تراجع أسهم التكنولوجيا بأميركا يتواصل قبيل إعلان أرقام التضخم

شخص يمر بجوار بورصة نيويورك في نيويورك، الولايات المتحدة
شخص يمر بجوار بورصة نيويورك في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

افتقرت الأسهم الأميركية إلى الوضوح والحسم، فتحركت أسعارها في نطاق ضيق، بينما يستعد المستثمرون لاستقبال أرقام التضخم التي قد تشير إلى احتمال أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بزيادة أسعار الفائدة مرة أخرى.

انخفض مؤشر "ناسداك 100" المثقل بأسهم التكنولوجيا بنسبة 0.7%، متراجعاً للجلسة الخامسة من بين الجلسات الست الماضية، بينما يدرس المتعاملون احتمال زيادة أخرى في أسعار الفائدة في مايو. وتراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في الدقائق الأخيرة من جلسة التداول، ليفقد مكاسبه السابقة التي بلغت 0.4% ويغلق التداول دون تغيير يذكر. وتعرض المؤشر المعياري لضغوط من نفس الأسهم التي تفوق أداؤها هذا العام، وتحديداً أسهم التكنولوجيا العملاقة. وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، وسجل العائد على سندات الخزانة لأجل عامين، الذي يتسم بحساسية خاصة تجاه السياسة النقدية، مستوى 4.03%.

تظهر الشروخ في صعود الأسهم الأميركية خلال عام 2023، حيث إن صناديق التحوط والمضاربين الآخرين يتخذون مراكز استثمارية بيعية قصيرة بأعلى درجة منذ نوفمبر 2011 عندما تم تخفيض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة. وأظهرت بيانات "بنك أوف أميركا" أن المستثمرين كانوا يبيعون الأسهم الأميركية في جميع القطاعات خلال الأسبوعين الماضيين وهم يقومون بتعديل مراكزهم الاسثتمارية قبل قراءة مؤشر التضخم الذي يحظى بمتابعة وثيقة يوم الأربعاء.

"إذا جاءت أرقام التضخم أعلى من المتوقع، فستقوض فكرة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بنسبة كبيرة بحلول نهاية العام، وسيعرض ذلك أسواق الأسهم إلى التراجع"، وفق توقعات توم إسايي موظف التداول السابق لدى بنك "ميريل لينش" ومؤسس نشرة إخبارة باسم "ذي سفنس ريبورت" (The Sevens Report).

موسم نتائج الأعمال

يبدأ يوم الجمعة أيضاً موسم الإعلان عن الأرباح الذي ينتظر أن يكون الأسوأ منذ أشد فترات أزمة وباء كورونا، حيث ستصدر بعض أكبر البنوك في الولايات المتحدة تقاريرها.

وقالت أليسيا ليفين، رئيسة استراتيجية الاستثمار والحلول الاستشارية للأسهم في شركة "بي إن واي ميلون ويلث مانجمنت" (BNY Mellon Wealth Management)، لتلفزيون "بلومبرغ" إن "الأرباح سوف تنخفض". واشارت إلى أن "تقديرات الأرباح بالكاد تزحزحت في الأسابيع الخمسة الماضية. إن تلك التقديرات لا تنجح في اختبار الواقع".

يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي في طريقه لمواصلة رفع أسعار الفائدة على الرغم من الأزمة المصرفية الأخيرة، مع سيطرة أسواق العمل القوية وارتفاع أسعار النفط على صناع السياسة النقدية الذين يركزون على مهمة الحفاظ على استقرار الأسعار.

تراهن الأسواق على احتمال قوي بأن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي تكلفة الاقتراض بمقدار ربع نقطة مئوية في 3 مايو لاحتواء التضخم، بعد أن ارتفعت الوظائف الأميركية بنسبة قوية خلال الشهر الماضي وانخفض معدل البطالة. تقرير الأربعاء عن أسعار المستهلك، المتوقع أن يظهر زيادة شهرية بنسبة 0.4% في مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، يمكن أن يعزز مسار سعر الفائدة الفيدرالي.

تباطؤ نمو الوظائف وارتفاع الأجور في أميركا يرسلان إشارات متضاربة للفيدرالي

سيناريو توقف البنك المركزي عن رفع أسعار الفائدة في مايو يبدو بعيداً للغاية، وهو الذي توقعته الأسواق لفترة وجيزة في الشهر الماضي مع ما أثارت الأزمة في قطاع البنوك من مخاوف الركود.

ومع ذلك، يراهن المتعاملون في عقود المقايضة على تحول الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسة نقدية توسعية أكثر بعد شهر مايو. ويتوقعون أن تبلغ أسعار الفائدة ذروتها عند مستوى 5% تقريباً، ثم يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي معدلاتها بنحو 50 نقطة أساس قبل نهاية عام 2023.

"الحكمة والصبر"

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز يوم الثلاثاء إن زيادة أخرى في سعر الفائدة المستهدف "نقطة انطلاق معقولة". ونصح أحدث أعضاء البنك المركزي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان غولسبي، "بالحكمة والصبر" فيما يتعلق بالسياسة النقدية رغم أنه لم يصل إلى حد دعوة الاحتياطي الفيدرالي إلى وقفة مؤقتة.

وقالت ليز آن سوندرس، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في شركة "تشارلز شواب" (Charles Schwab): "كان شعار بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه بمجرد وصولنا إلى سعر الفائدة النهائي، ويحدث ذلك عندما تستطيع القرارات التي تعتمد على البيانات تحريك الأمور، سنبقى عند ذلك السعر لفترة من الوقت".

أضافت سوندرز في مكالمة هاتفية: "إذا كانت سوق السندات على حق، فمن المحتمل أن سوق الأسهم لم تعكس بشكل كامل تلك الظروف الركودية التي يرجح أن تؤثر سلباً على الأرباح بما يتجاوز ما رأيناه بالفعل. هذه الفكرة القائلة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يمكنه التوقف مؤقتًا فحسب، بل ينبغي عليه أن يحول اتجاه سياسته، وأن هذا أمر رائع لسوق الأسهم، هذه الفكرة بالنسبة لي ليست منطقية".

أسواق السندات تترقب بيانات التضخم الأميركية

ويقول بعض مديري الأصول إن الأسواق ربما تتحرك في نطاق محدد، حيث يجري تقييم فرص ركود الاقتصاد في الفترة القادمة.

مشيرة إلى تقرير التضخم القادم، واحتمال توقف مؤقت في زيادات أسعار الفائدة بعد مايو، بالإضافة إلى مؤشرات الركود الأخيرة، بما في ذلك بيانات التصنيع والوظائف، قالت سيرا مالك، رئيسة شؤون الاستثمار في "نوفين" (Nuveen): "رغم أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتوقف مؤقتاً، فإننا لسنا في معسكر من يتوقعون تخفيض أسعار الفائدة في عام 2023".

من ناحية أخرى، قلص صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي استناداً إلى الاضطرابات الأخيرة في القطاع المصرفي والغزو الروسي لأوكرانيا. وتقدمت عملة "بتكوين" لليوم الرابع، متجاوزة لمستوى هام يبلغ 30 ألف دولار لأول مرة منذ عشرة أشهر.

صندوق النقد يعود لوتيرة خفض توقعات نمو الاقتصاد العالمي

ارتفعت أسعار النفط، مع تداول خام غرب تكساس الوسيط فوق 80 دولاراً للبرميل. وزادت أسعار الذهب الذي جرى تداوله عند مستوى 2000 دولار للأونصة بينما انخفض الدولار.

الأميركيتان