أستراليا تعوّل على تعافي السياحة مع إعادة فتح الحدود أمام الزائرين

أستراليا تعيد فتح حدودها الدولية أمام الزائرين
أستراليا تعيد فتح حدودها الدولية أمام الزائرين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أخيراً، سيتمكن السياح من الاستمتاع بغمس أصابع أقدامهم في مياه شاطئ "بوندي"، والغوص في الحيد المرجاني العظيم، والقيادة على طول طريق المحيط العظيم مرة أخرى.

أعادت أستراليا فتح حدودها الدولية أمام الزائرين، الذين تلقوا جرعات مزدوجة من اللقاحات، يوم الإثنين، وذلك بعد ما يقرب من عامين من حظر السفر الصارم، الذي كانت قد فرضته لوقف انتشار كورونا.

طالع المزيد: أستراليا تفتح حدودها للزائرين الدوليين بعد عامين من التقييد

هو يوم طال انتظاره بالنسبة لقطاع السياحة- الذي وظّف حوالي 5% من القوى العاملة في البلاد وساهم بنسبة 3% في الاقتصاد قبل تفشي الوباء. يذكر أن القطاع كان يعاني بالفعل في أوائل عام 2020 من حرائق الغابات المدمرة.

قال توني براون، الذي يدير شركة "ترو بلو سايلينغ" (True Blue Sailing) في جزر ويتسانداي بولاية كوينزلاند، إنه لديه شعور إيجابي حقاً بشأن إعادة فتح الحدود، مضيفاً أنه كان يتلقي طلبات لحجز رحلات حتى ديسمبر من العام الجاري. تابع براون:"ذلك يظهر وجود مستوى من الثقة افتقدته السوق خلال بعض السنوات الماضية".

اقرأ المزيد: أستراليا تعتزم فتح أبوابها أمام السياحة الأجنبية بعد عامين من الإغلاق

بحسب مدير شركة السياحة الأسترالية، فإن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن تعود صناعة السياحة إلى ما كانت عليه بشكل كامل، حيث أغلقت قطاعات من البنية التحتية للحجوزات برمتها أثناء الوباء، مضيفاً: "لقد اختفى نظام الحجز الذي قام عليه قطاع السياحة على مستوى أستراليا وحسب".

يُعدّ زوال سياسة التحصين الأسترالية، التي تم تسليط الضوء عليها عندما تم ترحيل نجم التنس غير الملقح، نوفاك ديوكوفيتش، في وقت سابق من هذا العام، أحدث خطوة في تحوّل الأمة نحو التعايش مع الفيروس.

طالع أيضاً: كورونا يؤجل "فقاعة السفر" بين أستراليا وسنغافورة لنهاية 2021

يتضمن النهج الجديد إدارة التفشي الحالي لمتغير "أوميكرون" دون اللجوء إلى عمليات الإغلاق، بعد أن حققت الدولة معدل تطعيم بنسبة 94% للأشخاص البالغة أعمارهم 16 عاماً فأكثر، وكذلك بدء إطلاق حملة اللقاحات المعززة.

حالياً، لا يوجد سوى عدد قليل من الحكومات التي تتشبث بسياسة "كوفيد" الصفرية، بما في ذلك هونغ كونغ، التي تخوض معركةً بائسة ضد معدلات العدوى المتصاعدة مع خطط لإجراء اختبارات شاملة لسكان المدينة بأسرها. وكذلك، نيوزيلندا التي تبقي على إغلاق حدودها أمام السياح في الوقت الحالي، بينما تصارع لاحتواء موجة "أوميكرون".

دعوة السائحين لزيارة أستراليا

محاولة إغراء السياح بالصعود على متن مثل هذه الرحلة الطويلة لزيارة أستراليا ليست بالمهمة السهلة، بغض النظر عن مدى جاذبية الوجهة. الأمر الذي جعل هيئة السياحة الأسترالية تطلق حملة ترويجية جديدة، في الأسبوع الماضي، بقيمة 40 مليون دولار أسترالي (28.8 مليون دولار) في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة تحت شعار "لا ترضَ بالأقل. اذهب إلى أستراليا".

سوزان كوجهيل، مديرة قطاع التسويق في هيئة السياحة الأسترالية، قالت في بيان: "لقد أخذنا في الاعتبار، أيضاً، الوجهات والمدن الشعبية التي تأثرت أكثر من غيرها بالوباء ووضعناها في دائرة الضوء".

من ناحيةٍ أخرى، سيعطى عدد الوافدين من الصين نظرة متبصرة على حالة العلاقات بين أستراليا وأكبر شريك تجاري لها. كانت العلاقات قد توترت بين البلدين، حتى قبل أن يدعو رئيس الوزراء، سكوت موريسون، إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن نشأة فيروس كورونا، مما أثار حنق بكين، التي ردت بفرض إجراءات تجارية انتقامية على السلع الأسترالية من الفحم إلى الشعير والكركند والنبيذ.

دفعة لصناعات الخدمات

هذا، وستشكل إعادة فتح الحدود دفعة كبيرة لصناعات الخدمات الرئيسية في أستراليا، مع التدفق المحتمل للطلاب، والمصطافين العاملين، وحاملي التأشيرات المهرة، مما يتيح إمكانية سد عجز القدرة المالية الذي تواجهه سوق العمل.

قال رئيس الوزراء، موريسون، قبل إعادة فتح الحدود: "انتهى وقت الانتظار. هناك أكثر من 1.2 مليون شخص حول العالم حصلوا على تأشيرة دخول ويمكنهم القدوم إلى بلادنا. للسياح في جميع أنحاء العالم، احزموا حقائبكم، تعالوا واستمتعوا بواحدة من أعظم التجارب التي يمكنكم تصورها على الإطلاق".

وقريباً، سيتمكن الزوار من زيارة ولاية أستراليا الغربية، حيث تُعدّ الشعاب المرجانية بساحل نينغالو ومدينة مارغريت ريفر، التي تشتهر بصناعة النبيذ من بين مناطق الجذب الرئيسية. حيث ستنهي الولاية، التي تُعدّ مركز صناعة التعدين المربحة في البلاد، وموطن أكثر من 2.6 مليون شخص، أخيراً، سياسة "كوفيد" الصفرية الصارمة ونظام إغلاق الحدود المحلي والدولي المقيد، في 3 مارس.

كان رئيس وزراء أستراليا الغربية، مارك مكغوان، قد أعلن يوم الجمعة عن موعد رفع القيود الحدودية، معترفاً بأن الفيروس موجود بالفعل في الولاية و"لا يمكننا وقف انتشاره".

أستراليا الغربية

كما أعادت ولاية أستراليا الغربية، أيضاً، فرض قيود على السعة في أماكن الضيافة، حيث إنها تسجل ارتفاعاً في المعدلات اليومية لحالات الإصابة بـ"كوفيد-19" بعدما انخفضت مع السيطرة على العدوى خلال معظم فترة تفشي الوباء. في المقابل، استمرت الإصابات في الانخفاض وتخفيف القيود في معظم أنحاء البلاد الأخرى.

قالت جينيفر ويستاكوت، الرئيسة التنفيذية لمجلس الأعمال الأسترالي، إن قرار التخلي عن القيود الحدودية في غرب أستراليا كان حاسماً في جذب "الأشخاص والأفكار والاستثمار" إلى البلاد.

من جانبه، تعهد ماكغوان بمنح 77 مليون دولار أسترالي (55.5 مليون دولار) للصناعات التي تأثرت بالتأخير على الحدود، بما في ذلك شركات السياحة. لكن إيفان هول الرئيس التنفيذي لهيئة السياحة الأسترالية في الولاية، قال في بيان، إن العديد من الشركات ""كافحت من أجل البقاء" حتى مع الإعانات الحكومية. وأضاف هول: "سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تتعافى شركات السياحة".