مخاوف الركود التضخمي تُدمي مؤشرات الأسهم وأسواق السلع

هل التضخم مؤقت أم سيستمر طويلاً؟.. هذا هو السؤال الأهم حالياً في وول ستريت
هل التضخم مؤقت أم سيستمر طويلاً؟.. هذا هو السؤال الأهم حالياً في وول ستريت المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انعكست مخاوف الركود التضخمي والسياسة التشددية للبنوك المركزية على مؤشرات أسواق الأسهم العالمية وأسواق السلع، لتهبط الأسواق الأوروبية لأدنى مستوى في 3 أشهر، فيما زادت الأسواق الأميركية من حدة تراجعاتها ليهبط مؤشر داوجونز لأدنى مستوى منذ فبراير الماضي مع تراجعه في مستهل تعاملات اليوم الإثنين بنسبة تجاوزت 2%.

كذلك هبطت مؤشرات أسواق الأسهم الآسيوية عند الإغلاق بنسب تجاوزت 3% تصدرها مؤشر هانغ سينغ بانخفاض 3.4% ومؤشر نيكاي الياباني بنسبة 3% تقريباً.

وهبطت مؤشرات أسواق الأسهم العربية بصورة جماعية ليتصدر تراجعاتها مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 2.6%، ثم مؤشر سوق الأسهم السعودية بتراجع 2.28%.

ومع تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي قادم خاصة مع زيادة معدلات التضخم الأميركية المعلنة يوم الجمعة لأعلى مستوياتها منذ أكثر من 40 عاماً، ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية بنسبة تقارب 1% إلى مستوى 104.9 نقطة.

أسهمت قوة الدولار ومخاوف تراجع نمو الاقتصاد العالمي في تراجع أسواق المعادن والسلع، ليهبط النفط بنسبة تجاوزت 2% فيما تراجع الغاز الطبيعي الأمريكي بنسبة 5%، وكذلك هبط النحاس والألمنيوم بنسبة 2.5% تقريباً.

وعلى عكس القاعدة الأساسية التي كانت تعتمد على الملاذات الآمنة في مثل هذه التراجعات لأسواق الأسهم، هبط الذهب بنسبة 2% عن إغلاق الجمعة لتصل الأونصة إلى 1826 دولاراً، متأثراً بارتفاع العائد على سندات الخزانة الأميركية وارتفاع الدولار المدعوم من زيادة احتمالات رفع الفائدة بنسبة تصل إلى 0.75% في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء القادم.

الأسهم الأوروبية

بلغت مؤشرات الأسهم الأوروبية خلال تعاملات اليوم الإثنين أدنى إغلاق منذ مارس 2021 حيث يخشى المستثمرون من أن يؤدي ارتفاع التضخم إلى مزيد من التضييق النقدي ، مما يزيد من مخاطر حدوث ركود.

انخفض مؤشر ستوكس 600 بنسبة 2.4% بحلول الساعة 3:13 مساءً في لندن، حيث قادت أسهم شركات السفر والترفيه وشركات صناعة السيارات والتكنولوجيا الانخفاضات.

يأتي تراجع الأسهم الأوروبية وسط مخاوف من أن البنوك المركزية قد تتسبب في انكماش الاقتصادات لأنها ستشدد السياسة النقدية لترويض الأسعار المرتفعة حيث حدد البنك المركزي الأوروبي مساراً أكثر عدوانية قليلاً مما توقعه الاقتصاديون فيما غذّت قراءة ساخنة بشكل غير متوقع لأسعار المستهلك الأميركي، الرهانات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيصعد معركته ضد التضخم.

انكمش الاقتصاد البريطاني في أبريل بأعلى وتيرة في أكثر من عام، وهو ما يشير إلى أن الاقتصاد قد ينكمش إجمالاً في الربع الثاني. وهو ما جعل مؤشر فوتسي 100 ينخفض في تعاملات اليوم بنسبة 1.8% ، بصورة أكثر حدة من المؤشرات الأوروبية الأخرى.

قال ماكس كيتنر ، كبير المحللين الإستراتيجيين للأصول المتعددة في HSBC لبلومبرغ: "مشكلة الأصول الخطرة هي أنها في معضلة ، فلدينا الاختيار بين خيارين سيئين". "إما أن يظل التضخم أعلى لفترة أطول، أو تحرك البنوك المركزية لتصعيد التشديد النقدي، وهذا يضرّ بتقييم الأسهم، وهو أمر سيئ في النهاية بالنسبة للأصول ذات المخاطر. من ناحية أخرى ، إذا انخفض النمو بأكثر من المتوقع، فسيتعين أن تنخفض تقديرات أرباح الشركات".

الأسواق الأميركية

تراجعت الأسهم الأميركية نحو سوق هابطة، وارتفعت عوائد سندات الخزانة إلى مستويات لم نشهدها منذ عقد من الزمان، وارتفع الدولار مع تصاعد التكهنات بأن جهود الاحتياطي الفيدرالي لترويض التضخم الجامح ستغرق الاقتصاد في الركود.

دفعت موجة وحشية أخرى من بيع الأسهم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للتراجع بأكثر من 20% من أعلى قمة مسجلة في شهر يناير الماضي، حيث ارتفعت الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أكثر قوة بعد قراءة التضخم الساخنة يوم الجمعة.

تحملت أسهم التكنولوجيا العبء الأكبر من التراجعات، حيث انخفض مؤشر ناسداك 100 بأكثر من 4%.

ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى منذ 2011 بينما قفزت أسعار الفائدة لأجل عامين إلى المستويات التي شوهدت آخر مرة قبل أزمة 2008. وبحسب بلومبرغ ارتفع مقياس مخاطر الائتمان في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته منذ مايو 2020.

آراء تحليلية

يرى محللون نقلت عنهم بلومبرغ، أن الفيدرالي الأميركي يواجه معضلة اقتصادية بين التضخم الملتهب والسياسة التشددية التي ستقود الاقتصاد الأميركي لركود اقتصادي

  • قالت فيكتوريا جرين ، كبيرة مسؤولي الاستثمار في جي سكويرد برايفت ويلث، إن الأمر سيصبح أسوأ بعض الشيء. "سيكون من الصعب جداً على الأسهم الارتفاع عندما يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي ممارسة ضغوط متشددة. ولا توجد طريقة يمكنهم من خلالها كبح التضخم دون كبح المؤشرات الاقتصادية. إنه لأمر مضحك أنه لا يزال لدينا من ينكرون الركود".
  • دانييل ديمارتينو بوث ، كبيرة الإستراتيجيين في شركة كويل إنتلجينس Quill Intelligence تقول: "في حين أن تفضيل التشديد على الركود ليس بالمهمة السهلة ، يجب أن يشير الاحتياطي الفيدرالي إلى استعداده لرفع أسعار الفائدة بأكثر من نصف نقطة مئوية في الاجتماعات المقبلة إذا استمر التضخم في مفاجأة الاتجاه الصعودي".

مارك هامريك ، كبير المحللين الاقتصاديين في بانك ريت دوت كوم Bankrate.com يقول: "يسير رئيس مجلس الإدارة جيروم باول وزملاؤه على حبل مشدود للسياسة النقدية مع أمل تجنب الركود". وأضاف: "انخفاض أسعار الأسهم هذا العام وارتفاع عوائد السندات من بين العواقب الأكثر وضوحاً لإجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي".

تحديث إغلاقات المؤشرات الأميركية والسلع

  • اغلق مؤشر داوجونز يوم الإثنين على تراجع بنسبة 2.8%
  • مؤشر S&P 500 أغلق على انخفاض بنسبة 3.9%
  • مؤشر ناسداك 100 لأسهم التكنولوجيا فقد 4.7% من قيمته في تعاملات الإثنين
  • النفط ينجو من الموجة الحمراء ويغلق فوق مستويات 120 دولارا للبرميل
  • الذهب يفقد أكثر من 50 دولارا من قيمته في تعاملات الاثنين ويغلق عند مستوى 1820 دولارا للأونصة