الأسهم الأميركية تطرد مخاوف زيادة أسعار الفائدة

شخص يبحث عن عمل، يقرأ أوراقاً أثناء معرض التوظيف "جوب نيوز يو إس إيه" (Job News USA) في لويزفيل، كنتاكي، الولايات المتحدة، يوم الأربعاء 23 يونيو 2021.
شخص يبحث عن عمل، يقرأ أوراقاً أثناء معرض التوظيف "جوب نيوز يو إس إيه" (Job News USA) في لويزفيل، كنتاكي، الولايات المتحدة، يوم الأربعاء 23 يونيو 2021. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حققت الأسهم الأميركية بعض المكاسب في تعاملات ضعيفة بسبب العطلة، وقد تجاهل المستثمرون مخاوف رفع الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة مرة أخرى بعد بيانات الوظائف الأميركية التي صدرت يوم الجمعة الماضي، وقفزت قيمة الدولار.

ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.1% عند الإغلاق بعد انخفاضه بنسبة 0.8% أثناء جلسة التداول، وتعافى مؤشر "ناسداك 100" من خسائر بنسبة 1.5%، وأنهى اليوم دون تغيير يذكر. وتقدم المؤشر الذي يعطي وزناً كبيراً لأسهم التكنولوجيا على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية مع إقبال المستثمرين على شراء أسهم الشركات الكبرى في هذا القطاع. ودار عائد سندات الخزانة لأجل عامين، الذي يتسم بحساسية خاصة للسياسة النقدية، حول مستوى 4%.

اتسم أداء أسهم التكنولوجيا بالضعف بسبب توقعات رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، في حين أنَّ تقريراً صدر عن شركة "أبل" وكشف عن انخفاض حاد في مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصي عزز من تراجع أداء الأسهم، وساعدت أسهم أشباه الموصلات، مثل "ميكرون تكنولوجي" (Micron Technology) على وقف خسائر أسهم التكنولوجيا بعد أن أعلنت منافستها "سامسونغ إلكترونيكس" (Samsung Electronics) يوم الجمعة تخفيض إنتاجها من رقائق الذاكرة.

جاءت أحجام التداول ضعيفة بالنسبة لأسواق الأسهم الأميركية مع إغلاق معظم الأسواق في أوروبا بسبب العطلة. وانخفض التداول في شركات مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة تجاوزت 20% عن متوسط حجم التداول في 30 يوماً.

تقرير الوظائف والتضخم

يوم الجمعة، عزز تقرير قوي بشأن التوظيف في الولايات المتحدة رهان المستثمرين على زيادة أخرى في أسعار الفائدة الفيدرالية. ويرفع المتعاملون رهاناتهم على زيادة سعر الفائدة في مايو قبل تقرير يوم الأربعاء عن أسعار المستهلكين، والذي من المتوقع أن يكشف عن زيادة شهرية بنسبة 0.4% في مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي.

قال إيان لينغن، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية في شركة "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets)، إن أرقام التوظيف لشهر مارس "لا تضع أي عقبة أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي" لإقرار زيادة على أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في مايو، رغم أن البيانات القادمة قد تؤثر على القرار.

وكتب لينغن في مذكرة: "مع بقاء مشهد التوظيف قوياً بشكل يثير الدهشة رغم تشديد السياسة النقدية عالمياً بمعدلات تراكمية حالياً، فإن قرار سعر الفائدة الوشيك لمجلس الاحتياطي الفيدرالي سيعتمد بالكامل تقريباً على تقرير مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر مارس".

تباطؤ نمو الوظائف وارتفاع الأجور في أميركا يرسلان إشارات متضاربة للفيدرالي

قفزت عوائد سندات الخزانة، منتعشة من أدنى مستوياتها في الجلسة، وسط تعافي عمليات إصدار السندات من الدرجة الاستثمارية يوم الإثنين، في حين أشار استراتيجيو "غولدمان ساكس" إلى أن هناك "فرصة كبيرة للتصحيح بالارتفاع" مع تزايد التوقعات برفع سعر الفائدة الفيدرالي على المدى القريب. وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 3.42%.

يراهن المتعاملون في عقود المقايضة على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سينتهي من دورة رفع أسعار الفائدة وأن يخفض سعر الفائدة المستهدف في وقت ما في عام 2023، ولكن مازال توقيت بداية البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة غير واضح، وفقاً لمات ديتشوك، رئيس استراتيجية الدخل الثابت في "بنك أوف أميركا".

وقال لتلفزيون "بلومبرغ": "تشعر السوق بدرجة معقولة من الثقة أنه سيبدأ في تخفيض الفائدة هذا العام، لكننا نحتاج إلى أن يتضح ذلك أكثر في بيانات التضخم".

احتمالات ركود الاقتصاد

استحوذت المخاوف من حدوث انكماش اقتصادي أيضاً على اهتمام كبير يوم الإثنين.

قالت سيرا مالك، رئيسة شؤون الاستثمار في شركة "نوفين" (Nuveen): "مازال المتشائمون الذين يعتمدون على الأنباء السيئة يتلقون كمية من البيانات والمعلومات كافية حتى يطول بقاؤهم. وبشكل عام، وردت مجموعة من البيانات الاقتصادية – تشمل مؤشر الوظائف الشاغرة ودوران العمالة لوزارة العمل (JOLTS)، وتقرير التوظيف في القطاع الخاص الصادر عن شركة "إيه دي بي" (ADP)، ومؤشري مديري المشتريات في القطاعين الخدمي والصناعي – أضعف من التوقعات، مما رفع احتمال أن يحدث ركود بسيط على الأقل".

أما ليزا إريكسون، رئيسة مجموعة الأسواق العامة في شركة "يو إس بنك ويلث مانجمنت" (US Bank Wealth Management)، فما زالت تتخذ موقفاً حذراً بشأن احتمالات ركود الاقتصاد.

قالت إريكسون عبر الهاتف: "ما تبحث عنه الأسواق هو في الحقيقة مسار مستمر عن بعض علامات التباطؤ الاقتصادي المأمول، على ألاَّ تكون أسوأ من المتوقع، فضلاً عن استمرار انخفاض معدل التضخم. إذا استمر ذلك، فقد تصبح سوق الأسهم أقوى نسبياً هذا الأسبوع".

في وقت لاحق من هذا الأسبوع، سيراقب المتعاملون الأرباح ويحاولون قياس القدرة المالية للمستهلك عندما تبدأ بنوك "ويلز فارغو" و"جيه بي مورغان تشيز" و"سيتي غروب" إعلان نتائج أعمال القطاع المصرفي يوم الجمعة.

أصحاب الوظائف العليا في الشركات يتابعون الشركات الأخرى بحثاً عن دلائل على أفضل سبل التواصل في موسم الإعلان عن الأرباح، وفق تصريحات لوري كالفاسينا من شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets) التي قالت: "من سوء حظ المؤسسات المالية أنها دائماً تكون في الصدارة، ولذلك فإنها تضطر إلى تحمل بعض الضربات في وقت مبكر قبل أن تستطيع بقية الشركات الأميركية التكيف مع الأوضاع".

أسعار الفائدة والعملات

في الوقت نفسه، عقد محافظ بنك اليابان كازوو أويدا أول مؤتمر صحفي له منذ توليه المنصب الجديد. وقال إن سيطرة بنك اليابان على منحنى العائد وأسعار الفائدة السلبية سياسة مناسبة في وضع الاقتصاد الحالي، مما يشير إلى ضعف احتمال إجراء أي تغييرات كبيرة على إطار سياسته النقدية في الوقت الحالي.

في تقرير صدر يوم الإثنين، طرح صندوق النقد الدولي أن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والدول الصناعية الأخرى ستعود إلى مستويات منخفضة للغاية بدلاً من سعر الفائدة الحقيقي المحايد بنسبة 1.5% إلى 2% الذي اقترحه وزير الخزانة الأميركي السابق لورانس سمرز.

صندوق النقد يتوقع هبوط أسعار الفائدة دون 1% في الدول الصناعية مستقبلا

ارتفع الدولار لليوم الثالث بينما انخفض الين وتراجع الذهب إلى ما دون 2000 دولار للأونصة. وتحدت بتكوين عمليات بيع في الأصول الخطرة لترتفع بنسبة تصل إلى 4.2% إلى 29306 دولارات.

بعد أن أدت التدريبات العسكرية الصينية خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى زيادة التوترات بين الولايات المتحدة والصين، قال بيتر تشير، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في شركة "أكاديمي سيكيوريتيز" (Academy Securities) على تلفزيون "بلومبرغ" إن المستثمرين لا يهتمون بالمخاطر الجيوسياسية.

وقال تشير: "عندما ننظر في أي اتجاه، أعتقد أننا نواجه هذه الأخطار، إنها تنمو وأشعر بالتوتر قليلاً من أنَّ كثيراً من المستثمرين يتشدقون بالمخاطر الجيوسياسية وبعد ذلك ينحونها. نحن نتواطأ أكثر ممَّا ينبغي بدرجة على التغاضي عن مخاطر الجبهة الجيوسياسية".

الأميركيتان