عقارات ميناء فيكتوريا في هونغ كونغ المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

من المقرر أن ترفع بنوك هونغ كونغ أسعار الفائدة الأساسية لأول مرة منذ أربع سنوات للتماشي مع التشديد القوي للسياسات المالية الذي اتخذه مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وهو أمر يضغط على ما تُعدّ واحدة من أغلى أسواق العقارات في العالم. وتوقّع جميع الاقتصاديين الاثني عشر الذين شملهم استطلاع "بلومبرغ" أن أسعار الفائدة الأساسية سترتفع هذا العام، وتوقّع بعضهم أن تزيد بنحو 100 نقطة أساس.

وارتفع معدل (سعر الفائدة السائد بين بنوك هونك كونغ خلال شهر واحد) المعروف اختصاراً "هيبور" (Hibor) للجلسة السابعة على التوالي ليتجاوز 1% للمرة الأولى منذ يونيو 2020.

التبعات على السوق العقارية

سوف يؤدي ارتفاع تكاليف الاقتراض إلى إجبار البنوك على نقل العبء في نهاية المطاف إلى المستهلكين. ومن شأن ذلك أن يضيف إلى التحديات التي تواجه مطوري المدينة المتمثلة في الضغوط الناجمة عن الهجرة الجماعية لسكان هونغ كونغ وانكماش الاقتصاد بسبب كوفيد. ويري كل من "غولدمان ساكس"، و"سيتي غروب"، و"يو بي إس" أن أسعار الفائدة المرتفعة هي أحد المحركات الرئيسية لانخفاض أسعار المساكن في هونغ كونغ، حيث توقع بنك "غولدمان ساكس" انخفاضاً في القيمة يبلغ 20% خلال أربع سنوات.

التماشي مع الفيدرالي

من المتوقع أن ترفع السلطة النقدية في هونغ كونغ سعر الفائدة الأساسية ليعكس ارتفاع سعر الفائدة الفيدرالي المتوقع بمقدار 75 نقطة أساس الأسبوع المقبل حيث تتماشى سياسة المدينة النقدية مع الولايات المتحدة بسبب ارتباط سعر صرف عملتها بالدولار. وكان البنك المركزي للمدينة عزز مشترياته من العملات هذا العام للحفاظ على هذا الارتباط، في حين زادت السيولة الوفيرة من جاذبية بيع الدولار المحلي مقابل الدولار الأمريكي ذي العوائد المرتفعة. وهو ما نتج عنه انخفاض بمقدار 60% تقريباً في سيولة المدينة الإجمالية عن الذروة في العام الماضي. وتقدّر "بلومبرغ إنتليجنس" التدفقات الخارجة بما يصل إلى 284 مليار دولار هونغ كونغ (36 مليار دولار) وارتفاع معدل "هيبور" بأكثر من 3% بحلول نهاية العام، وهي تهدف لدفع البنوك الكبرى إلى رفع أسعار الفائدة الرئيسية.

اقرأ أيضاً: هونغ كونغ تدافع عن نظام ربط عملتها بالدولار الأميركي

توقّع تسعة من أصل 12 اقتصادياً شملهم الاستطلاع أن تسجل أسعار المساكن انخفاضاً على أساس سنوي بحلول نهاية عام 2022. ويتوقع نصفهم أن يرتفع سعر الفائدة الرئيسي في هونغ كونغ بمقدار 25 نقطة أساس أو أقل بحلول نهاية العام، بينما توقع أربعة ارتفاعاً بمقدار 50 نقطة أساس. ويتوقع الخبيران الآخران زيادة بمقدار 75 نقطة أساس إلى 100 نقطة أساس.

ضغط أسعار الفائدة

يقول جاري نغ، كبير الاقتصاديين في بنك "ناتيكسيس" (Natixis): "مع استمرار استنزاف السيولة، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن بنوك هونغ كونغ ستحتاج إلى التكيف مع الاتجاه المتغير في النقد العالمي في وقت قريب من الربع الرابع". ويضيف: "قد لا تكون هونغ كونغ قادرة على تحدّي ضغط رفع أسعار الفائدة كما فعلت في 2016 و2018 ما لم يكن هناك انعكاس سريع في مزاج السوق".

كان سعر صرف دولار هونغ كونغ يبلغ 7.8494 مقابل الدولار الأميركي، في الساعة 7:20 مساءً بالتوقيت المحلي، أي ما يقرب من السعر الضعيف الذي يتراوح من 7.75 إلى 7.85 خلال نطاق التداول المسموح به. وهذا يعني أن تدخلات السلطة النقدية في هونغ كونغ المستمرة للدفاع عن ربط العملة قد تُبقي معدلات الاقتراض على مسار الارتفاع وتثبط سوق العقارات.

اقرأ أيضاً: يف تؤثر مشكلات "كورونا" على الاستثمار العقاري في هونغ كونغ؟

ذكر اقتصاديون في بنك "أو سي بي سي وينغ هانغ" (OCBC Wing Hang) بما في ذلك سيندي كيونغ أنه "في عام 2022، مع الهجرة الجماعية الكبيرة للسكان، وضعف التوقعات الاقتصادية، واحتمال التشديد القوي من قبل الاحتياطي الفيدرالي، يبدو أن سوق الإسكان في هونغ كونغ تتهيأ لعاصفة عظيمة".

وتوقعوا أن تنخفض أسعار العقارات السكنية الإجمالية في هونغ كونغ بمقدار 4% هذا العام، بعد أن سجلت زيادة طفيفة في عام 2021 بلغت 3.7%.