"جيه بي مورغان" يحذّر من عاصفة بأسواق الأسهم عقب حالة الهدوء الحالية

كولانوفيتش: نتوقع انعكاس مسار شهية المخاطرة وإعادة اختبار السوق لأدنى مستوى سجله العام الماضي خلال الأشهر المقبلة

بورصة نيويورك في الولايات المتحدة
بورصة نيويورك في الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المرجح أن تتداعى شهية المخاطرة التي تغذي ارتفاع الأسهم منذ بداية 2023 في ضوء الصعوبات الناجمة عن الاضطرابات في القطاع المصرفي وصدمة أسعار النفط وتباطؤ النمو، وكلها عوامل تدفع لإعادة الأسهم إلى أدنى مستوياتها في 2022، حسبما قال ماركو كولانوفيتش المحلل الاستراتيجي لدى مصرف الاستثمار العالمي "جيه بي مورغان".

كتب كولانوفيتش في مذكرة أمس الإثنين: "أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى عدم وجود نية لخفض أسعار الفائدة هذا العام، ومع ذلك، فإن الأصول المحفوفة بالمخاطر، تظهر ارتفاعاً غير مسبوق، مع تداول الأسهم الأوروبية بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق وتعافي الأسهم الأميركية من خسائرها خلال الآونة الأخيرة".

أضاف: "نتوقع انعكاس مسار شهية المخاطرة وإعادة اختبار السوق لأدنى مستوى سجله العام الماضي خلال الأشهر المقبلة".

يرى كولانوفيتش أن التدفقات الداخلة إلى الأسهم على مدى الأسابيع القليلة الماضية "لم تكن منطقية" وكانت مدفوعة إلى حد كبير من جانب المستثمرين الذين يتخذون قراراتهم بناء على أدوات علمية، وتغطية المراكز المكشوفة، وتراجع مؤشر تقلب بورصة شيكاغو لعقود الخيارات.

يشير انخفاض مؤشر تقلب بورصة شيكاغو لعقود الخيارات إلى أقل من 20، وهو المستوى المرتبط بفترات أقل ضغطاً، إلا أن المستثمرين يعتقدون أن الأزمة في قطاع البنوك يمكن السيطرة عليها في المدى القريب. مع ذلك، يصف كولانوفيتش ظروف السوق الحالية بمثابة "الهدوء الذي يسبق العاصفة".

مورغان ستانلي: صعود أسهم التكنولوجيا الأميركية مبالغ فيه

كان كولانوفيتش أحد أكبر المتفائلين في "وول ستريت" خلال معظم عمليات البيع في السوق العام الماضي، وقد غير وجهة نظره منذ ذلك الحين، وخفض حيازة الأسهم في منتصف ديسمبر 2022 ويناير ومارس من 2023 بسبب التوقعات الاقتصادية الضعيفة للعام الجاري.

اتسم أداء الأسهم بالمرونة منذ بداية 2023 رغم تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على أرباح الشركات وتباطؤ النمو وحدوث سلسلة من انهيار البنوك في الولايات المتحدة وخارجها.

ارتفع مؤشر "إس أند بي 500" القياسي 7% في الربع الأول من 2023 بعد انخفاضه 20% تقريباً في 2022، في حين دفعت مكاسب أسهم شركات التكنولوجيا مؤشر "ناسداك 100" للارتفاع 20% منذ بداية يناير والتحول إلى مسار السوق الصاعدة.

أصبح الأداء المتفوق لشركات التكنولوجيا أكثر تضخيماً خلال الآونة الأخيرة مع تكثيف المتعاملين الرهانات على أن الضغوط التي تواجه النظام المصرفي ستدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى وقف مسار التشديد النقدي.

استقرت العقود الآجلة للأسهم الأميركية يوم الثلاثاء، إذ انخفضت العقود على مؤشر " إس أند بي 500" أقل من 0.1% في حين انخفضت العقود الآجلة على مؤشر "ناسداك 100" 0.2% بحلول الساعة 3:51 صباحاً في نيويورك.

كتب كولانوفيتش: "يُذكر أن شهية المخاطر تشبه في طبيعتها الأكورديون، إذ أدى تشديد معدلات الفائدة إلى مشكلة للعديد من صفقات تجارة الفائدة، كما خفف تراجع العوائد الناجم عن ذلك بعض الضغوط".

وأضاف: "رغم أن البنوك المركزية لا تزال تواصل تحركاتها، يوجد أساس للعمل على مواجهة التضخم والتصدي لافتراض السوق بخفض أسعار الفائدة، وبالتالي فإن المصدر الأصلي لاستمرار الضغوط، المتمثل في ارتفاع أسعار الفائدة وعلى مدار فترة طويلة، يمكن أن يعيد رسم المشهد".

خبراء "وول ستريت" يحذّرون من تباطؤ اقتصادي حاد يلوح في الأفق

قال المحللون الاستراتيجيون لدى "سيتي غروب" بينهم كريس مونتاغو إن صافي المراكز الاستثمارية تحول بشكل واضح إلى اتجاه صعودي على مؤشر "إس أند بي 500" خلال الأسبوع الماضي.

كتب المحللون في مذكرة منفصلة أمس الإثنين أنه لا يزال يوجد ما قيمته 15 مليار دولار من صفقات البيع على المكشوف، والتي يمكن أن تدعم الأسواق على المدى القريب.