هبوط الأسهم الآسيوية مع تراجع ضغوط الحرب بين إسرائيل وإيران

عزوف بين المستثمرين عن المخاطرة في سوق الأسهم مع توقعات بتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار

متفرجون وعناصر أمن أردنيون يقفون حول حطام صاروخ اعترضته القوات الأردنية فوق عمان، 14 أبريل 2024
متفرجون وعناصر أمن أردنيون يقفون حول حطام صاروخ اعترضته القوات الأردنية فوق عمان، 14 أبريل 2024 المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت الأسهم الآسيوية إلى أدنى مستوياتها في 6 أسابيع، في ظل تقييم المتداولين للتوترات الناشئة في الشرق الأوسط، ونتائج أرباح البنوك المخيبة للتوقعات، فضلاً عن احتمالات إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول.

هبط المؤشر الرئيسي للأسهم في المنطقة ليسير بذلك على خطى الأسهم الأميركية، التي تراجعت هي الأخرى يوم الجمعة الماضي. وانخفضت المؤشرات القياسية في هونغ كونغ واليابان وكوريا الجنوبية، فيما ارتفعت الأسهم في البر الرئيسي للصين، بقيادة قطاع الطاقة.

لكن الأسواق العالمية أظهرت بعض علامات الاستقرار حتى بعد الهجوم غير المسبوق على إسرائيل في نهاية الأسبوع. وقالت إيران إنه "يمكن اعتبار الأمر منتهياً"، فيما أبلغ الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الولايات المتحدة لن تدعم شن هجوم إسرائيلي مضاد على إيران.

عزوف المستثمرين عن المخاطرة

في سياق متصل، ارتفعت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية في التداولات الآسيوية بعدما عانى مؤشر "إس آند بي 500" يوم الجمعة الماضي من أسوأ جلسة له منذ يناير وسط عزوف المستثمرين عن المخاطرة. فيما تراجعت أسعار النفط وسط تكهنات بأن الصراع سيظل تحت السيطرة مع استقرار سعر خام برنت الذي يُنظر له كمؤشر عالمي لسوق النفط بالقرب من 90 دولاراً للبرميل.

في زاوية أخرى من السوق، ارتفعت أسعار الألمنيوم والنيكل بعد فرض العقوبات الأميركية والبريطانية الجديدة التي حظرت تسليم أي إمدادات روسية من المعدنين بعد منتصف ليل الجمعة الماضي.

اقرأ المزيد: واشنطن تفرض قيوداً على تداول معادن روسية في البورصات

قال ريدموند وونغ، الخبير الاستراتيجي السوقي في "ساكسو كابيتال ماركتس" (Saxo Capital Markets): "عادت المخاطر الجيوسياسية إلى بؤرة تركيز المستثمرين مجدداً بعد الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية على إسرائيل. ورغم أن استجابة السوق كانت ضعيفة في مستهل التداولات الآسيوية، إلا أنه من المرجح أن تكون هناك تقلبات وتوترات أكبر مع توالي الأخبار المهمة من الشرق الأوسط".

أداء العملات والسندات

تعززت معظم عملات مجموعة العشرة مقابل الدولار الأميركي يوم الاثنين، فيما لم تشهد سندات الخزانة تغيراً ملحوظاً في آسيا بعد تراجع عائداتها في الجلسة السابقة.

في غضون ذلك، أبقت الصين على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، جنباً إلى جنب مع امتصاصها للسيولة من النظام المصرفي للشهر الثاني على التوالي. وجاءت هذه الإجراءات رغم توقف زيادات التضخم خلال الشهر الماضي، مما أثار دعوات لضخ مزيد من حزم التحفيز.

على صعيد متصل، قالت شركة "تشاينا فانكي" (China Vanke) للتطوير العقاري إنها تضع خططاً للتخلص من ضغوط السيولة والصعوبات التشغيلية قصيرة المدى، مع تزايد قلق كبار القادة في الصين بشأن أزمة العقارات التي طال أمدها في البلاد وتأثيرها على الاقتصاد المتعثر.

وفي ظل قلق المستثمرين بالفعل من التضخم العنيد واحتمالات بقاء أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول، فإن تصعيد أزمة الشرق الأوسط قد يسبب تقلبات جديدة في الأسواق.

ومع اتساع نطاق الصراع؛ يرى كثيرون أن أسعار النفط قد تتجاوز عتبة 100 دولار للبرميل، ويتوقعون تحوط المستثمرين بسندات الخزانة والذهب والدولار كملاذات آمنة، فيما تتكبد سوق الأسهم خسائر أكبر.

التجار يقيمون مخاطر الصراع بين إيران وإسرائيل في سوق النفط الضيقة

بالانتقال إلى العملات المشفرة ارتفع سعر عملة بتكوين بعدما انخفض بنسبة 9% تقريباً في أعقاب الهجمات. وسجلت أسواق الأسهم في المملكة العربية السعودية وقطر خسائر متواضعة في ظل ضعف أحجام تداول يوم الأحد. وتقلب مؤشر الأسهم الإسرائيلي بين مكاسب وخسائر تسع مرات على الأقل قبل أن يغلق الجلسة مقتنصاً مكاسب متواضعة.

موسم الأرباح في وول ستريت

مع انطلاق موسم الأرباح في وول ستريت، قدمت نتائج البنوك الكبرى أحدث مؤشرات على أداء الاقتصاد الأميركي في خضم أسعار الفائدة المرتفعة التي يؤججها التضخم المستمر.

أعلن كل من مصرفي "جيه بي مورغان تشيس آند كو" و"ويلز فارغو آند كو" (Wells Fargo & Co) نتائج حول صافي دخل الفوائد (الأرباح التي يحققانها من الإقراض) والتي فاقت التوقعات وسط زيادة تكاليف التمويل.

كما تجاوزت أرباح بنك "سيتي غروب" تقديرات المحللين وسط سعي الشركات للحصول على التمويل واعتماد المستهلكين المتزايد على بطاقات الائتمان، وهو ما يعد إشارة على أن بقاء أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول سيصب في صالح البنوك الكبرى.

توقعات بتسجيل البنوك السعودية أعلى أرباح خليجياً بالربع الأول

من جانبه، صرح جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان": أنه "لا تزال العديد من المؤشرات الاقتصادية في وضع جيد. لكن مع ذلك، واستعداداً للمستقبل، سنظل في حالة تأهب لعدد من التغيرات الكبيرة التي قد تثير شكوكاً" وذلك في إشارة منه إلى الحروب والتوترات الجيوسياسية المتزايدة والضغوط التضخمية المستمرة وتأثيرات التشديد الكمي.

ختاماً، من المتوقع تحول تركيز المتداولين قريباً إلى البيانات الاقتصادية التي يقترب موعد إعلانها، مع تعديلهم لرهانات التيسير النقدي في البنوك المركزية، إضافة إلى ترقب اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن. ومن المقرر أيضاً صدور بيانات النمو الصيني وقراءات التضخم في اليابان ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة هذا الأسبوع.

آسيا والمحيط الهادئ