هونغ كونغ تتطلع إلى جذب أموال السعودية لإنعاش سوق أسهمها

مسؤولون من شركات سعودية يلتقون مستثمرين آسيويين خلال مؤتمر اليوم

مجمع إكستشينج سكوير، الذي يضم بورصة هونغ كونغ، في هونغ كونغ، الصين
مجمع إكستشينج سكوير، الذي يضم بورصة هونغ كونغ، في هونغ كونغ، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتطلع هونغ كونغ للمملكة العربية السعودية الغنية بالنفط لجذب أموال جديدة للمساعدة في التصدي لقائمة متنامية من التحديات التي تواجه سوق الأسهم.

تشارك مجموعة تداول السعودية القابضة وبورصة هونغ كونغ (هونغ كونغ إكستشينجز أند كليرينغ) في مؤتمر اليوم بوقت مناسب للغاية نظراً لأن المدينة تحتاج إلى عمليات إدراج أسهم جديدة وتدفقات مالية لتعزيز مكانتها بوصفها مركزاً مالياً. وبينما ستستفيد هونغ كونغ من تنظيم المؤتمر، شهد أيضاً حضور مجموعة كبيرة من مسؤولي الشركة السعودية الذين يسعون إلى جذب المزيد من المستثمرين الآسيويين.

إرادة سياسية

أوضح إدموند كريستو، محلل "بلومبرغ إنتليجنس" في دبي، الذي التقى مؤخراً بمستثمرين وشركات في هونغ كونغ وشنغهاي وبكين: "تتوافر إرادة سياسية قوية تدفع من أجل هذه العلاقة بين الصين وبلدان الخليج العربي. عندما تتحدث إلى الشركات في الصين، تسمع عن اهتمام العملاء بالاستثمار بمنطقة الشرق الأوسط ويبحثون عن سبل القيام بذلك".

وريثة فنادق آسيوية تراهن بمليارات الدولارات على الشرق الأوسط

يسلط مؤتمر اليوم الضوء على أحدث استراتيجية لشركة تشغيل بورصة هونغ كونغ لجذب مستثمرين جدد لتعويض نظرائهم من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، الذين عزفوا عن ممارسة الأعمال التجارية في الصين بوقت تحتدم فيه التوترات الجيوسياسية. قالت هيئة تنظيم الأوراق المالية في البلاد الشهر الماضي إنها ستشجع المزيد من الشركات على إجراء عمليات طرح عام أولي في المدينة.

مرت "هونغ كونغ اكستشينجز أند كليرينغ" بوقت صعب الأعوام الأخيرة. تراجع اهتمام المستثمرين بالأسهم المرتبطة بالصين جراء الاقتصاد الصيني المتعثر وتفاقم الخلافات بين بكين وواشنطن. هبط حجم الأموال التي جمعتها صفقات الاكتتاب العامة في المركز المالي إلى 610 ملايين دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، في أدنى مستوى منذ 2009، بينما انخفضت أسهم شركة تشغيل البورصة بما يفوق 50% من أعلى مستوياتها أوائل 2021.

الجانب السعودي

تعد جاذبية الجانب السعودي لتوطيد العلاقات مع الصين جلية أيضاً. يعمل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على توسيع الملكية الأجنبية وضخ السيولة في الأسهم المتداولة في البورصة وفق برنامج عمل رؤية المملكة 2030.

محادثات بين السعودية وهونغ كونغ حول اتفاقية تشجيع الاستثمار

على عكس هونغ كونغ، حققت سوق الأسهم السعودية أداء قوياً للغاية. ارتفعت القيمة السوقية للبورصة 11% خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بينما هبطت القيمة السوقية لبورصة هونغ كونغ 25%. صعد مؤشر الأسهم الرئيسي في الرياض خلال 7 أعوام من أصل 8 أعوام ماضية، مع تزايد حجم الأموال الوافدة من المستثمرين الأجانب منذ 2019، عندما أضافت "إم إس سي آي" (MSCI) البلاد إلى مؤشر أسهمها الرئيسي في الأسواق الناشئة.

يمكن للمستثمرين في هونغ كونغ الاستثمار في السوق السعودية عن طريق صندوق (CSOP Saudi Arabia ETF) المتداول في البورصة، ما يعد أول صندوق متداول في البورصة من نوعه في آسيا. جرى طرح الصندوق المتداول في البورصة للمرة الأولى خلال نوفمبر الماضي بأصول تتخطى مليار دولار وبدعم من الصندوق السيادي السعودي. رغم ذلك، اجتذب 12 مليون دولار فقط تقريباً من الأموال منذ إنشائه حتى 24 أبريل الماضي، وفق حسابات "بلومبرغ إنتليجنس".

إدراج مزدوج للصناديق

ذكرت ميلودي شيان، نائبة الرئيس التنفيذي لشركة إدارة الثروة "إس أو بي أسيت مانجمنت" (CSOP Asset Management) في هونغ كونغ أنهم يعملون مع شركات إدارة أصول للحصول على اعتماد الجهات التنظيمية لعملية إدراج متبادل للصناديق المتداولة في البورصة في شنغهاي والتي من المأمول أن تحدث خلال النصف الثاني من العام الحالي.

السعودية والصين تبحثان الإدراج المزدوج للصناديق المتداولة بالبورصة

أضافت أن المستثمرين الصينيين "يدركون حجم الفرص بمنطقة الشرق الأوسط، لكنني أعتقد أنه يصعُب على غالبيتهم التمييز بين المملكة العربية السعودية والأسواق الأخرى".

أشارت بوني تشان، الرئيسة التنفيذية لشركة "هونغ كونغ اكستشينجز أند كليرينغ" إلى "وجود فرص كبيرة للتواصل مع مراكز رأس المال سريعة النمو بمنطقتي جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط. زار سلفها نيكولاس أغوزين الشرق الأوسط 5 مرات خلال مدة توليه منصب رئيس البورصة على مدى 3 أعوام.

أرامكو

كثيراً ما روج الرئيس التنفيذي لبورصة هونغ كونغ جون لي لتطلعاته في إقناع شركة أرامكو السعودية -أكبر منتج للنفط حول العالم- بالسعي إلى عملية إدراج مزدوجة في المركز المالي الآسيوي. رغم عدم وجود أي بادرة على حدوث ذلك في المستقبل القريب، إلا أن حدوث ذلك سيمثل دليلاً دامغاً على الثقة في بورصة المدينة.

قال نايف العذل، الرئيس التنفيذي للمبيعات والتسويق في مجموعة تداول السعودية القابضة: "يوجد قدر كبير من التوافق بين المملكة العربية السعودية وهونغ كونغ. ونتطلع إلى تعزيز الارتباط بين أسواق رأس المال من الشرق إلى الغرب وعلينا أن نبدأ من مكان ما".