"فورد" تقضم "أبل" للحصول على مذاق من "تسلا"

المصدر: غيتي إيمجز
Liam Denning
Liam Denning

Liam Denning is a Bloomberg Opinion columnist covering energy, mining and commodities. He previously was editor of the Wall Street Journal's Heard on the Street column and wrote for the Financial Times' Lex column. He was also an investment banker.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يحفل تاريخ صناعة السيارات بالأشخاص غير التقليديين. لي لاكوكا مثلاً، أعاد شركة "كرايسلر" (Chrysler) من حافة الهاوية في ثمانينات القرن الماضي. وآلان مولالي، رهن العلامة التجارية الزرقاء البيضاوية لـ"فورد موتور" (Ford Motor) لتجنب الإفلاس في 2008. وكارلوس غصن، كان لديه مثل هذا النوع من الخدع السحرية. وعندما يتعلق الأمر بالعصر الجديد للسيارات الكهربائية ذاتية القيادة، لا يمكن فهم "تسلا" (Tesla) سوى كامتداد لشخصية إيلون ماسك.

وبالتالي، فإن أنباء انشقاق دوغ فيلد من مشروع مركبات "أبل" إلى "فورد"، التي كشفت عنها "بلومبرغ نيوز" يوم الثلاثاء، هي أمر جلل. بالطبع، لن يتولى فيلد منصب المدير التنفيذي، بل سيعمل تحت إشراف جيم فارلي، المدير التنفيذي لـ"فورد"، حيث سيتولى منصب مدير التكنولوجيا المتقدمة ومسؤول الأنظمة المدمجة، علماً أن خبرته هائلة في كل الأمور الجديدة التي يريد فارلي أن تتفوق فيها "فورد".

إقرأ أيضاً: "فورد" توقف تصنيع السيارات في الهند متكبدة ملياريْ دولار

عندما تتأخر "تسلا".. يتقدم المنافسون والمستهلكون

بعد أن بدأ مسيرته المهنية في شركة "فورد"، عمل فيلد منذ ذلك الحين لصالح المخترع دين كامين، في شركة "ديكا" (DEKA) للأبحاث والتطوير، و"سيغواي" (Segway)، وقام بمهمّتين لشركة "أبل"، وكان مهندساً أول، وأحد المديرين التنفيذيين القلائل في "تسلا" المعنيين بالإشراف على طرح "موديل 3". المعروف أن ذلك انتهى بما يشبه الوصمة، في ظل صعوبات الإنتاج، والطلب من الموظفين عبر رسالة غريبة بالبريد إلكتروني، بأن يثبتوا خطأ مجموعة من الكارهين، ومن ثم إجازة طويلة، وخروج من الشركة.

التفسير المأمول لتلك الرسالة الأخيرة هي أن فيلد يجب أن يكون مدركاً جيداً لمخاطر تصنيع السيارات بكميات هائلة (لقد اكتسب بلا شك بعض الندوب القيمة مع "سيغواي" أيضاً)، وعلى أي حال، فهو يجلب مزيجاً من خبرة ديترويت ووادي السيليكون والاتصالات إلى شركة "فورد"، ولديه معرفة وثيقة بطموحات وقدرات منافسة هائلة، وهي "تسلا"، ومنافسة هائلة محتملة وهي "أبل". وربما يشير خروجه من الأخيرة إلى أن تهديداً تنافسياً معيناً لا يزال بعيد المنال، لكن من يدري؟ بعد كل شيء، إذا كان معدل الدوران في المناصب العليا يعني الموت، فإن "تسلا" كانت لتنتهي منذ سنوات.

إقرأ أيضاً: "تسلا" ترفع سعر طراز من سياراتها في الصين مع ارتفاع مبيعات أغسطس

فوق كل شيء، يشير وصول فيلد إلى "فورد"، إلى الهدف، بعد أن تذوق صانعو السيارات الحاليون، بما في ذلك "فورد"، سحر "تسلا" العام الجاري، وتمتعوا بارتفاعات حادة بعد الإعلان عن اتجاه كبير نحو السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي.

مع ذلك، كان الأمر مجرد مذاق مع تبدد الحماسة سريعاً. ويعد مضاعف ربحية "فورد" حالياً عند ثماني مرات جيداً بما يكفي مقارنة بالمستويات التاريخية، لكنه يبقى أقرب إلى شركات ميشيغان من كاليفورنيا.

ومن جديد، تؤكد الاستعانة بفيلد لبناء إمكانات "فورد" الرقمية واتصال السيارات بالإنترنت، التزام الشركة بالتحوّل، بغض النظر عن أي شيء، كما إنها أيضاً طريقة للاستفادة من مجموعة الطرازات الحالية قبل وقت طويل من سيطرة السيارات الكهربائية على السوق.

فد يهمك أيضاً: شريك "فولكس واجن" يقترب من اختبار سيارة ذاتية القيادة على الطرق الألمانية

إلى جانب الضجة التي أثارتها الشاحنة الكهربائية "إف 151 لايتننغ" (F-150 Lightning)، تحقق "فورد" انتصارات هادئة في أمور عادية، مثل التصنيع حسب الطلب، والإدارة المنهجية للمخزون. وتعتبر سيارة "موستانغ ماك- إي" (Mustang Mach-E) مربحة بالفعل بشكل خاص، وفقاً للشركة، وفي الوقت ذاته، تواصل "آرغو إيه آي" (Argo AI)، شريكة فورد في القيادة الذاتية، توسيع شبكة الاختبار الواسعة بالفعل.

هل هذا يضمن النجاح؟ بالطبع لا؛ فهذا هو مجال صناعة السيارات. يتطلب الأمر نجاح الكثير من الأشياء لإنتاج نموذج واحد فقط يجعل القلوب تتهافت عليه، ناهيك عن إعادة توجيه مسار صناعة بأكملها. مع ذلك، لا يمكنك الوصول إلى أي مكان دون أن تبدو على الأقل جاداً حياله، والميزة الأكثر إلحاحاً التي تكتسبها شركة "فورد" من توظيف فيلد، هي أنه يمكنها الآن أن تقول إن "فورد" هي المكان الذي يريد شخص مثل "فيلد" العمل فيه.