الشركات الأمريكية بالصين تتوقع نمو أعمالها في 2021

أبراج شاهقة في مدينة شنغهاي.. أكثر من نصف الشركات الأمريكية العاملة بالصين شهدت انخفاضاً بإيراداتها في 2020
أبراج شاهقة في مدينة شنغهاي.. أكثر من نصف الشركات الأمريكية العاملة بالصين شهدت انخفاضاً بإيراداتها في 2020 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أظهرت دراسة أجرتها غرفة التجارة الأمريكية أن الشركات الأمريكية في الصين تتوقع نمو أعمالها خلال 2021، بعد أن أدت جائحة كورونا إلى تراجع الأرباح العام الماضي، مع تزايد الآمال في أن يسعى البلدان إلى إصلاح العلاقات.

ويتوقع حوالي 81% من إجمالي 345 مسؤول شركة أمريكية شملهم المسح نمو أعمالهم بالصين خلال 2021، ويرى 45% منهم أن العلاقات بين البلدين بصدد التحسن، بزيادة قدرها 15 نقطة مئوية عن استطلاع العام الماضي، وفقا لتقرير صدر اليوم الثلاثاء.

ولفت جريج جيليجان، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين، إلى أن زيادة التفاؤل بشأن العلاقات الثنائية جاءت في ضوء انتخاب جو بايدن رئيساً جديداً للولايات المتحدة.

وأضاف جيليجان في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ : "نعتقد أن القضايا بمضمونها ستظل كما هي، لكن يجب أن تتحسن الأمور من ناحية الأسلوب بفضل المزيد من الإجراءات الدبلوماسية، بما في ذلك تفهم الاختلاف بالآراء والمصارحة وعودة الولايات المتحدة والصين إلى طاولة المفاوضات المباشرة".

ودعا جيليجان كِلا البلدين إلى استخدام آليات الأمن القومي وإنفاذ القانون "في أضيق الحدود المناسبة" من أجل توسعة الفرص التجارية.

بيئة الاستثمار

رأى نصف المشاركين في الاستطلاع أن بيئة الاستثمار بالصين تتحسن، بينما قال 12% فقط منهم إنها آخذة في التدهور، وهي أقل نسبة منذ طرح البند المتعلق ببيئة الاستثمار لأول مرة في استطلاع في عام 2012.

وأفاد المشاركون أن 56% من الشركات حققت أرباحاً عام 2020، وهي أقل نسبة منذ إجراء الاستطلاع قبل 19 عاماً، في حين تكبّدت 20% من الشركات خسائر خلال العام الماضي.

وكتب جيليجان في مقدمة الدراسة: "في ظل قيادة الصين للانتعاش الاقتصادي العالمي، واستلام الإدارة الأمريكية الجديدة لمقاليد الحكم، فإن أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية يشعرون بالتفاؤل الحذر إزاء نمو الأعمال في الصين".

وساهمت عوامل عدّة بالتأثير على نشاط الشركات الأمريكية في الصين، أبرزها تلك الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، كحدوث اضطرابات في قطاع السفر عالمياً، وعدم قدرة الموظفين المغتربين على العودة إلى الصين بسبب القيود الحكومية التي فُرضت على دخول البلاد، والتي ادّت جميعها إلى حالة من عدم اليقين بشأن اتخاذ القرارات التجارية والاستثمارية.

ورغم التفاؤل المتصاعد، لا تزال التوترات الثنائية بين البلدين تمثل التحدي التجاري الأكبر للشركات، تليها زيادة تكاليف العمالة، والمنافسة من الشركات المحلية الخاصة، والتفسير غير المتسق للقواعد التنظيمية، والإنفاذ غير الواضح للقوانين.

وأظهر الاستطلاع أن ضمان تكافؤ الفرص هو أفضل إجراء يمكن أن تتخذه بكين لمساعدة الشركات الأجنبية. وبدورها، يمكن لواشنطن أن تساعد في هذه العملية من خلال الامتناع عن الخطاب العدواني والتشدّد بتطبيق المعاملة بالمثل.

نقاط مُظلمة.. ومُضيئة

اعتبر المشاركون في الاستطلاع، الذي اُجري بين شهري أكتوبر ونوفمبر 2020، أن الشركات الأمريكية تلقت معاملة غير عادلة مقارنة بالشركات المحلية، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالنفاد إلى الأسواق والمشتريات العامة والدعم الحكومي. بينما أعرب أكثر من 60% من المشاركين عن ثقتهم في أن الحكومة ستفتح المزيد من الأسواق أمام الاستثمار الأجنبي.

رأى 37% فقط ممن شملهم الاستطلاع أن مخاطر عدم حماية الملكية الفكرية وتهديدات أمن تكنولوجيا المعلومات أكبر حجماً في الصين مقارنة بالأسواق الأخرى، وهو انخفاض مطرد من 54% في 2016.

بالنسبة للمحادثات التجارية الثنائية المستقبلية، يتطلّع 71% من المشاركين في الاستطلاع إلى رؤية تقدم في فتح المزيد من القطاعات والأسواق الصينية. في حين يريد 48% من المشاركين تعزيز حماية الملكية الفكرية، ويطالب 40% بخفض التعريفات الجمركية.

يخطط نحو ثلث المشاركين في الاستطلاع لخفض الاستثمار أو الإبقاء عليه دون تغيير عام 2021، بينما يعتزم 37% منهم زيادة الاستثمار بنسبة لا تزيد عن 10%.

الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا والصناعات الأخرى كثيفة الاعتماد على البحث والتطوير هي الأكثر تفاؤلاً بشأن نمو السوق عام 2021، ويتوقع 86% من المشاركين حدوث توسع أو نمو في هذا المجال.

وكانت التوقعات الأسوأ لشركات المنتجات الاستهلاكية، إذ تتوقع 13% منها انكماش السوق. وسجل أكثر من نصفها انخفاضاً في الإيرادات العام الماضي.