ارتفاع الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة الأميركية مع تراجع الدولار

مسافر يسير على طول الرصيف في منطقة وسط هونغ كونغ، الصين، يوم الإثنين 7 يونيو 2021
مسافر يسير على طول الرصيف في منطقة وسط هونغ كونغ، الصين، يوم الإثنين 7 يونيو 2021 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت الأسهم الآسيوية بموازاة العقود الآجلة للأسهم الأميركية مع تطلّع المستثمرين إلى ما وراء الأزمة في البنوك الإقليمية بالولايات المتحدة، ونحو فرص قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتغيير سياسته النقدية التقشفية إلى الوجهة العكسية.

فتحت الأسهم في هونغ كونغ جلسة التداول على ارتفاع، بينما عوّضت الأسهم الأسترالية خسائر الساعات الأولى من الصباح، مقتفية أثر مكاسب العقود الآجلة الأميركية بعد أن أغلقت المؤشرات الرئيسية في نيويورك منخفضة يوم الخميس.

أسواق الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية مغلقة بسبب العطلة.

يتجه مؤشر على حركة الأسهم الآسيوية إلى تحقيق أفضل أداء أسبوعي له منذ خمسة أسابيع، مدفوعاً بصعود أسهم قطاع المال بنسبة 1.1%.

يشير هذا الارتفاع في أسهم القطاع إلى أنَّ مؤسسات الإقراض في المنطقة معزولة ومحمية ضد الأزمة المصرفية في الولايات المتحدة التي انخفضت بأسهم البنوك هناك بنسبة تجاوزت 10% هذا الأسبوع.

تراجع مؤشر "بلومبرغ" للدولار لليوم الرابع على التوالي، وينتظر تحقيق أسوأ أداء أسبوعي له منذ أكثر من شهر. وارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات يوم الأربعاء، بينما استقرت عوائد سندات أستراليا ونيوزيلاندا عموما دون تغيير يوم الجمعة. لن يجري تداول سندات الخزانة الأميركية في توقيت التعاملات الآسيوية بسبب العطلة الرسمية في اليابان.

جولة مربكة أخرى من وقف التداول تعرضت لها بنوك في الولايات المتحدة، وشملت أسهم "ويسترن أليانس بانكورب" و"باك ويست بانكورب" و"فيرست هورايزون غروب"، التي شهدت تراجعاً فوضوياً عميقاً أدى إلى ارتفاع الملاذات الآمنة ومنها الين الياباني والذهب.

الذهب يصعد مع تلميح الاحتياطي الفيدرالي بوقف رفع الفائدة

ارتفعت أسهم "أبل" في الساعات الأخيرة بعد إعلان نتائج الأعمال، وبرغم ذلك؛ قفز مؤشر الخوف في "وول ستريت"، مؤشر التقلب (VIX)، أو مؤشر "Cboe"، مسجلاً 20 نقطة، مما يتناقض بشكل صارخ مع الهدوء الذي هيمن في الأسواق في أغلب جلسات شهر أبريل، وشهد تراجع هذا المؤشر دون مستوى 16 نقطة في الأسبوع الماضي فقط.

موقف حذر تجاه البنوك

ارتفعت أسهم بنك "إيه إن زي غروب هولدينغز" (ANZ Group Holdings) بنسبة 1.1%، بعد أن وافقت أرباحه في النصف الأول توقُّعات المحللين. انخفضت أسهم "ماكواري غروب" (Macquarie Group) بنسبة 0.5% بعد أن هيمن التباطؤ في إبرام الصفقات على نتائج أعمالها التي تجاوزت جميع التوقُّعات.

قال جوناثان غارنر، رئيس استراتيجية آسيا والأسواق الناشئة في "مورغان ستانلي"، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "نحن نتبنّى موقفاً حذراً تجاه أسهم البنوك في جميع أنحاء المنطقة، عندما ننظر إلى أستراليا، لم تتوقَّع السوق مزيداً من رفع أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الأسترالي، ولدينا اقتصاد قائم على الاستدانة بطبيعته من جانب المستهلكين. وهذا يثير شكوكاً تتعلق بجودة الائتمان عند البنوك".

في الولايات المتحدة، ما تزال ثقة المستثمرين تعاني من هشاشة بعد سلسلة من إفلاس البنوك، برغم تأكيدات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء أنَّ السلطات اقتربت من احتواء هذه الأزمة.

بعد سنة من رفع أسعار الفائدة؛ تتعرض البنوك الصغيرة لضغوط بسبب ما نتج عن ذلك من انهيار قيمة ما بحوزتها من سندات وارتفاع الخسائر غير المحققة، أو الخسائر الورقية، إلى نحو 1.84 تريليون دولار.

أسهم البنوك الإقليمية الأميركية تتساقط.. و"باك ويست" يدرس خيارات استراتيجية

قال كريشنا غوها، نائب رئيس شركة "إيفركور آي إس آي" (Evercore ISI): "ربما لم تنتهِ بعد المرحلة العنيفة في أزمة البنوك، ويجب على صنّاع السياسة أن يسارعوا إلى معرفة ذلك. والمشكلة أنَّ سياستهم لتحقيق الاستقرار المالي لديها خيارات محدودة".

تقرير الوظائف

يستعد المستثمرون أيضاً لاستقبال تقرير الوظائف المهم يوم الجمعة، بعد البيانات التي أظهرت أنَّ طلبات الحصول على إعانات البطالة الأميركية ارتفعت بأعلى قدر في ستة أسابيع بينما انخفضت الطلبات المستمرة. حتى مع بدء سوق العمل في إظهار بعض الضعف؛ فإنَّه ما زال يهدأ بوتيرة أبطأ كثيراً من المؤشرات الاقتصادية الأخرى في أعقاب حملة تشديد قوية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.

التوظيف بالشركات الأميركية ينمو بضعف المتوقع في أبريل

قال كريس سينيك من شركة "وولف ريسيرش" (Wolfe Research): "نحن لا نرجح أن يخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة ما لم تحدث أزمة مالية شديدة أو أن يكون ركود الاقتصاد وشيكاً وحاضراً - ويرجح أن تنخفض أسعار الأسهم في كلا السيناريوهين".

في الوقت نفسه، تؤدي المخاوف بشأن المواجهة السياسية حول سقف الدين الأميركي إلى ارتفاع أسعار الفائدة على سندات الخزانة قصيرة الأجل، مما دفعها إلى تجاوز عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بأعلى قدر منذ ثلاثة عقود على الأقل.

دفعت مخاطر فشل الكونغرس في اتخاذ أي إجراء إلى ارتفاع عوائد أذون الخزانة لأجل 3 أشهر إلى أكثر من 5.25%، إذ تجاوزت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات يوم الخميس بأكثر من نقطتين مئويتين تقريباً، وهي أعلى نسبة منذ أن بدأت "بلومبرغ" جمع هذه البيانات في عام 1992.

على صعيد الأسواق الأخرى، ارتفعت أسعار النفط في بداية التداول في آسيا بعد ظهور علامات متتالية على ضعف الطلب دفعت بسيولة نقدية في سوق السلعة التي شهدت خسائر تجاوزت 10% هذا الأسبوع. وحافظ الذهب على مكاسب تقترب من 3% في الأسبوع الحالي.

آسيا والمحيط الهادئ