أسهم وسندات الولايات المتحدة تنخفض مع استمرار أزمة سقف الديون

مبنى بورصة نيويورك، في نيويورك بالولايات المتحدة
مبنى بورصة نيويورك، في نيويورك بالولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفضت أسهم وسندات الولايات المتحدة يوم الأربعاء بسبب تقييم المستثمرين لاحتمال ركود الاقتصاد نتيجة عجز البلاد عن سداد التزاماتها أو رفع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.

هبط مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.7% بقيادة خسائر أسهم المؤسسات المالية وقطاع العقارات، وسط تمديد مفاوضات سقف الديون في الولايات المتحدة ليوم آخر، وبعد أن كشف محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي عن انقسام صنّاع السياسة النقدية حول مسار أسعار الفائدة في البلاد.

تأتي هذه الخسائر بعد انخفاض الأسهم في أوروبا وآسيا خلال اليوم، فقد تراجع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بأكبر قدر في شهرين بسبب ارتفاع مستوى التضخم في المملكة المتحدة بنسبة أعلى من المتوقَّعة. وفي آسيا؛ فقد مؤشر الأسهم الصينية "شنغهاي شنزن (سي إس آي 300)" (CSI 300) المعياري جميع مكاسبه لهذا العام، حيث أضافت مشكلة ديون شركات التطوير العقاري وموجة جديدة من كوفيد إلى مخاوف المستثمرين بشأن النمو.

تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة في الصين لتحفيز النمو

واصلت أسهم السلع الفاخرة خسائرها، ومن بينها شركة "مويت هنسي لوي فيتون (إل في إم إتش)" (LVMH)، وشركة "كرينغ" (Kering)، مالكة "غوتشي" (Gucci). وتراجعت أسهم "أنالوغ ديفايسيز" (Analog Devices) لصناعة الرقائق الإلكترونية بعد توقُّعات ضعيفة بسبب حالة عدم اليقين حول أداء الاقتصاد. وانخفض سهم مجموعة "سيتي غروب" بعد التخلي عن خطط لبيع وحدتها المكسيكية "باناميكس" (Banamex).

الرهان على زيادة الفائدة

استمرت عوائد سندات الخزانة قصيرة الأجل في الارتفاع، إذ طالب المستثمرون بعلاوة أعلى على الديون الأميركية مع ارتفاع مخاطر التخلف عن السداد. ورجحت وزيرة الخزانة جانيت يلين أن تبدأ الولايات المتحدة في التخلف عن سداد ديونها في أول يونيو. وبالتالي؛ ارتفع العائد على الأوراق المالية المستحقة في 6 يونيو متجاوزاً 6.6% يوم الأربعاء، بينما سجل العائد على الأوراق المالية المستحقة في 30 مايو حوالي 3%.

قال بنيامين ديتريش، مدير محافظ في شركة "لازارد أسيت مانجمنت" (Lazard Asset Management): "بدأت أشعر أنَّ الجمهوريين لا يصدقون (التاريخ س) الذي أعلنت عنه يلين، ويعتقدون أنَّهم أصحاب اليد العليا، أعتقد أنَّ الخطر يكمن في غياب أي حل قصير الأجل، وانهيار (مؤشر ستاندرد آند بورز). كذلك يجب أن يؤثر تدهور مؤشر الصين فجأة بطريقة سلبية على مشاعر الإقبال على المخاطرة".

برغم مخاطر فشل أعضاء المجلس التشريعي في الولايات المتحدة في رفع سقف الديون في الوقت المناسب لتجنب وقوع أزمة مالية؛ رفع المستثمرون في سوق السندات رهانهم على رفع سعر الفائدة في يوليو بعد صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مايو. كان صنّاع السياسة النقدية في البنك المركزي يسيرون على خط رفيع، محاولين عدم دفع الاقتصاد إلى الركود برفع أسعار الفائدة الذي يهدف إلى مكافحة التضخم. ومع ذلك؛ يتوقَّع الاقتصاديون أن يقع الركود بغض النظر عما إذا كان الاتفاق على سقف الديون يشترط تخفيضاً كبيراً في الإنفاق أو حدث تخلف عن سداد الديون.

الاقتصاد الأميركي يتجه نحو الركود في النصف الثاني 2023

اتفاق اللحظة الأخيرة

قال مايكل كراوتزبيرجر، رئيس قطاع الدخل الثابت في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة "بلاك روك إنترناشيونال" (BlackRock International):"نحن متشائمون بشأن التوقُّعات الاقتصادية، ومن أسباب ذلك التقلبات المحتملة الناجمة عن مناقشة سقف الديون مع اقترابنا من الموعد النهائي. لا نتوقَّع أن يحدث تعثر فني في سداد الالتزامات، وإنما نتوقَّع اتفاقاً في اللحظة الأخيرة".

أما مايكل فيرولي، كبير الاقتصاديين في "جيه بي مورغان تشيس"؛ فقال إنَّ احتمال استمرار مفاوضات سقف الديون إلى ما بعد أول يونيو يصل إلى 25% أو يزيد.

برغم ذلك؛ يعتقد تشارلي ماكيليغوت من بنك "نومورا" أنَّ "النتيجة الإيجابية" تقترب، مع بيع المستثمرين الأسهم على دفعات بهدف جني الأرباح قبل الموعد النهائي الذي حددته وزيرة الخزانة.

أضاف ماكيليغوت أنَّ: "أي ارتفاع للأسهم ينتج عن إعلان التوصل إلى (اتفاق) حول سقف الديون في بداية الأسبوع المقبل يحتمل أن يمثل ذروة محلية للأسهم لفترة قصيرة، بعد استنزاف معظم دماء (جدار القلق) فعلاً من حجارته".

الأميركيتان