ما الذي يجعل "دونيتسك" و"لوهانسك" في صميم خطة بوتين؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إلى اليمين) يحضر مراسم التوقيع على الوثائق، بما في ذلك مرسوم يعترف بمنطقتين انفصاليتين تدعمهما روسيا في شرق أوكرانيا على أنهما مستقلتان، مع زعماء الجمهوريتين اللتين نصبتا نفسيهما ليونيد باشنيك (يسار) ودينيس بوشيلين (وسط) خلال حفل أقيم في الكرملين في موسكو في 21 فبراير 2022.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إلى اليمين) يحضر مراسم التوقيع على الوثائق، بما في ذلك مرسوم يعترف بمنطقتين انفصاليتين تدعمهما روسيا في شرق أوكرانيا على أنهما مستقلتان، مع زعماء الجمهوريتين اللتين نصبتا نفسيهما ليونيد باشنيك (يسار) ودينيس بوشيلين (وسط) خلال حفل أقيم في الكرملين في موسكو في 21 فبراير 2022. المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

زاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حدة التوترات بشأن أوكرانيا بإعلانه اعترافه بزوج من الجمهوريات الانفصالية التي نصَّبت نفسها بنفسها في شرق أوكرانيا.

كما صرّح أيضاً بأنه سيرسل "قوات حفظ سلام" إلى جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين، مما أثار مخاوف الولايات المتحدة وأوروبا من أن موسكو تتحرك للسيطرة على الأراضي المعترف بها دولياً كجزء من أوكرانيا.

اقرأ أيضاً: الأزمة الأوكرانية تبرز مكاسب السعودية في أسواق الطاقة والسياسة العالمية

يُشار إلى أن روسيا نفت مراراً أنها تخطط لأي هجوم، وقال بوتين إن بلاده لا تُفكِّر في ضم المنطقة. ومع ذلك، فإن المرسوم هو أحدث خطوة في حملة بوتين التي استمرت 20 عاماً لاستعادة هيمنة روسيا على جيرانها السوفيت السابقين ومنعهم من إقامة علاقات أوثق مع الغرب.

وفيما يلي نظرة فاحصة على المنطقتين ولماذا أصبحتا الآن في مركز الاهتمام:

مَن هما الجمهوريتان الشعبيتان دونيتسك ولوهانسك؟

كانتا في يوم من الأيام قلب أوكرانيا الصناعي، وجزءاً من المقاطعات الناطقة بالروسية إلى حد كبير في جنوب شرق البلاد. وقد سيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على المناطق الواقعة على طول الحدود بين البلدين بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي للكرملين، وهي خطوة تزامنت مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014؛ حيث أسفر الصراع عن مقتل حوالي 14,000 شخص وخلّف أكثر من 1.4 مليون نازح داخلي في أوكرانيا، وفقاً لبيانات الحكومة.

وفي الواقع، يسيطر المتمردون على حوالي ثلث المقاطعتين، ويطلقون عليهما اسم جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية؛ ولكن لم تعترف بهما أية دولة قبل روسيا التي تُقدّم لهما الدعم المالي والعسكري منذ تشكيلهما، كما منحت جوازات سفر روسية لمئات الآلاف من الأشخاص هناك.

لماذا هما في بؤرة التركيز الآن؟

تريد روسيا أن تحصل دونيتسك ولوهانسك على الحكم الذاتي الذي يمنحهما حق النقض (الفيتو) الفعال بشأن التحولات الرئيسية في توجّه أوكرانيا- أي التكامل مع الغرب المدعوم بأغلبية كبيرة من سكان البلاد البالغ عددهم 41 مليون نسمة. وسيكون ذلك بمثابة انتحار سياسي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يكافح من أجل تعزيز النمو الاقتصادي وكبح الفساد. وقال للدبلوماسيين إن أوكرانيا بحاجة إلى "منظور واضح للغاية" بشأن عضويتها في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في حين قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إن الحلف يواصل دعم جهود أوكرانيا لتصبح عضواً.

بالنسبة إلى بوتين.. القلق هو الهدوء الجديد

كيف فاز بوتين وبايدن وخسرت أوكرانيا في الأزمة الأخيرة؟

ولطالما كان وقف إطلاق النار في المنطقة هشاً، مع آلاف الانتهاكات كل عام، وفقاً لمراقبين دوليين. وفي ظل حالة التأهب الحالية وحشد الآلاف من القوات الروسية على طول الحدود الأوكرانية، فإن هذه المنطقة هي الأكثر احتمالاً لإشعال شرارة صراع أوسع.

يُشار إلى أن روسيا عرضت الجنسية على سكان المناطق الانفصالية، ويمكن استخدام تهديد حياتهم كمبرر لمزيد من الإجراءات.

لماذا الغرب مهتم؟

إذا ثبتت تحذيرات الولايات المتحدة من وقوع غزو، فقد يمثل ذلك أسوأ أزمة أمنية أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث ستبدو التوترات التي أثارها استيلاء بوتين على شبه جزيرة القرم والقتال السابق في شرق أوكرانيا مشكلات بسيطة بالمقارنة. كما تضع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة اللمسات الأخيرة على حزمة من العقوبات في حال غزت روسيا أوكرانيا، حيث تشمل الإجراءات المحتملة استهداف أصحاب المليارات، وفرض قيود إضافية على الديون السيادية، وتعطيل قدرة المقرضين على استخدام الدولارات، أو حظر خط أنابيب الغاز الطبيعي الجديد "نورد ستريم 2" بين روسيا وألمانيا.

اقرأ أيضاً: "ثمن هتلر"..كيف أصبحت ألمانيا الحلقة الأضعف أوروبياً في الأزمة الأوكرانية؟

استثمر الغرب الكثير من الأموال في نجاح أوكرانيا، حيث قدّم صندوق النقد الدولي الدعم للدولة، وتدفقت مليارات الدولارات من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي عليها. كذلك قدّمت الولايات المتحدة ضمانات قروض ومساعدات عسكرية.