أسهم آسيا تنتعش بعد تأكيد باول على نية الفيدرالي خفض الفائدة

رئيس المركزي الأميركي سيواصل نهج "الانتظار والترقب" قبل تيسير السياسة النقدية وتصريحاته قدمت دعماً للأصول الخطرة

لوحة أسهم إلكترونية تُظهر بيانات مؤشر "نيكاي 225" معروضة داخل مبنى كابوتو وان في طوكيو، اليابان
لوحة أسهم إلكترونية تُظهر بيانات مؤشر "نيكاي 225" معروضة داخل مبنى كابوتو وان في طوكيو، اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الخميس بعدما أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مجدداً على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن يخفض أسعار الفائدة هذا العام.

انتعشت الأسهم الأسترالية واليابانية مع ارتفاع مؤشر "توبكس" بما يزيد عن 1%، ليقترب بذلك من تسجيل أفضل يوم له في حوالي أسبوعين. بينما كانت الأسواق مغلقة في هونغ كونغ والبر الرئيسي الصيني وتايوان بسبب العطلات.

كما ارتفعت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية في التعاملات الآسيوية بعدما صعد مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.1% يوم الأربعاء، في حين ارتفع مؤشر "ناسداك 100" المثقل بأسهم التكنولوجيا بنسبة 0.2%.

الدولار وتوقعات أسعار الفائدة

استقر مؤشر الدولار بعدما شهد أكبر انخفاض فيما يقرب من 4 أسابيع يوم الأربعاء، وذلك عقب تراجع مؤشر تضخم الخدمات في الولايات المتحدة، وتضاءلت زيادة الأسعار في القطاع الشهر الماضي بعدما هبط مؤشر تكاليف المدخلات إلى أدنى مستوى منذ أربع سنوات.

وأشار باول إلى أن الفيدرالي سيتبع "نهج الانتظار والترقب" قبل خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإن وجهة نظره بأن بيانات التضخم الأميركي الأخيرة لم "تغير بشكل جوهري" الصورة العامة لتقهقر وتيرة صعود الأسعار قدمت دعماً للأصول الخطرة.

باول: لدينا وقت لتقييم البيانات قبل أخذ قرار خفض الفائدة

في الأيام الأخيرة، قلص المتداولون توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة وسط علامات على مرونة الاقتصاد، وظهور تصريحات أكثر حذراً من جانب بعض مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي. وأدى ذلك إلى شكوك حول ما إذا كان باول وزملاؤه سيكونون قادرين على تحقيق توقعات البنك المركزي الخاصة بتخفيض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام.

قال كريشنا غوا، من شركة "إيفركور" (Evercore): "باول يقول إن البيانات الأخيرة لم تغير الصورة العامة بشكل جوهري. وهذا التصريح يعني من وجهة نظرنا أن الأسواق كانت تبالغ في رؤيتها بأن الاقتصاد الأميركي قوي جداً وأن الفيدرالي قد لا يتمكن من خفض الفائدة في يونيو، ولا تزال التوقعات الأساسية تشير إلى احتمال خفض الفائدة الأميركية ثلاث مرات في 2024 أولها في يونيو".

أداء السندات والذهب والنفط

استقرت سندات الخزانة بعدما أنهت يوم الأربعاء مرتفعة على نطاق واسع عقب صعودها لفترة وجيزة لأعلى مستوى. فيما لم تتغير عوائد السندات الأسترالية والنيوزيلندية كثيراً. وفي اليابان، صعد الفارق بين عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ونظيره على سندات الخزانة المحمية من التضخم لذات الأجل بمقدار نقطة أساس واحدة مسجلاً مستوى قياسي.

سندات الخزانة الأميركية تتلقى دعماً من تصريحات باول الحكيمة

في زاوية أخرى من السوق، استقر سعر الذهب بالقرب من المستوى القياسي الجديد الذي سجله يوم الأربعاء عندما تجاوز 2300 دولار للأونصة، بدعم من تصريحات باول حول خفض أسعار الفائدة المحتمل هذا العام.

أما بالنسبة للنفط، واصل خام غرب تكساس الوسيط مكاسبه، ويستعد للجلسة الخامسة على التوالي من الصعود، واقترب سعر الخام المعياري الأميركي من 85 دولاراً للبرميل. كما قفز النحاس إلى أعلى مستوياته منذ يناير 2023 وسط علامات جديدة على انتعاش الطلب.

زلزال تايوان تحت مجهر المستثمرين

يراقب المستثمرون أيضاً تأثير أقوى زلزال يضرب تايوان منذ ربع قرن، حيث قتلت الهزة العنيفة 9 أشخاص على الأقل وعطلت إنتاج أشباه الموصلات. كما نقلت شركة "تايوان سيمي كوندكتور مانوفكشورينغ" (TSMC) لصناعة أشباه الموصلات بعض الموظفين من مراكز الإنتاج الخاصة بها، مشيرة إلى “عدم إصابة أجزاء المصنع المهمة بأي تلفيات”، وتعد الشركة التايوانية المورد الرئيسي للرقائق لشركتي "أبل" و"إنفيديا".

وارتفعت أسهم شركتي "سامسونغ إلكترونيكس" و"إس كيه هينكس" (SK Hynix) وسط توقعات بارتفاع أسعار الرقائق بعد اضطرابات الإنتاج في تايوان بسبب الزلزال الأخير الذي ضرب الجزيرة.

اقرأ المزيد: "TSMC" توقف تصنيع الرقائق لتقييم تأثير زلزال تايوان

في سياق منفصل، تعزز سعر الين مقابل الدولار يوم الخميس، بعدما صرح عضو مجلس إدارة بنك اليابان السابق ماكوتو ساكوراي بالأمس أن المركزي من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة مجدداً بحلول شهر أكتوبر المقبل.

أداء الاقتصاد الأميركي

رغم التوقعات "القوية" بتحقيق الاقتصاد الأميركي لسيناريو الهبوط السلس، إلا أن المستثمرين يتوقعون اتساع نطاق صعود الأسهم، وفقاً لمذكرة من لجنة الاستثمار العالمية في بنك "مورغان ستانلي". وتؤدي هذه التوقعات إلى إقبال المستثمرين على أسهم الشركات غير المدرجة في مؤشر "إس آند بي 500".

الأسهم الأميركية تقفز 10% في الربع الأول وتضيف 4 تريليونات دولار لقيمتها

كتبت ليزا شاليت، كبيرة مسؤولي الاستثمار في إدارة الثروات في البنك هذا الأسبوع، أن ارتفاع مؤشر الأسهم الأميركية الرئيسي كان مدفوعاً بتضاعف رهانات المستثمرين، ممن يتوقعون تحسن الأرباح رغم تباطؤ النمو.

كما يرى المحللون الاستراتيجيون في بنك "سيتي غروب" أن المستثمرين يظهرون طلباً "متواصلاً" على الأسهم الأميركية، مما يشير إلى أن هناك فرصة لاستئناف مؤشرات الأسهم لارتفاعها بعد كبوتها الأخيرة.

وأضاف المستثمرون أكثر من 16 مليار دولار من صافي مراكز الشراء إلى العقود المستقبلية المدرجة على مؤشر "إس آند بي 500" خلال الأسبوع الماضي، فيما حققت الصناديق المتداولة في البورصة استثمارات واردة صافية، حسبما كتب المحللون الاستراتيجيون في "سيتي غروب" بقيادة كريس مونتاغو هذا الأسبوع.

آسيا والمحيط الهادئ