سقوط رائد أعمال روسي في مجال الأمن السيبراني بعدما خالف الكرملين

إيليا ساشكوف
إيليا ساشكوف المصدر: رويترز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

على هامش حفل توزيع الجوائز للشركات الذي استضافه الكرملين في فبراير عام 2019، تبادل رائد أعمال شاب يعمل في مجال الأمن السيبراني يدعى إيليا ساشكوف، أطراف الحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. تحت أنظار الكاميرات، دعا ساشكوف بوتين إلى زيارة مكاتب شركته "غروب – آي بي" (Group-IB) في موسكو من أجل الاطلاع شخصياً على تقنيات مكافحة القرصنة عالية الفعالية، قائلاً له: "سوف تذهل بالتأكيد".

اقرأ أيضاً: مايكروسوفت تتبنى حملة لتوظيف ربع مليون مختص في الأمن السيبراني

في تلك الفترة، كان ساشكوف قد بلغ أوج نجاحه. فهو الذي أسس شركة "غروب - آي بي" عندما كان طالباً جامعياً، ونجح في تحويلها من شركة استشارية صغيرة إلى واحدة من أهم الشركات الأمنية في روسيا. فقد ضمَّت الشركة المئات من الموظفين، وسعت إلى التوسع نحو الولايات المتحدة، وأوروبا، والشرق الأوسط، وآسيا، فيما جاب ساشكوف العالم، مقدِّماً نفسه كشخصية مبهرة في بزاته الأنيقة.

اقرأ المزيد: بعد تحذيرات "بايدن"... عصابة الفدية الروسية "ريفل" تختفي من الإنترنت

إلا أنَّ الحظ انقلب عليه، وها هو المدير التنفيذي السابق الذي جاب العالم في الماضي، يقبع اليوم خلف قضبان السجن، بعد إلقاء القبض عليه في شهر سبتمبر واتهامه بالخيانة.

أنكر ساشكوف البالغ من العمر 35 عاماً التهم، وهو يواجه حكماً قد يصل إلى عشرين عاماً في معسكر للعمل القسري.

خيانة الحكومة

ما تزال تفاصيل الجرائم التي اتهم بها ساشكوف محاطة بالسرّية على الصعيد الرسمي (لا تكشف السلطات الروسية عن التهم المحددة في قضايا الخيانة)، إلا أنَّ مقابلات مع نحو ستة أشخاص مطلعين على القضية، تشير إلى أنَّ الاعتقال المفاجئ لساشكوف يرتبط بواحدة من أشهر عمليات القرصنة التي قامت بها الحكومة.

تشمل التهم التي يواجهها، تزويد الحكومة الأمريكية بمعلومات حول فريق القرصنة في المديرية الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية "جي آر يو" (GRU)، وهو الفريق المعروف باسم "فانسي بير" (Fancy Bear) من قبل شركات الأمن السيبراني الأمريكية، المتهم بالتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، بحسب ما قال أربعة من أولئك الأشخاص لـ"بلومبرغ". وبفضل المعلومات التي قدَّمها ساشكوف؛ تمكنت الحكومة الأمريكية من كشف عملاء لجهاز "جي آر يو" متورطين في عملية القرصنة، بحسب ماورد عن ثلاثة أشخاص. وقد رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على القضية.

لم تستطع "بلومبرغ" تأكيد ما إذا كانت هذه الارتكابات المزعومة تشكل جزءاً من التهم المساقة ضد ساشكوف، فقد أفادت وسائل الإعلام الروسية أنَّ التهم تتعلق بحادث منفصل يعود إلى عام 2014.

لعبة خطرة

تكشف المقابلات مع أشخاص مطلعين على قضية ساشكوف، بما يشمل مجموعة من الشركاء المقربين، فضلاً عن موظفين سابقين في "غروب - آي بي"، ومسؤولين أمنيين سابقين روس ما يزالون على علاقة وثيقة بالحكومة، أنَّ ساشكوف سعى في السنوات الماضية إلى التودد للاستخبارات وأجهزة إنفاذ القانون الغربية. فقد كان يعمل على التخفيف من اعتماد شركته على العقود الحكومية الروسية، والدخول إلى الأسواق العالمية، فلعب لعبة خطرة أثارت شكوك الولايات المتحدة وروسيا تجاهه.

"هذا الأمر يرسل إشارة سيئة حول التعاون مع الولايات المتحدة"

إلا أنَّ شركة "غروب – آي بي" قالت لـ"بلومبرغ"، إنَّ عملها في مكافحة الجرائم السيبرانية، يستند حصراً إلى اتفاقات رسمية أو طلبات صادرة عن أجهزة إنفاذ القانون، وليس إلى أي علاقات غير رسمية. وقد رفض محامي ساشكوف، سيرغي أفاناسييف، التعليق على أي جانب من جوانب القضية.

من جهتها، قالت تاتيانا ستانوفايا، مؤسسة شركة الاستشارات السياسية "آر. بوليتيك" (R.Politik) والباحثة غير المقيمة في مركز كارنيغي موسكو: "بنظر بوتين، يشكل الخونة المشكلة الأشد خطورة". وأضافت: "هو يبغض الأشخاص الذين يسرِّبون المعلومات".

في حين يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الحصول على مساعدة أكبر من موسكو من أجل التصدي لهجمات برامج الفدية، وتعقّب عصابات القرصنة الإلكترونية التي تنشط في روسيا؛ فإنَّ محاكمة ساشكوف لا يبدو أنَّها تبشّر بالخير على هذ الصعيد، بحسب ما قاله كريستوفر باينتر، مسؤول الأمن السيبراني الأمريكي السابق رفيع المستوى، إذ قال باينتر: "هذا الأمر يرسل إشارة سيئة حول التعاون مع الولايات المتحدة".

أهم الزبائن

تختص شركة "غروب – آي بي" بجمع الأدلة الجنائية الرقمية، والتحقيق في عمليات القرصنة وغيرها من الخدمات، كما تبتكر تقنيات تبحث عن الخروقات في عمق شبكات الكمبيوتر. وتشمل قائمة زبائن الشركة الدائمين، شركات مملوكة من الدولة في روسيا؛ من بينها أكبر مصرفين في البلاد: "سبيربنك" (Sberbank)، و"في تي بي" (VTB)، بالإضافة إلى هيئات حكومية روسية مثل: وكالة الفضاء، والبنك المركزي، ووزارة الداخلية، ولجنة التحقيقات (الرديف الروسي لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي). وكانت الشركة قد حصلت على رخصة للتعامل مع معلومات حكومية سرية، بحسب مسؤولين أمنيين روسيين سابقين وموظف سابق. إلا أنَّ "غروب – آي بي" تنفي امتلاكها مثل هذه الرخصة.

قال ديمتري فولكوف، المؤسس الشريك لـ"غروب – آي بي" الذي يشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي في مقابلة مع "بلومبرغ" في أكتوبر، إنَّ روسيا شكلت أكثر من نصف إيرادات الشركة في العام الماضي، إلا أنَّه يتوقَّع أن تتراجع هذه النسبة إلى 40% بحلول نهاية عام 2021. وعلى الرغم من اعتقال ساشكوف، قال فولكوف، إنَّ الشركة ما تزال تبحث عن مستثمر أجنبي استراتيجي، وهي مستمرة في خطتها للقيام بطرح عام أولي في الأسواق العالمية.

كان فولكوف قال في نهاية شهر نوفمبر، إنَّ ساشكوف بنى جسوراً مع أجهزة إنفاذ القانون الدولية بما أنَّه "كان دائماً يرى أنَّ دور الشركة الأساسي هو محاربة الجريمة السيبرانية حول العالم، وحماية زبائن الشركة". وأضاف فولكوف أنَّه على الرغم من أنَّ "غروب – آي بي" تمتلك المعرفة التي تمكّنها من مواجهة المجرمين السيبرانيين، إلا أَّن "أجهزة إنفاذ القانون هي الموكلة بتحقيق العدالة، وضمان إلقاء القبض على المرتكبين حتى لايعودوا إلى تشكيل تهديد على أي شخص. هذه استراتيجية (غروب – آي بي) العالمية في كلِّ مناطق وجودنا".

التوسّع عالمياً

بعد أربعة أشهر من حفل توزيع الجوائز في الكرملين؛ نقلت "غروب – آي بي" مقرّها من موسكو إلى سنغافورة، في مسعى لدعم طموح ساشكوف في بناء مركز نفوذ دولي. كما افتتحت في العام الماضي مكاتب لها في أمستردام ودبي. وقد سعى ساشكوف إلى تعزيز مكانته على الصعيد الدولي، من خلال العمل مع أجهزة إنفاذ القانون الغربية، بحسب أربعة أشخاص مطلعين على القضية.

تصف ليودميلا ساشكوفا، والدة ساشكوف ابنها بأنَّه رجل يطمح إلى تحقيق أهدافه، ولا يخاف تحمل المسؤولية، وهو مولع بالأبحاث، و"نصير للعدالة". وقالت في بيان مكتوب لـ"بلومبرغ" من خلال "غروب – آي بي"، إنَّ ابنها استمد إلهامه لتأسيس شركة الأمن السيبراني بعد أن قرأ كتاباً من تأليف عميلَي أمن سيبرانيين في القوات الجوية الأمريكية، يحمل اسم: "الاستجابة للحدث: التحقيق في جرائم الكمبيوتر" (Incident Response: Investigating Computer Crime,).

تحت مظلة محاربة الجريمة السيبرانية، تروّج شركة "غروب – أي بي" على موقعها الإلكتروني لاتفاقيات تعاونها مع الإنتربول واليوروبول وغيرهما من أجهزة إنفاذ القانون الأجنبية، التي قد تعتبر شراكات عادية بالنسبة إلى شركات التكنولوجيا الغربية. ولكن من خلال تودّده لمسؤولين غربيين، فيما كان يواصل العمل مع الحكومة في روسيا؛ فإنَّ ساشكوف كان يتأرجح على حبل معلق.

لقد تورط مع شبكة معقّدة من خبراء التكنولوجيا والمسؤولين الاستخباراتيين الروس الذين يواجهون حالياً تهم الخيانة، بحسب تقارير سابقة نشرت في الإعلام الروسي، وتقرير جديد نشرته "بلومبرغ".

من بين الشخصيات الرئيسية سيرغي ميخائيلوف، البالغ من العمر 47 عاماً، وهو مسؤول سابق في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "إف إس بي" (FSB) الذي خلَف جهاز الاستخبارات السوفياتي "كي جي بي" (KGB)، وهو الرجل الذي سبق وقاد تحقيقات في جرائم سيبرانية في روسيا.

شاهد زور

تم اعتقال ميخائيلوف في موسكو في ديسمبر عام 2016 بعد شهر واحد من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتوجيه تهمة الخيانة له. وتمت إدانته في عام 2019، وحُكم بالسجن لمدة 22 سنة في محاكمة كان ساشكوف شاهداً رئيسياً فيها لمصلحة الادعاء، بحسب فريق الدفاع عن ميخائيلوف الذي اتهم ساشكوف بتقديم شهادة مزورة.

على الرغم من أنَّه لم يتم الكشف بعد عن التفاصيل الرسمية المتعلقة بالقضية؛ إلا أنَّ ثلاثة أشخاص مقربين من ساشكوف وميخائيلوف يقولون، إنَّ الاثنين كانا على معرفة ببعضهما، وعملا معاً لسنوات، بما يشمل التعاون مع حكومات أجنبية. وقدَّم الاثنان في نهاية المطاف معلومات إلى مسؤولين غربيين ساعدت الولايات المتحدة على إثبات تورّط روسيا في عمليات القرصنة خلال الانتخابات، بحسب الأشخاص الثلاثة. وقد مكّن هذا الاكتشاف الحكومة الأمريكية من فرض عقوبات على مسؤولين كبار في جهاز "جي آر يو"، وتوجيه اتهامات لـ12 من عملائه المزعومين. ولم يستجب الـ"إف إس بي" لطلب التعليق حول ما إذا كانت محاكمة ساشكوف مرتبطة بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016.

ترتبط تهمة الخيانة التي يواجهها ميخائيلوف وساشكوف بالنزاع القديم بين جهازّي "جي آر يو" و"إف إس بي" اللذين يتنافسان على الموارد والسطوة في العديد من المجالات، بينها عمليات القرصنة الأجنبية، بحسب ثلاثة أشخاص مطلعين على القضية.

التحقيقات الأمريكية

كانت شركة "كرواد سترايك هولدينغز" (Crowdstrike Holdings) الأمريكية المتخصصة بمكافحة الجريمة السيبرانية، التي تم تكليفها في عام 2016 في التحقيق بعملية القرصنة التي طالت اللجنة الوطنية الديمقراطية، قد حمّلت جهاز "جي آر يو" مسؤولية الخرق وتسريب وثائق سرية داخلية، وعادت وكالات الاستخبارات الأمريكية وتبنّت نتيجة هذه التحقيقات. وقد وجدت "كرواد سترايك" أنَّ كلاً من جهازَي "جي آر يو"، و"إف إس بي" انتهكا خوادم اللجنة الوطنية الديمقراطية في إطار عمليات منفصلة في عامي 2015 و2016، مما يشير إلى وجود منافسة بين الجهازين.

أدت عملية قرصنة خوادم اللجنة الوطنية الديمقراطية إلى نشر منظمة "ويكيليكس" حوالي 200 رسالة إلكترونية خاصة قبيل انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي اختار هيلاري كلنتون كمرشحة رئاسية عن الحزب في يوليو 2016. وكشفت الوثائق حينها عن مساعٍ قام بها مسؤولون في الحزب لتقويض المنافس الرئيسي لكلينتون، بيرني ساندرز، مما أجبر رئيسة اللجنة الوطنية الديمقراطية على الاستقالة. وقد عزت كلينتون هزيمتها في الانتخابات العامة أمام دونالد ترمب في وقت لاحق إلى التدخل الروسي. إلا أنَّ بوتين نفى مراراً وتكراراً أن تكون الدولة الروسية قد تدخلت في الانتخابات الأمريكية.

اعتقال في سويسرا

نقلت "بلومبرغ" عن ثلاثة أشخاص مطلعين على قضية ساشكوف، أنَّ من الأسباب التي ربما أدت إلى استهدافه، أنَّه قام بتزويد وكالات غربية بمعلومات عن فلاديسلاف كليوشين، مؤسس شركة أمن سيبراني أخرى مرتبطة بالكرملين، و كان قد تم اعتقاله من قبل السلطات السويسرية بطلب أمريكي في مارس الماضي بعد أن ترجّل من طائرة خاصة، وهو في طريقه لقضاء عطلة تزلج مع عائلته.

يقبع كليوشين البالغ من العمر 41 عاماً في سجن ذي حراسة مشددة في سويسرا منذ ذلك الوقت، وهو يحارب ضد تسليمه إلى الولايات المتحدة، إذ يواجه تهم المضاربة من الداخل. وقال محاميه، أوليفييه سيريك، إنَّ السلطات الأمريكية تسعى إلى اتهام موكله بالوقوف خلف عملية القرصنة خلال الانتخابات. وهو يرى أنَّه تم اختلاق تهمة المضاربة من الداخل كـ"ذريعة" بهدف جلب كليوشين إلى الولايات المتحدة للضغط عليه من أجل الإفشاء بمعلومات حول العملية.

قال كليوشين الذي تحدث من خلال محاميه إلى "بلومبرغ"، إنَّه لا يعرف سبب اعتقاله في مارس وليس قبل ذلك، مشيراً إلى أنَّه كان يسافر بحرية إلى أوروبا قبل ذلك. وأضاف أنَّه لا يعرف ما إذا قدَّم ميخائيلوف وساشكوف أي معلومات عنه، ولا يعرف شيئاً عن أي تعاون محتمل بين شركة "غروب – آي بي"، وأجهزة الاستخبارات الغربية.

معلومات تضر الكرملين

يمتلك كليوشن بحراً من المعلومات حول التدخل الروسي في الانتخابات عام 2016، ومن شأن تسليمه إلى الولايات المتحدة أن يلحق ضرراً كبيراً بالكرملين، وفق ما أدلى به شخصان على اطلاع على المسألة.

كليوشن؛ هو صاحب شركة "أم 13" التي يفيد موقعها الإلكتروني بأنَّها تقدّم خدمات متابعة إعلامية لصالح الكرملين ووزارة الدفاع وغيرهما من المؤسسات الروسية. ويشار إلى أنَّ إيفان ييرماكوف كان أحد الموظفين المهمين لدى كليوشن كان، وهو من بين 12 عميلاً مزعوماً لجهاز "جي آر يو" ممن تم توجيه الاتهامات إليهم في الولايات المتحدة على خلفية عملية القرصنة خلال الانتخابات، فضلاً عن أنَّه أحد المتهمين الآخرين في قضية المضاربة من الداخل المرفوعة ضد كليوشن، بحسب المستندات القضائية الأمريكية التي اطلعت عليها "بلومبرغ".

بالنسبة إلى ساشكوف؛ بدأت بوادر الخطر في الأسابيع الأخيرة قبل اعتقاله في سبتمبر. فقد أخبر زملاء له بأنه تم تحذيره من مغادرة البلاد، وقال شخص مقرب منه، إنَّه كان يخشى الاعتقال. ويزعم أنَّ ساشكوف قال لشخص آخر، إنَّه إذا اكتشفت السلطات الروسية المعلومات التي كشف عنها؛ فإنَّها سوف تقوم بتصفيته.

بانتظار المحاكمة

مصير ساشكوف معلّق على محاكمة سرية يقول محامو الدفاع عنها، إنَّها قد لا تبدأ قبل 12 إلى 18 شهراً. وهو حالياً رهن الاعتقال في سجن "ليفورتوفو" سيئ السمعة في موسكو، الذي كان تابعاً في الماضي لـ"كي جي بي"، ولديه تاريخ طويل كسجن للمعتقلين السياسيين، إذ يُعرف بظروفه القاسية والقواعد الصارمة التي تقيّد التواصل مع المعتقلين. وكان مراقب عام يهتم بحقوق الإنسان قد زار ساشكوف في أكتوبر، وقال، إنَّ الأخير أبلغه أنَّه غير قادر على إرسال وتلقي الرسائل، وهو يعاني من شبه فراغ على صعيد المعلومات.

إلا أنَّ أفاناسييف، محامي ساشكوف قال في 22 نوفمبر، إنَّ ظروف اعتقاله تحسّنت. فقد تم نقله إلى زنزانة أفضل، وبات قادراً على تلقي الرسائل، وتم تأمين أدوية له مع طعام يتناسب مع احتياجاته الغذائية، إلا أنَّه حتى الأول من ديسمبر لم يكن قد تلقى أي زيارة عائلية بعد. كما قال، إنَّ ساشكوف "يقدّم شهادة" إلى المحققين من خلف القضبان.

كان ساشكوف الذي تم تمديد فترة اعتقاله ما قبل المحاكمة إلى ثلاثة أشهر إضافية حتى 28 فبراير، قد وجّه رسالة من خلال محاميه طلب فيها من بوتين استبدال سجنه بالإقامة الجبرية. وقال في الرسالة بحسب أفاناسييف: "أنا لست خائناً، ولا جاسوساً، أنا مهندس روسي".