لبنان في محادثات متقدمة مع البنك الدولي بشأن برنامج "حيوي" للاقتصاد

أمين سلام لـ"الشرق": نحن أمام خطر خسارة فرصة صندوق النقد

المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أمين سلام إن لبنان في "مرحلة متقدمة جداً" من المباحثات مع البنك الدولي بشأن برنامج يدعم قطاعات حيوية للاقتصاد.

سلامة أشار في مقابلة مع "الشرق" على هامش مشاركته في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين، إلى أن المحادثات مع البنك ركزت على "برامج الاستدامة التي تخلق نمواً" في الاقتصاد، مشيراً إلى بحث برنامج "يعالج الشأن الاقتصادي، ويدعم قطاعات التكنولوجيا والزراعة والقطاعات التي تخلق فرص عمل وحركة اقتصادية"، خصوصاً أن لبنان يعاني كثيراً من هذه المشاكل، وبحاجة إلى برامج تعالج هذه الأزمات.

سلام أشار أيضاً إلى أن البنك الدولي ما زال داعماً كبيراً للبنان في مشاريع "حيوية مرتبطة بالأمن الغذائي والتقديمات الاجتماعية"، والتي "خلقت نوعاً من الاستقرار في الفترة الماضية"، مشيراً إلى أن البرامج ما زالت سارية، ومتمثلة في دعم تمويل كامل لأكثر من 220 ألف عائلة تستفيد من هذه البرامج"، لافتاً إلى أنه تمت مناقشة "استمرار واستكمال هذه البرامج". وأوضح أن قيمة استكمال هذا البرامج تتراوح بين 250 و300 مليون دولار على مدار عامين.

يعاني لبنان من انهيار مالي على مدى السنوات الأخيرة، عندما تحوّلت عقود من سوء الإدارة والفساد إلى أزمة مصرفية وديون وعملات متزامنة. ووصلت معدلات التضخم إلى 192% خلال ديسمبر من العام الماضي، بحسب بيانات إدارة الإحصاء المركزي في رئاسة مجلس الوزراء.

اقرأ أيضاً: أزمة البحر الأحمر تضيف ضغوطاً تضخمية جديدة إلى اقتصاد لبنان

في مايو الماضي، خصص البنك الدولي 300 مليون دولار كتمويل إضافي للأسر الأكثر فقراً في الدولة التي تعاني إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية والمالية في التاريخ، وفق وصف البنك نفسه.

قال البنك آنذاك، إن حزمة التمويل هذه ستسمح بمواصلة وتوسيع نطاق تقديم التحويلات النقدية إلى 160 ألف أسرة فقيرة لمدة 24 شهراً، وستدعم تطوير نظام موحد لشبكات الأمان الاجتماعي في لبنان.

هذه الحزمة كانت جزءاً من برنامج تمت الموافقة عليه في يناير 2021 لمساعدة لبنان على إدارة الأزمة الاقتصادية وأزمة تفشي وباء كورونا.

العلاقة مع صندوق النقد

في ما خص العلاقة مع صندوق النقد، أشار سلام إلى أن صبر الصندوق "نفد"، معتبراً أن مسؤولي الصندوق كانوا واضحين في الاجتماعات، مضيفاً أنه "إذا لم نتحرك، فإن صندوق النقد سيسحب هذه الفرصة من أمام لبنان، وسنكون أمام مستقبل مجهول من ناحية استعادة ثقة المجتمع الدولي".

توصلت السلطات اللبنانية وفريق من خبراء صندوق النقد الدولي منذ أبريل 2022 إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن السياسات الاقتصادية الشاملة التي يمكن اتباعها للاستفادة من "تسهيل الصندوق الممدد" بما يعادل 3 مليارات دولار أميركي، ولكن حتى اليوم لم يصل الاتفاق إلى حيز التنفيذ، بفعل تأخر السلطات اللبنانية في إقرار الإصلاحات المطلوبة.

سلام بيّن أن الوفد اللبناني الذي جاء إلى واشنطن لحضور الاجتماعات "ليس لديه أي جديد ليقدمه"، مشيراً إلى وجود "قرار سياسي يعطل إقرار القوانين الإصلاحية اللازمة".

وأضاف أن صندوق النقد "لم يعد مستعداً لسماع أعذار، أو كلام من دون نتيجة". وتابع: "حتى الملفات الضاغطة لدينا مثل ملف النزوح السوري، التي نستخدمها كأوراق لنطلب مزيداً من الوقت. لكن الصندوق صبره نفد".