مَن "مادج" كاشف مخالفات "تويتر"؟

بيتر زاتكو، الملقب أيضاً بـ"مادج"، يقف لالتقاط صورة له في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة
بيتر زاتكو، الملقب أيضاً بـ"مادج"، يقف لالتقاط صورة له في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لا يُعَدّ زعم رئيس وحدة الأمن السابق لـ"تويتر" أن الشركة ضللت المستثمرين فيما يتعلق بقضايا حماية البيانات أمراً مستغرباً في ظل أوضاع مصحوبة بضغوط عالية.

عمل بيتر زاتكو، المعروف أيضاً بلقب المخترق "مادج"، مديراً تنفيذياً لوحدة الأمن السيبراني منذ فترة طويلة، وشغل على مدى سنوات مناصب عديدة مرتبطة بالتكنولوجيا لدى وكالة مشروعات البحوث الدفاعية المتطورة الأميركية وشركة "غوغل" وشركة خدمة الدفع "ستريب" (Stripe).

أكسبت هذه السيرة الذاتية زاتكو عراقة سيبرانية مميزة، وحياة مهنية بدأت جدياً بالإدلاء بشهادة أمام الكونغرس الأميركي حول الثغرات في التكنولوجيا العالمية.

طالع المزيد: محكمة تلزم "تويتر" إعطاء ماسك بيانات رئيس المنتج الاستهلاكي

نستعرض فيما يلي ما تحتاج إلى معرفته عن المخترق "مادج":

شهادة الكونغرس

أصبح شخصية عامة منذ ما يفوق عقدين، فقد كان زاتكو، الذي قدم شهادته تحت اسم "مادج"، واحداً من 7 قراصنة شباب حذروا لجنة بمجلس الشيوخ الأميركي في مايو 1998 من نقاط ضعف أساسية في البنية التحتية للإنترنت. باعتباره عضواً في فريق "لوفت"، وهو مجموعة قرصنة جماعية ظهرت مبكراً وعملت ضمن مراكز الأبحاث، أخبر "مادج" المشرعين أن المهاجمين يمكنهم وقف وظائف الشبكة في غضون 30 دقيقة جراء نقاط ضعف في تقنيات تسمى "بروتوكول البوابة الحدودية" و"بروتوكول نظام أسماء النطاقات".

طالع أيضاً: ما الحسابات المزيفة؟ ولماذا يتقاتل ماسك ورئيس "تويتر" التنفيذي حولها؟

في 2018، حذر أعضاء المجموعة نفسها، بمن فيهم زاتكو، الكونغرس مرة أخرى من أن تقنيات عديدة ما زالت غير مأمونة. التحق زاتكو بـ"تويتر" خلال 2020، بعد أن اخترقت مجموعة أخرى من القراصنة المراهقين عدداً من الحسابات البارزة، بما فيها صفحة المرشح الرئاسي آنذاك جو بايدن.

المسار السريع

انتقل مادج إلى وكالة البحوث والتطوير التابعة لوزارة الدفاع، فبعد أن نال الاستحسان بصفته قرصاناً، انتقل زاتكو للعمل في وكالة البحوث والتطوير التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (DARPA).

أسهم في إنشاء وحدة "المسار السريع السيبراني" بالوكالة، وهو برنامج مصمم للإسراع بمعدل ترسية الحكومة للعقود للباحثين السيبرانيين المستقلين.

كان الهدف هو توسيع التعاون بين وزارة الدفاع البيروقراطية والشركات الإلكترونية الصغيرة التي تستطيع تزويد الولايات المتحدة بدفاعات أقوى عبر اعتماد العقود خلال 7 أيام، حسب ما ذكرته مجلة "وايرد".

اقرأ المزيد: "تويتر": نسبة الحسابات المزيفة أقل من المُعلنة

في 2016 كشف مادج وزوجته سارة عن طريقتهما الخاصة بهما لتقييم مستوى أمان البرامج، في محاولة لمساعدة شركات التكنولوجيا والمستهلكين في التعرف على البرامج الموثوقة والأخرى غير الآمنة. ساعدت العملية، المعروفة باسم "مختبر الاختبارات السيبرانية المستقل"، المستخدمين في النهاية في مقارنة عامل الأمان لبرنامج واحد، على غرار متصفح أو جزء من برنامج الأمن السيبراني، بالبرامج الأخرى.

حظي المبدأ الأساسي بمصداقية عندما اقترحت آن نويبرغر، نائبة مستشار الأمن القومي لإدارة بايدن للسيبرانية والتكنولوجيا الناشئة، في 2021 وضع "تصنيف النظافة" لمستوى أمان البرامج.

العمل بـ"غوغل"

اشتغل زاتكو في وظائف بوادي السيليكون. بين المهامّ لدى الحكومة الأميركية وفي "تويتر"، عمل زاتكو أيضاً في وظائف الأمن السيبراني في "غوغل" وشركة خدمة الدفع "ستريب" (Stripe). في "غوغل"، اشتغل في مشروعات خاصة، حسب وكالة "رويترز"، وانتقل إلى "ستريب" في 2017 حيث برزت شركة "يونيكورن" الناشئة كهدف مهيأ لمجرمي الإنترنت.

طالع أيضاً: القضاء يقرر تسريع محاكمة بشأن إجبار ماسك على تنفيذ صفقة الاستحواذ على "تويتر"

اقتنصت "تويتر" زاتكو من "ستريب" في 2020، بعد أن استولى قراصنة على حسابات بارزة ضمن جزء من مخطط لجمع عملات مشفرة. ذكرت "بلومبرغ" في تقرير لها في 2020 أن "تويتر" عانت لأعوام من صعوبات في مراقبة العدد المتنامي من الموظفين والمتعاقدين القادرين على إعادة ضبط حسابات المستخدمين وتخطي إعدادات أمان الشركة.

في شكوى كاشف المخالفات، حسب صحيفة "واشنطن بوست"، زعم زاتكو أن الآلاف من موظفي "تويتر" ما زالوا يحظون بوصول داخلي لعمق البرامج الأساسية، وهي مشكلة أمنية ضخمة.

نقص الكفاءة

تعرض للفصل من "تويتر" في يناير الماضي. ففي بيان إلى "بلومبرغ" الثلاثاء الماضي، قالت "تويتر" إن زاتكو فُصل من منصبه في وقت سابق من العام الجاري بسبب قيادته وأدائه غير الفعّالين. وصفت الشركة شكوى زاتكو بـ"الانتهازية"، وأشارت إلى أن المزاعم ترمي إلى الإضرار بـ"تويتر".

طالع أيضاً: بدء محاكمة "تويتر"- إيلون ماسك في 17 أكتوبر

تزامنت مغادرة زاتكو الشركة مع خروج رئيس أمن المعلومات رينكي سيثي. التحق كلا المديرين التنفيذيين بـ"تويتر" مع أواخر 2020. رحلا عن الشركة عقب عملية "تقييم لطريقة قيادة المؤسسة والتأثير في الأعمال ذات الأولوية العليا"، حسب رسالة من الرئيس التنفيذي باراغ أغراوال وجهها إلى الموظفين، وفقاً لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" في ذلك التوقيت.

قال جون تاي كبير مسؤولي الإفصاح في منظمة "مساعدة كاشفي المخالفات"، الممثل لزاتكو، في بيان لـ"بلومبرغ نيوز": "يتمسك مادج بكل شيء قدمه في إفصاحه، ومسيرته المهنية في القيادة الأخلاقية والفعالة تتحدث عن نفسها، ويتعين أن يكون التركيز على الحقائق الواردة في نص الإفصاح، وليس شن هجمات تشهيرية ضد كاشف المخالفات".