تزايد رهانات خفض أسعار الفائدة في بلدان آسيا الناشئة

محللو "نومورا" يتوقعون خفض الفائدة خلال أغسطس وأكتوبر في كوريا الجنوبية والهند

مجمع بنك كوريا المركزي في سيؤول، كوريا الجنوبية.
مجمع بنك كوريا المركزي في سيؤول، كوريا الجنوبية. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يسعى المتعاملون الذين اعتادوا على رفع أسعار الفائدة بقوة عبر جميع أنحاء دول آسيا، حالياً لمعرفة توقيت بدء البنوك المركزية في المنطقة خفض معدل الفائدة، وهو تحول من شأنه أن يدعم ارتفاع أسعار السندات.

رفعت البنوك المركزية في جميع أنحاء آسيا الناشئة أسعار الفائدة بشدة خلال العام الماضي لمواجهة الضغوط التضخمية القوية، مع ارتفاع تكاليف الاقتراض في اقتصادات مثل كوريا الجنوبية والفلبين إلى أعلى مستوياتها خلال عقد.

وسط إشارات على أن التضخم في المنطقة يتباطأ حالياً، تحوّل الحديث بين المشاركين في السوق من الوصول إلى "معدلات الذروة" إلى خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في انتعاش الديون السيادية.

قال روب سوبارامان، رئيس أبحاث الأسواق العالمية لدى شركة "نومورا هولدينغز"، ومقرها سنغافورة: "نعتقد الآن أن جميع البنوك المركزية الآسيوية قد انتهت من رفع أسعار الفائدة، بما يتماشى مع الركود العميق في الصادرات وتراجع التضخم".

يتوقع محللو "نومورا هولدينغز" خفض الفائدة خلال أغسطس وأكتوبر في كوريا الجنوبية والهند.

من شأن احتمال خفض أسعار الفائدة تحقيق المزيد من المكاسب لأدوات الدخل الثابت، وارتفع مؤشر "بلومبرغ" لسندات آسيا الناشئة بالفعل 3% منذ بداية 2023، وسط إشارات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يقترب من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة.

أرقام التضخم تفسح المجال أمام "الاحتياطي الفيدرالي" لوقف رفع الفائدة في يونيو

تراجعت أسعار السندات 7.6% العام الماضي، وهي أسوأ خسارة على الإطلاق في البيانات التي تعود إلى عام 2008.

يمكن أن يكون التحوّل نحو خفض أسعار الفائدة عبر آسيا بمثابة مناورة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للاقتصادات الناشئة التي من المحتمل أن تكون في مواجهة احتمال بدء الاحتياطي الفيدرالي دورة التيسير النقدي، وبالتالي توسيع فجوة أسعار الفائدة وربما تدفق رأس المال إلى الخارج.

ومع ذلك، فإن زيادة معتدلة في نمو الأسعار وتوافر نظام مصرفي أكثر استقراراً نسبياً من الولايات المتحدة وأوروبا يمكن أن يحمي الاقتصادات الآسيوية الناشئة.

إليكم نظرة على كيفية تشكل الرهانات على أسعار الفائدة في العديد من الأسواق الآسيوية الناشئة:

1- كوريا الجنوبية

يتم تسعير المقايضات في كوريا الجنوبية بخفض أسعار الفائدة بمقدار25 نقطة أساس خلال 12 شهراً. وأبقى بنك كوريا المركزي على معدل الفائدة خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية في 11 أبريل، مشيراً إلى هدفه لمكافحة التضخم.

مع ذلك، تراجعت بيانات التضخم لشهر أبريل الصادرة في بداية مايو، مما يوفر دليلا للبنك المركزي على أن ضغوط الأسعار تتراجع.

قد يؤدي خفض سعر الفائدة بشكل أسرع من المتوقع من جانب المسؤولين عن السياسة النقدية في كوريا الجنوبية إلى زيادة الضغط على "الوون"، وهو بالفعل أسوأ أداء في آسيا منذ بداية 2023.

2- ماليزيا

شكّل قرار البنك المركزي الماليزي مفاجأة بالنسبة للمستثمرين عندما استأنف تشديد السياسة النقدية خلال مايو برفع معدل الفائدة 25 نقطة أساس، لكن ربما تكون تلك هي الزيادة الأخيرة، إذ رجحت سوق مبادلة "الرينغيت"، الأسبوع الماضي، تبني خفض الفائدة قدره 25 نقطة أساس خلال الـ12 شهرا لمقبلة.

تراجع الدولار بعد قرار "الفيدرالي" يمنح الاقتصادات الناشئة فرصة لالتقاط الأنفاس

مع ذلك، يبدو خفض سعر الفائدة بعيد المنال، إذ بلغ معدل التضخم الأساسي خلال مارس 3.80% وهو أعلى بكثير من متوسط الخمس سنوات، ومن المحتمل أن يؤدي التخفيض المحتمل في دعم الطاقة إلى زيادة ضغوط الأسعار.

3- الهند

فاجأ بنك الاحتياطي الهندي الأسواق باختياره الإبقاء على معدل الفائدة في أبريل بعد رفعها خلال ستة اجتماعات متتالية سابقة.

قالت جينيفر كوسوما، كبيرة محللي أسعار الفائدة لدى مجموعة "أستراليا أند نيوزيلند بانكينغ" في سنغافورة، إن الأسواق تقدر خفض معدل الفائدة بمقدار 70 نقطة أساس بحلول يونيو 2024.

مع ذلك، لا تتوقع "مجموعة "أستراليا أند نيوزيلند بانكينغ" خفض سعر الفائدة قريباً، حيث ترى أن بنك الاحتياطي الهندي سيرغب في رؤية التضخم مستقراً في منتصف نطاقه المستهدف قبل خفض معدل الفائدة.

4- إندونيسيا

تقلّص الفارق بين عائد السندات الإندونيسية لأجل عامين فوق معدل الفائدة إلى أقل من 30 نقطة أساس، مما يبشر بتوقعات بتيسير السياسة النقدية. وفي عام 2019، انخفض الفارق إلى ما دون هذا المستوى في 16 يوليو قبل أن يبدأ البنك المركزي الإندونيسي دورة التيسير في وقت لاحق من نفس الشهر.

التوقف عن رفع أسعار الفائدة في آسيا "مهمة معقدة"

قالت تامارا هندرسون، الخبيرة الاقتصادية لدى "بلومبرغ" إن إندونيسيا والفلبين هما الدولتان الوحيدتان اللتان من المتوقع أن تقدما على خفض أسعار الفائدة في جنوب شرق آسيا خلال العام الجاري.

أضافت: "إندونيسيا تسيطر على التضخم وأثبتت الروبية أنها قادرة على الصمود حتى الآن في مواجهة نوبات ضغوط البيع الناجمة عن تقلبات السوق هذا العام".