جني أرباح يهبط بأسعار القمح دون مستوياتها التاريخية

واردات مصر من القمح الروسي والأوكراني بلغت 86% خلال عام 2020
واردات مصر من القمح الروسي والأوكراني بلغت 86% خلال عام 2020 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هبطت أسعار القمح من أعلى مستوياتها على الإطلاق، اليوم الثلاثاء، بعد أن وقف التجار على تأثير حرب روسيا في أوكرانيا، والتي حجبت واحدة من بين أكبر سلال الخبز على مستوى العالم، والتي دفعت الأسعار لتجاوز مستويات أزمة الغذاء العالمية عام 2008.

هبطت أسعار العقود المستقبلية في بورصة شيكاغو بنسبة 7.1% لتبلغ 12.02 دولار لكل بوشل عقب صعودها بنسبة 5.4% إلى 13.63 دولار للبوشل بعد افتتاح التداول مباشرة، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق.

جرى كبح الأسعار من خلال الحد الأقصى للزيادة اليومية خلال الأيام الستة الماضية، لذلك من المحتمل أن يكون المستثمرون قد قرروا جني الأرباح بمجرد بلوغ الأسعار أعلى مستوياتها في التاريخ، لكن ما يزال العالم يواجه أزمة إمدادات ضخمة حيث أسفرت الحرب بالفعل عن وقف ما يفوق ربع صادرات القمح حول العالم.

اقرأ أيضاً.. مخاوف شُح الإمدادات ترفع أسعار القمح لأعلى مستوى في 14 عاماً

نهاية صعود الأسعار

قال توبين جوري، الخبير الاستراتيجي الزراعي في مصرف "كومنولث بنك أوف أستراليا": "ستوجد نقطة الآن ينتهي عندها هذا الضيق، وليس من الممكن أن يواصل السعر الصعود إلى الأبد، رغم ذلك، ما تزال المشكلات التي قادت الأسعار إلى مستويات مرتفعة للغاية موجودة، والتي ستنطوي على زيادة الأسعار بدولار واحد أو أدنى من ذلك، وربما لا تتلاشى سريعاً للغاية".

كانت أسعار العقود المستقبلية أيضاً تتقدم على السوق الفورية في الولايات المتحدة، حيث كان بعض المشترين عاجزين أمام الأسعار العالية.

بداية من الحقول إلى مصانع المعالجة ووصولاً إلى الموانئ، أسفر الغزو الروسي عن توقف أنشطة الزراعة في أوكرانيا، كما تواجه أعمال الزراعة والحصاد خلال السنة الجارية تهديداً جراء العجز في إمدادات البذور والأسمدة ويفر المزارعون بعيداً عن مناطق القتال قبيل أسابيع فقط من بدء العمل في الحقول في فصل الربيع.

جرى تقييد التجارة مع روسيا إثر اندلاع الحرب والعقوبات الشاملة المفروضة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا. لا تورد أوكرانيا وروسيا فقط ما يزيد على ربع شحنات القمح حول العالم، بيد أنهما أيضاً من بين كبار المصدرين للذرة والشعير وزيت عباد الشمس. يجري تداول الذرة على مقربة من مستوى هو الأعلى منذ سنة سنة 2012، بينما بلغ زيت فول الصويا وزيت النخيل مستويات قياسية.

تضخم أسعار الغذاء

بلغت تكاليف الغذاء فعلاً مستويات قياسية على مستوى العالم، والصعود الهائل في أسعار الحبوب وزيت الطهي منذ الغزو الروسي لن يسفر سوى عن صعودها، وهو ما سيدفع المزيد من الأشخاص إلى براثن الجوع ويوسع من الإنفاق الحكومي على دعم المواد الغذائية.

أثار ارتفاع الأسعار مخاوف تتعلق بالأمن الغذائي وحرك ذكريات تعود لما يزيد عن عقد من الزمان، عندما نتج عن صعود الأسعار أعمال شغب بسبب الغذاء في أكثر من 30 دولة، بما فيها منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، وساهم ذلك في الصراع السياسي وثورات الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط.

ارتفعت أسعار كل من القمح والأرز، وهما أهم سلعتين غذائيتين، خلال النصف الأول من سنة 2008 إلى ما كان يعد مستويات قياسية في ذلك الحين. أما خلال العام الجاري، فبينما صعد سعر القمح بزيادة هائلة، كان تراجع سعر الأرز مقترباً فقط من أعلى مستوى له منذ شهر مايو 2020.

يتنامى صعود أسعار الخبز غير المدعوم في مصر، التي تعد أكبر مستورد للقمح في العالم، فيما تدرس الحكومة زيادة سعر الخبز المدعم الذي يستهلكه ملايين المواطنين.

وزير لـ"الشرق": ارتفاع القمح عالمياً يكلف مصر 15 مليار جنيه

لجأت الحكومات حول العالم لاتخاذ تدابير للحفاظ على الإمدادات الغذائية. ستشرع صربيا في خفض صادرات القمح وتفرض المجر حظراً على شحنات الحبوب.

تحركت أيضاً كل من الأرجنتين وتركيا وإندونيسيا باتجاه زيادة التحكم في المنتجات المحلية. تحاول الصين، التي تعد أكبر مستورد للذرة وفول الصويا وواحدة من بين أكبر مشتري القمح، تأمين الحصول على الإمدادات الأساسية.