خسائر السندات تنتقل إلى أسواق آسيا وسط مكاسب أسهم الصين

تباين أداء أسهم المنطقة بعد يوم تداول مستقر في وول ستريت

زائرون ينظرون إلى المؤشر الإلكتروني في بورصة طوكيو
زائرون ينظرون إلى المؤشر الإلكتروني في بورصة طوكيو المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفضت أسعار السندات الآسيوية، اليوم الخميس، لتردد أصداء موجة البيع التي شهدتها سندات الخزانة الأميركية في الجلسة السابقة. وارتفعت الأسهم الصينية بعد أن أصدرت البلاد بيانات تجارية أقوى من المتوقع.

وارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات في أستراليا ونيوزيلندا واليابان، في حين حافظت العوائد على الديون السيادية الأميركية على الزيادة التي شهدتها أمس بعد أن شهد مزاد بيع سندات لأجل 10 سنوات بقيمة 42 مليار دولار طلباً فاتراً.

جاء الارتفاع في العائدات اليابانية في أعقاب صدور ملخص متشدد للآراء الصادرة عن اجتماع البنك المركزي في أبريل. ناقش أعضاء بنك اليابان إمكانية خفض مشتريات السندات بالإضافة إلى مسار رفع أسعار الفائدة في المستقبل.

تحركات الين الياباني

لم يطرأ تغير يذكر على الين بعد أن وصل إلى أدنى مستوى أسبوعي في وقت سابق، حيث بدأ بعض التجار يشعرون بالقلق بشأن حرب عملات آسيوية جديدة. وقال ماساتو كاندا، كبير مسؤولي العملة في اليابان، إن البلاد ستكون مستعدة لاتخاذ الإجراء المناسب عند الضرورة، لكنه امتنع عن تأكيد تقديم الدعم الرسمي في الأسابيع الأخيرة. واستقر مؤشر الدولار بعد الجلسة الثالثة من المكاسب.

التدخل لدعم الين يتيح للمستثمرين الأفراد فرصة شراء الدولار

كان أداء الأسهم متبايناً في آسيا، إذ ربحت أسواق اليابان والصين، فيما تراجعت أسواق أستراليا وكوريا الجنوبية. وهبطت العقود الآجلة الأميركية بعد أن أنهى مؤشرا "إس آند بي 500"، و"ناسداك 100" تعاملات أمس على استقرار بنسبة كبيرة، بعد خسائر الشركات الكبرى عقب سلسلة من البيانات المحدثة المخيبة للآمال.

وقال استراتيجيو "بيسبوك انفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group): "كل هذه المكونات تخلق وصفة مثالية لتراجع السوق بعد صعودها الأخير وإعادة تقييم الأمور".

انخفضت الأسهم المدرجة في الولايات المتحدة لشركة "أرم هولدينغز" (Arm Holdings PLC) بما يصل إلى 10% في أواخر التداولات بعد الإعلان عن توقعات سنوية فاترة (بشأن نشاط الشركة). كما انخفضت أسهم شركة "إنتل" بعد أن ألغت الولايات المتحدة التراخيص التي سمحت للشركة ببيع الرقائق لشركة "هواوي تكنولوجيز". وانخفضت أسهم "إير بي إن بي" (Airbnb Inc) في تعاملات ما بعد السوق بعد علامات على تباطؤ النمو.

بيانات آسيوية هامة

في آسيا، تتضمن البيانات المقرر صدورها بيانات التجارة لشهر أبريل للصين، حيث من الممكن أيضاً إصدار أرقام جديدة للإقراض والمعروض النقدي في وقت مبكر من اليوم. ستقوم ماليزيا بإصدار قرار السياسة النقدية، في حين أن الأسواق في إندونيسيا مغلقة. وفي أماكن أخرى، أظهرت أحدث أرقام الأجور في اليابان أن مكاسب الأجور أصبحت الآن متخلفة عن معدلات التضخم كل شهر على مدار عامين.

كما سيراقب المستثمرون عن كثب شركة التطوير الصينية المتعثرة "كانتري غاردن" (Country Garden Holdings Co)، التي تسعى للحصول على مساعدة لدفع الفوائد المستحقة اليوم، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

ديون "كانتري غاردن" أول اختبار كبير لبرنامج ضمان السندات بالصين

في سياق مواز، قال استراتيجيو "سيتي غروب" إن عدم وجود اقتناع بين المستثمرين بالشراء في الارتداد الأخير للأسهم الأميركية يظهر أن السوق أبعد ما تكون عن التحول إلى الاتجاه الصعودي بالكامل. أشار فريق بقيادة كريس مونتاغو إلى أن التفكيك الأخير لمراكز البيع على المكشوف قد جعل مؤشر "إس آند بي 500" أقرب من صافي الشراء، لكن يبدو أن المستثمرين مترددون في الإضافة إلى مراكزهم الشرائية الحالية.

أوضح مونتاغو: "التدفقات تحكي قصة الحماس المحدود، مع وجود عدد قليل من المراكز الشرائية الجديدة، وزيادة هامشية فقط في الرغبة في المخاطرة".

أرقام التضخم المرتقبة

بعد تراجعها الشهر الماضي، استأنفت مؤشرات الأسهم صعودها في أوائل مايو، إذ عززت أرباح الشركات القوية المعنويات وتزايدت التكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتمكن من خفض أسعار الفائدة هذا العام. وبعد الارتفاع الأخير بات مؤشر "إس آند بي 500" يبتعد بحوالي 1% عن أعلى مستوى له على الإطلاق.

ستقدم أرقام التضخم المنتظر صدورها الأسبوع المقبل رؤى جديدة حول الاقتصاد الأميركي بعد أن أظهرت بيانات التوظيف الصادرة يوم الجمعة أن سوق العمل تهدأ. أشارت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز يوم الأربعاء إلى أنه من المرجح الإبقاء على أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ عقدين لفترة أطول مما كان يعتقد سابقاً لتقليل الطلب وتقليل ضغوط الأسعار.

غورغييفا: قوة الدولار تجعل مواجهة الدول للتضخم أكثر صعوبة

وقال مارك هاكيت من "نيشن وايد" (Nationwide): "على الرغم من عدم وجود أخبار جيدة بشأن التضخم، إلا أن هناك جانباً مشرقاً للمستثمرين الصبورين. بينما يمدد الاحتياطي الفيدرالي خطة تخفيضات أسعار الفائدة، تظهر البيانات التاريخية أن فترات توقف الاحتياطي الفيدرالي (عن خفض الفائدة) الأطول غالباً ما ترتبط بعوائد أفضل على الأسهم. وهذا من شأنه أن يعطي المستثمرين أسباباً للتفاؤل".

في أسواق السلع، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بأكبر قدر خلال أسبوعين تقريباً أمس. ورفعت إدارة "بايدن" السعر الذي ترغب في دفعه لإعادة ملء احتياطيات النفط الطارئة في البلاد، والتي تضاءلت بالقرب من أدنى مستوياتها منذ أربعة عقود. واستقرت أسعار الذهب عند حوالي 2309 دولارات للأونصة.

آسيا والمحيط الهادئ