رائد العملات الرقمية يراهن على جيل "مستثمري الميم" مستقبلاً

غاستن سون
غاستن سون المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتوقع غاستن سون، رجل الأعمال والمستثمر في العملات الرقمية، صاحب الثلاثين عاماً، أن يتغير النموذج التقليدي للاستثمار، وسط إقبال الشباب على شراء الأصول المالية، وكان غاستن قد استثمر 10 ملايين دولار في أسهم شركة “غيم ستوب” في ذروة صعودها المدعوم من منتدى ريديت الاستثماري.

وفي نفس الأسبوع، أعلن إيلون ماسك استثمار 1.5 مليار دولار من سيولة شركة تسلا في عملة البتكوين. وعلق سون، أن الاستثمار عن طريق الإنترنت يخلق نوعاً جديداً من الاستثمار والذي سيدعم نمو العملات الرقمية، وكذلك أسهمت الشركات القادرة على استيعاب "ثقافة ميم"، والتي تشير إلى الأفكار التي تنتشر بسرعة عن طريق الإنترنت.

وأبدى سون استعداده الاحتفاظ بأسهم غيم ستوب التي اشتراها بالقرب من أعلى مستوياتها أواخر الشهر الماضي محاولاً الاستفادة من اندفاع وحماس الشباب الذي انعكس على زيادة استثمار الأفراد فيما يعرف بأسهم "ميمي". وكذلك اشترى سون أسهما بنحو مليون دولار في "إيه إم سي إنترتينمنت" ومليون دولار أخرى في الفضة.

وقال سون إن قيمة الأسهم التي يملكها الآن في غيم ستوب تعادل 2 مليون دولار فقط.

جدل التداولات الشعبية

وعلق سون في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ قائلاً: "أعتقد أنني استطيع الصمود، حتى لو خسرت نتيجة استثماري في أسهم غيم ستوب لكنني ما زلت اعتقد أن ما حدث يمثل نقلة نوعية". وأضاف سون "كنا من قبل نتبع جميعاً توصيات المحللين الماليين ولكن الناس الآن يتخذون قراراتهم بأنفسهم".

وارتفعت أسهم غيم ستوب نحو ثمانية أضعاف في الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضي بعد تحفيز مشتريات المستثمرين الأفراد للسهم والاحتفاظ بها في منتديات ريديت وديسكورد، الأمر الذي تسبب في خسائر صناديق التحوط المحترفة التي راهنت على تراجع أسهم شركة مبيعات التجزئة لألعاب الفيديو. ومنذ ذلك الحين وبعد أن بلغ السهم ذروته عند 483 دولاراً تراجع إلى 50 دولاراً، ما تسبب في خسائر للمستثمرين الأفراد الذين اشتروا عند مستويات سعرية مرتفعة وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول مدى إمكانية استمرار ذلك النوع من التداولات الشعبية على الأسهم.

وأسس سون شركة "ترون" لتقنية البلوكتشين في 2017 والتي توسعت منذ ذلك الحين لتشمل العديد من عمليات ومنصات الحوسبة اللامركزية مثل "بيت تورينت"، و"ستيميت"، و"دي لايف".

نصيحة لوارن بافيت

وتصدر سون اهتمام الإعلام، عندما تبرع بمبلغ قياسي وصل إلى 4.6 مليون دولار في مزاد "وارن بافيت الخيري السنوي" من أجل تناول العشاء مع رجل الأعمال المسن. وأشار سون إلى أنه قد نصح بافيت بشراء بيتكوين وتيسلا عندما تناول العشاء معه العام الماضي.

وقال سون: "إيلون ماسك ليس مجرد رئيس تنفيذي، إنما أصبح يمثل ذلك النوع من "ثقافة الميم" ورمزاً للتوجه الذي يمثل الجيل الجديد" وأضاف سون "في المستقبل، سيكون مهماً مع انتشار ذلك النوع من التوجهات الاستثمارية التي يحركها المجتمع، أن يكون الرؤساء التنفيذيون للشركات أكثر تفاعلاً مع المجتمع، ومع قاعدة المعجبين بهم".

ويعمل سون أيضاً على إصدار صيني من "Clubhouse" وهو عبارة عن منصة لوسائل التواصل الاجتماعي باستخدام التسجيلات الصوتية والتي تم حظرها عن طريق الجهات الرقابية الصينية.

وقال سون: "يعد Clubhouse وسيلة فعالة جداً للأشخاص لتوسيع شبكة علاقاتهم الاجتماعية". وأضاف "لكن بالطبع لكل دولة قواعدها الخاصة وسيكون لدينا بالتأكيد نوع من الرقابة على المحتوى للمساعدة في تحديده وتعديله".

عالم العملات الرقمية

وتعرض سون لتوجيهات رقابية من قبل، حيث انتقدت أكبر وكالة أنباء حكومية صينية المحتوى الذي يقدمه تطبيق "بيو" المملوك لسون، والذي وصفت محتواه بالبذئ والإباحي. كذلك خضعت منصة "دي لايف" للبث المباشر التي استحوذت عليها "بيت تورينت" نهاية العام الماضي للتدقيق من جهات تحقيق أمريكية بعد اتهامها بضلوعها بدور في تأجيج أعمال الشغب التي طالت مجلس الشيوخ الأمريكي "الكابيتول". وقد امتنع سون عن التعليق على تلك الخلافات مع السلطات.

في الوقت نفسه، لم تستفد عملة ترون الرقمية المرتبطة بمؤسسة ترون بالارتفاعات الأخيرة التي استفادت منها بعض العملات الرقمية الأخرى في الأشهر الماضية نتيجة لحماس المستثمرين الأفراد. ما أدى لتراجعها إلى المرتبة العشرين من حيث القيمة السوقية بين العملات الرقمية وفقاً لتصنيف "كوين ماركت كاب".

وقال سون إنه ينوي الاستعانة بمزيد من المشاهير والفنانين للتسويق لعملة ترون كعملة رقمية "صديقة للميم" حيث قال: "الميم مهم جداً في عالم العملات الرقمية".