتشائمين، وأجبرت مجموعة من الاستراتيجيين في وول ستريت على التدافع لتحديث توقعاتهم لمستهدفات السوق في 2024.

يلين تعلن تحقيق الاقتصاد الأميركي الهبوط السلس

رؤية السوق

قال لوري كالفاسينا من "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets): "نعتقد أن رؤية السوق حول الوجهة التي تتجه إليها الأساسيات الاقتصادية -وليس وجهة نظر أي خبير اقتصادي أو استراتيجي- هي ما تحرك أسعار الأسهم في النهاية".

ارتفعت أسعار الأسهم يوم الخميس بعد أن أمضت معظم الجلسة تكافح لتحديد اتجاهها، مع استيعاب المستثمرين لتصريحات محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر بأنه يود رؤية "شهرين على الأقل من بيانات التضخم الأفضل" قبل خفض أسعار الفائدة. كما ظل المتداولون أيضاً مترددين في القيام بأي رهانات كبيرة قبل صدور بيانات مؤشر التضخم الأكثر متابعةً من قبل الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات جيروم باول المرتقبة يوم الجمعة، وحينها ستكون الأسواق مغلقة.

بعد تقرير الوظائف.. الأسواق تراهن على خفض الفائدة في يونيو

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" ليتخطى مستوى 5250 نقطة، مختتماً تعاملات الربع الأول بمكاسب تزيد عن 10%. تجدر الإشارة إلى أن المؤشر لم يحقق مكاسب تفوق 10% لربعين متتاليين إلا في خمس مناسبات منذ عام 1950، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين، والتي تعد الأكثر تأثراً بتحركات الاحتياطي الفيدرالي الوشيكة، خمس نقاط أساس إلى 4.62% في جلسة قصيرة قبل العطلة. ومدد الدولار مكاسبه الفصلية.

توقعات بخفض الفائدة في يونيو

قال كريس لاركين من "إي*تريد" (E*Trade) التابعة لـ"مورغان ستانلي": "سواء كان ذلك صحيحاً أم خطأ، فليس من المرجح أن تتغير توقعات خفض أسعار الفائدة في يونيو ما لم يستمر التضخم في الارتفاع وتبدو سوق العمل مساهماً رئيسياً في هذه الزيادة".

وفي البيانات الاقتصادية، سجل المؤشرات الرئيسيان للنشاط الحكومي -الناتج المحلي الإجمالي والإنفاق الاستهلاكي- ارتفاعاً قوياً في نهاية العام الماضي. وارتفعت معنويات المستهلكين بشكل ملحوظ قرب نهاية مارس، مدعومة بالمكاسب القوية التي حققتها سوق الأوراق المالية والتوقعات باستمرار تراجع التضخم.

صندوق النقد يرى تزايد فرص الهبوط السلس مع تباين النمو العالمي

أمّا كريس زاكاريللي من "إندبندنت أدفايزور أليانس" (Independent Advisor Alliance)، فيرى أن الاقتصاد الصلب-الذي يقوده الاستهلاك القوي- يمهد الطريق لموسم أرباح قوي آخر، والذي سيبدأ الشهر المقبل.

وقال زاكاريللي: "بالنسبة لأولئك الذين ما زالوا متمسكين بفكرة أن الركود الذي طال انتظاره في 2023 أصبح قاب قوسين أو أدنى، فقد فقدوا 15 (إن لم يكن 17) شهراً ممتازاً في سوق الأسهم".

زخم متواصل

يُتوقع أن يُنهي مؤشر "إس آند بي 500" تعاملات العام الحالي عند مستوى 5300 نقطة، إذ ارتفعت توقعات الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للولايات المتحدة في إشارة إيجابية للأسهم، وفق كالفاسينا من "آر بي سي كابيتال ماركتس"، والتي رفعت توقعاتها لمستهدف المؤشر من 5150 نقطة.

تخطى "إس آند بي 500" خلال العام الحالي قممه السابقة، على الرغم من أن الارتفاع دفع البعض إلى القلق بشأن صعود أسعار السوق بشكل مبالغ فيه. ولكن الآن يشير مؤشر فني يتمتع بسجل "صادق" إلى أن الزخم لن يتلاشى في أي وقت قريب.

"غولدمان ساكس": صحوة أسهم التكنولوجيا قد تدفع "S&P 500" صوب 6000 نقطة

أظهرت البيانات التي جمعتها شركة "سنتيمين تريدر" (SentimenTrader) أن مؤشر القوة النسبية للمؤشر القياسي -الذي يقيس زخم الأسعار- قد أغلق فوق قيمة 50 نقطة لمدة 100 جلسة تداول متتالية وفق إغلاق تعاملات الأربعاء. ووجد التحليل أنه بعد عرض مماثل للقوة في زخم الأسعار، كان مؤشر "إس آند بي 500" أعلى في كل مرة خلال الفترات التالية: شهرين، وثلاثة، وستة، واثني عشر شهراً.

ميزان المخاطر

قال دان وانتروبسكي "جاني مونتغمري سكوت" (Janney Montgomery Scott): "في الوقت الحالي، لا تحارب هذا الاتجاه -ولكن استمر في مراقبة نقاط الخروج على الأقل، في ظل استمرار رسوخ التضخم، وارتفاع حالة عدم اليقين الكلية، وإجهاد أسواق الأسهم (في منطقة ذروة الشراء) قبيل موسم انتخابات يحتمل أن يكون متقلباً".

ارتفع تقييم مؤشر "إس آند بي 500" المتساوي الأوزان ليسجل نسبة سعر إلى أرباح بواقع 17 مرة، لكن المؤشر أظهر تاريخياً أنه يمكن أن يستمر في الارتفاع حتى عند التداول فوق القيمة العادلة، وفق استراتيجيو "غولدمان ساكس غروب" بقيادة رايان هاموند.

وكتب الاستراتيجيون: "بالنسبة للمستثمرين القلقين بشأن تقييم (الأسهم) بأعلى من قيمتها، أو المخاطر التي تهدد التوقعات الاقتصادية، يلاحظ استراتيجيو الخيارات لدينا أن الحماية من المخاطر السلبية تبدو مسعرة عند مستويات جذابة".

أشارت "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group) إلى أنه منذ الحرب العالمية الثانية، حال تحقيق المؤشر مكاسب تفوق 10% لربعين متتاليين، فيُتوقع أن يظهر بعض الضعف في الشهر التالي، على أن يسجل مكاسب بمتوسط ​​12.27% بعد عام واحد.

قال رايان غرابينسكي، من "ستراتيجاس سيكيوريتيز" (Strategas Securities): "على الرغم من أنه لن يفاجئنا على المدى القريب إذا تراجعت أسواق الأسهم، إلا أن التاريخ يشير إلى أنه من السابق لأوانه تراجعها".

استعرض غرابنسكي بيانات المؤشر خلال فترات الخمسة أشهر السابقة التي ارتفع فيها بنسبة 27%. وخلص إلى أنه من بين 130 ملاحظة، انخفض مرة واحدة فقط بعد 12 شهراً.

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.1% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.1%
  • مؤشر داو جونز الصناعي ارتفع 0.1%
  • صعد سعر "بتكوين" 2.9% إلى 70872.76 دولار
  • قيمة "إيثر" زادت 1.6% إلى 3565.65 دولار
  • ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 1.2% إلى 2221.19 دولار للأونصة