مؤشر توبكس يبلغ أعلى مستوى منذ انفجار فقاعة اقتصاد اليابان عام 1990

تفوق "توبكس" على مؤشر (S&P 500) الأميركي هذا العام على خلفية عوامل أخرى كضعف الين

لوحة إلكترونية تعرض أسعار أسهم داخل مبنى "كابوتو ون" (Kabuto One) في طوكيو، اليابان
لوحة إلكترونية تعرض أسعار أسهم داخل مبنى "كابوتو ون" (Kabuto One) في طوكيو، اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفع مؤشر "توبكس" (Topix) الياباني إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس 1990، حيث أدت عمليات الشراء الأجنبية وتحسين حوكمة الشركات محلياً إلى رفع الأسهم إلى مستويات لم تشهدها منذ انفجار الفقاعة الاقتصادية في البلاد.

ارتفع المؤشر بنسبة 0.5% إلى 2126.14 نقطة، وسط الإعلان عن أرباح قوية من شركات تركز على الطلب المحلي، ما عزز المعنويات المتفائلة.

تفوق "توبكس" على مؤشر (S&P 500) الأميركي هذا العام على خلفية عوامل أخرى كضعف الين، وسط استمرار السياسة النقدية المتساهلة من قبل بنك اليابان. كما يعد "نيكاي 225" الذي ارتفع بنسبة 0.9%، أفضل مؤشر رئيسي أداءً في آسيا لعام 2023.

وقال كبير الاستراتيجيين للسوق العالمي في شركة إدارة الأصول "نيكو اسيت مانجمنت" (Nikko Asset Management) إن "المستثمرين المحليين والأجانب إيجابيون بشأن اليابان مقارنة بالولايات المتحدة وأوروبا، حيث إنها لا تواجه ركوداً وشيكاً؛ ولديها تقييمات منخفضة للغاية"، متوقعاً أن يكون هناك احتمال قوي أن تتفوق اليابان على الأسواق العالمية.

مبررات صعود الأسهم اليابانية

يساعد الاندفاع المتجدد من قبل الشركات لزيادة عمليات إعادة الشراء والتركيز على عوائد المستثمرين على تعزيز المعنويات، بعد أن دعت بورصة طوكيو الشركات التي يتم تداولها بأقل من القيمة الدفترية إلى وضع خطط لتحسين رأس المال. قفزت أسهم شركة (Dai-Ichi Life Holdings Inc) يوم الاثنين بعد أن أعلنت عن خطط لإعادة شراء ما يصل إلى 120 مليار ين (882 مليون دولار) من أسهمها. وقالت شركة ميتسوبيشي في التاسع من مايو إنها تخطط لإعادة شراء ما يصل إلى 2.2 مليار دولار من أسهمها.

التوقعات بشأن مثل هذه التغييرات الهيكلية بالإضافة إلى الأساسيات القوية تساعد في "تبرير موقف صعودي" بشأن الأسهم في اليابان، وفق ما كتب الاستراتيجيان بروس كيرك وكازننوري تاتيبي من "غولدمان ساكس غروب" في مذكرة. وقالا إن التوقعات الاقتصادية لليابان قوية بالنظر إلى العوامل الإيجابية بما في ذلك التعافي الداخلي وخطط الإنفاق الرأسمالي القوي والتيسير المستمر من بنك اليابان.

أما ري نيشيهارا، كبير استراتيجيي الأسهم اليابانية في "جيه بي مورغان تشيس" فكتب في مذكرة أن أرباح الشركات المدرجة في سوق (TSE Prime) اليابانية تجاوزت التوقعات وتخطت نظيراتها الأميركية والأوروبية في موسم إعلان النتائج المالية الأخير. ويتوقع محللون أن تقدم أكبر ثلاثة بنوك يابانية على رفع تطلعاتها لتحقيق أعلى الأرباح منذ سنوات، مدفوعة بانتعاش في أنشطة العملاء وانخفاض تكاليف القروض المعدومة.

مهددات زخم الشراء

لكن في حين أن إصلاحات بورصة طوكيو التي أدت إلى عوائد أعلى للمساهمين كانت "أبرز ما يميز" موسم الأرباح، فإن الإعلانات عن عمليات إعادة شراء الأسهم وزيادة الأرباح ستنتهي بعد 15 مايو، ما قد يتسبب في فقدان مؤشر "نيكاي 225" زخمه قبل أن يصل إلى 30000 نقطة، وفقاً لنيشيهارا. انخفضت "نسبة عقود خيارات البيع إلى خيارات الشراء" للأسهم الممتازة، رغم أنها ما زالت عند 14% هذا العام، ما يشير إلى ارتفاع التفاؤل بصعود (الأسهم) على الرغم من الإشارات الفنية بأن الارتفاع أصبح في الذروة.

ارتفع مؤشر "توبكس" بأكثر من 12% هذا العام، حيث أتاح تأييد الملياردير وارن بافيت المتجدد للأسهم اليابانية الأمل في عودة الاستثمار الأجنبي. اشترى التجار في الخارج صافي ما قيمته 22 مليار دولار من الأسهم والعقود الآجلة اليابانية في أبريل، وسط مستويات قياسية من التدفقات الداخلة.