صفقات الاندماج... المفاجأة القادمة في قطاع طاقة الرياح الصيني

مجموعة من توربينات الرياح في الصين حيث تسعى البلاد لزيادة اعتمادها على الطاقة المتجددة للوفاء بتعهداتها المناخية
مجموعة من توربينات الرياح في الصين حيث تسعى البلاد لزيادة اعتمادها على الطاقة المتجددة للوفاء بتعهداتها المناخية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتجه قطاع طاقة الرياح في الصين إلى مرحلة من الاندماج بين الشركات، وذلك في ظل إقبال قياسي على تركيب تجهيزات هذا النوع من الطاقة، وفقاً لثاني أكبر مُصنِّعٍ لتوربينات الرياح في البلاد.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة "إنفجن"، لي تشانغ، في مقابلة، إن قطاع منتجي تجهيزات طاقة الرياح المزدحم بالفعل في البلاد، يرزح تحت ضغوط متنامية على الرغم من الطلب القوي.

وأضاف: "مستوى المنافسة يرتفع، وسيتجه السوق نحو الاندماج".

قطاع مُزدحم

وكان الاندفاع نحو مزيد من الاعتماد على الطاقة المتجددة المقترنة مع تحديد موعد نهائي للحصول على حوافز حكومية متعلقة، أدى لارتفاعٍ كبير في الإقبال على تركيب أجهزة طاقة الرياح في عام 2020، حيث أضافت الصين سعة جديدة من طاقة الرياح بمقدار يوازي ما أضافه العالم أجمع.

وتضمّ الصين أكبر سوق تجزئة لطاقة الرياح في العالم، حيث توجد 21 شركة على الأقل تزوِّد السوق بتوربينات الرياح على اليابسة، وفقاً لـ"بلومبرغ NEF".

وقد أسهمت أكبر خمس شركات في البلاد، بينها "إنفجن،" وشركة "شينجيانغ غولد ويند للعلوم والتكنولوجيا"، بحوالي ثلثيّ أجهزة طاقة الرياح التي جرى تركبيها في العام الماضي.

وأوضح "شانغ" في مقابلة هاتفية مؤخراً: "السوق سوف يصبح منطقياً أكثر"، مضيفاً: "يبحث كلّ الزبائن عن توربينات بجودة عالية، ولكن في الوقت عينه بتكلفة منخفضة".

أول عملية بيع كبرى

وكانت شركة "شيانغتان لتصنيع الكهرباء" قد باعت العام الماضي وحدتها الخاصة بطاقة الرياح إثر تقلُّص حصتها في السوق، وهي المرة الأولى التي تتغير فيها ملكية واحدة من أكبر عشر شركات لصناعة التوربينات في البلاد.

ويُتوقع أن تضيف الصين 29 غيغاواط إلى سعتها على اليابسة هذا العام، وهو مستوى أعلى من كل الدول الأخرى، لكنه مع ذلك يشكل تراجعاً بنسبة 46% مقارنة بمعدل عام 2020.

كذلك، يُتوقع أن يعود الطلب على مشاريع طاقة الرياح على اليابسة والمشاريع الشاطئية، ليتسارع مجدداً بحلول عام 2022، وذلك مع سعي الصين للالتزام بهدف تصفير الانبعاثات بحلول الموعد النهائي الذي حددته في عام 2060، بحسب المجلس العالمي لطاقة الرياح.

وفي هذا السياق، تبرز أيضاً فرص التصدير المستقبلية للصين مع نمو قطاع طاقة الرياح، بحسب "تشانغ".

وكان المجلس كشف في تقريرٍ صادر في مارس الماضي، أن دولاً مثل تشيلي وموزمبيق وفيتنام، حيث تستحوذ "إنفجن" على حصة كبيرة من السوق حالياً، تتجه لتصبح أسواقاً لنمو قطاع طاقة الرياح الصيني.

تنافسية عالمية

على هذا الصعيد، أصبح المنتجون الصينيون أكثر تنافسية مع الشركات العالمية الأخرى، بعد أن اضطروا للجوء إلى طرق مبتكرة خلال العام الماضي لتلبية الإقبال المتنامي الذي تطلب رفع السعة الإنتاجية، حيث تمكّن بعض المنتجين من خفض الوقت اللازم لصنع شفرة توربين ضخمة من 72 ساعة إلى 24 ساعة فقط، بحسب ليو وانغ، المحلل في "بلومبرغ NEF".

من جهتها، سرّعت "إنفجن" عملية الإنتاج الخاصة بها، واكتشفت مجالات أخرى للتوفير، بحسب "شانغ".

حيث استخدمت الشركة تقنية الاستشعار من أجل اكتشاف التصدعات الطفيفة في شفرات التوربينات الشاطئية، والتي غالباً ما تكون عرضة للصواعق، وهو ما يساعد في تفادي التوقف عن العمل لفترات طويلة.

وقد خفّضت الشركة بالتالي عدد الموظفين في مزارع الرياح الشاطئية من عشرة إلى موظفين اثنين فقط.

الإدراج في البورصة

وقال "شانغ" إن شركة "إنفجن" ذات الملكية الخاصة "منفتحة على سوق التداول العام"، برغم أن الشركة لم تحدد بعد أي جدول زمني محتمل لإدراجها في البورصة.

وكانت "إنفجن" التي تتخذ من شانغهاي مقراً لها أعلنت مؤخراً عن سلسلة من المشاريع والاستثمارات الجديدة، بينها معمل توربينات شاطئي في المملكة المتحدة.

كذلك، سوف تخصص "إنفجن" ما يصل إلى ملياريّ دولار لإنشاء مصنع لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية في شمال فرنسا من أجل إمداد شركة "رينو"، فيما تشيّد وحدة تابعة لها منشاة أخرى في ساندرلاند، شمال شرق إنجلترا.