مايكل بلومبرغ: مكافحة تغير المناخ تتطلب تكاتف الجميع

بلومبرغ: هذه الظاهرة تمثل تحدياً هائلاً تتطلب مواجهته حشد جميع الحلفاء، خاصة في صناعة النفط والغاز

سلطان الجابر، رئيس مؤتمر المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) يتحدث في "حوار بطرسبرغ للمناخ" في برلين، ألمانيا. مايو 2023.
سلطان الجابر، رئيس مؤتمر المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) يتحدث في "حوار بطرسبرغ للمناخ" في برلين، ألمانيا. مايو 2023. المصدر: غيتي إيمجز
Michael R. Bloomberg
Michael R. Bloomberg

Michael R. Bloomberg is the founder and majority owner of Bloomberg LP, the parent company of Bloomberg News, and UN Special Envoy on Climate Ambition and Solutions.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في السياسة، من السهل الدخول في خلافات وصراعات، ومن الصعب في المقابل تكوين علاقات ودية تقوم على الاتفاق والتعاون. لكن إحراز المزيد من التقدم يكون من خلال التعاون وليس الصراع. هذه الحقيقة تستحق أن تؤخذ في الاعتبار مع اقتراب مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمناخ.

في الآونة الأخيرة، وقّعت مجموعة من المسؤولين المنتخبين من الولايات المتحدة وأوروبا رسالة تطالب بإبعاد الدكتور سلطان الجابر عن رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب28" هذا الخريف في الإمارات. عارض العديد من الموقعين على الرسالة، ومن بينهم بعض غلاة اليسار من أعضاء الكونغرس، اختيار الإمارات لاستضافة "كوب28". وحاججوا متسائلين كيف يمكن لمؤتمر المناخ أن ينعقد في دولة منتجة للنفط؟

الجواب: نحتاج إلى منتجي النفط على الطاولة؛ بما في ذلك الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم. ولن تكون الإمارات أول دولة غنية بالنفط تستضيف مؤتمر الأطراف.

قِصَر نظر

الاعتراض الأساسي على الدكتور سلطان هو أنه رئيس شركة النفط الوطنية للإمارات (أدنوك). لكنه أيضاً الرئيس التنفيذي المؤسس ورئيس مجلس إدارة "مصدر"، شركة الطاقة المتجددة التابعة لها. وأصبحت الإمارات تحت قيادته للشركة من أكبر المستثمرين في العالم في مجال الطاقة النظيفة. تسعى "مصدر" إلى توليد 100 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد، وهو هدف أكثر طموحاً مما حددته دول أوروبية كبرى. وإذا كان كل رئيس شركة نفط أخرى يضخ استثمارات مماثلة في الطاقة النظيفة، فسنكون في وضع أقوى بكثير لتقليل الانبعاثات العالمية.

لا يمكننا تجنب أسوأ آثار تغير المناخ دون الحد بشكل كبير من استخدام الوقود الأحفوري في أسرع وقت ممكن، وكلما زاد تقبل شركات الوقود الأحفوري الانتقال إلى الطاقة النظيفة ومشاركتها فيه -مثلما يفعل الدكتور سلطان- أسرعنا في إحراز تقدم في هذا المجال. ومن شأن رفض الدكتور سلطان كحليف وشريك أن ينطوي على قِصَر نظر كبير ويؤدي إلى نتائج عكسية رهيبة.

بلومبرغ: المناخ بحاجة إلى حليف مثل سلطان الجابر

كمبعوث خاص للأمم المتحدة بشأن الطموحات والحلول المناخية، أتيحت لي فرص التحدث إلى الدكتور سلطان عن التقدم الذي نتفق سوياً على ضرورة إحرازه، وكيفية إزالة الحواجز التي تعترض طريقنا. في الآونة الأخيرة ، انضمت مؤسسة "بلومبرغ فيلانثروبيز" (Bloomberg Philanthropies) إلى الدكتور سلطان والوكالة الدولية للطاقة المتجددة للإعلان عن شراكة جديدة لتسريع نشر الطاقة النظيفة في جنوب الكرة الأرضية. لقد ناقشنا أنا وهو أيضاً موضوعاً تحدث كلانا عنه علناً وهو ضرورة أن يخصص البنك الدولي وبنوك التنمية الأخرى وصناديق الثروة السيادية المزيد من الموارد للانتقال إلى الطاقة النظيفة.

"لا نريد مساعدتكم"

هناك متشددون يعارضون أي استثمار في الوقود الأحفوري، ولكن الحقيقة هي أن معظم العالم لا يزال يعمل به، ولا يمكننا تغيير ذلك غداً. سيستغرق الانتقال إلى طاقة نظيفة بعض الوقت. والنبأ السار هو أننا نتحرك على نحو أسرع كل يوم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضاء على أكبر مصدر منفرد لانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري: محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، والتي تساعد "بلومبرغ فيلانثروبيز" في استبدالها بالطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم؛ وتوفير الطاقة النظيفة للأماكن التي لا سبيل لها للحصول على مصدر كهرباء موثوق.

لم يُوقع على الرسالة التي تحمل الاعتراض على الدكتور سلطان سوى نسبة صغيرة من أعضاء الكونغرس والبرلمان الأوروبي. أما الغالبية العظمى من قادة العالم فيواصلون دعم تعيينه، بمن فيهم المبعوث الأميركي الخاص للمناخ جون كيري وقادة المناخ الأوروبيون مثل أورسولا فون دير لاين وفرانس تيمرمانز.

الإمارات تحث على تسريع تطبيق تقنيات احتجاز الكربون عالمياً

أبدت كريستيانا فيغيريس مسؤولة المناخ السابقة في الأمم المتحدة قلقها من أن الدكتور سلطان سيدفع بجدول أعمال يؤيد تقنيات احتجاز الكربون، مبتعداً عن الدور التقليدي لرئيس مؤتمر الأطراف باعتباره وسيطاً في الإجراءات. وهذا تحذير ينبغي لجميع رؤساء مؤتمر الأطراف مراعاته، ويؤكد على نقطة أوسع من المهم أن نتذكرها، وهي أن رئيس مؤتمر الأطراف لا يقرر نتيجة المؤتمر، وإنما أعضاؤه.

لن يفعل إقصاء الدكتور سلطان شيئاً يُذكر للتأثير على نتيجة المؤتمر ولكنها ستبعث برسالة واضحة إلى منتجي الوقود الأحفوري مفادها أننا "لا نريد مساعدتكم". وبالنظر إلى إلحاح الأزمة -والحاجة إلى مزيد من التعاون والتنسيق عبر المجتمع بمختلف مكوناته وأطيافه- فإن ذلك سيكون بمثابة فرصة هائلة أضعناها بأيدينا وجرح أصبنا به أنفسنا، الأمر الذي من شأنه أن يبطئ التقدم في الحد من الانبعاثات.

حشد الجميع

أمضى دعاة حماية البيئة عقوداً في انتقاد صناعة الوقود الأحفوري عن حق لرفضها الاعتراف بواقع تغير المناخ، ناهيك عن الانخراط في العمل الشاق الضروري للتصدي له؛ وقد أصروا، وكانوا محقين أيضاً، على أن يأتي منتجو الوقود الأحفوري إلى طاولة المفاوضات. وحان الوقت لدعوتهم للجلوس إليها.

لقد أتيحت لي الفرصة للعمل جنباً إلى جنب مع بعض الموقعين على الرسالة في معالجة تغير المناخ، وأنا أتطلع إلى مواصلة ذلك العمل. لكني أختلف معهم بشأن هذه النقطة الضيقة. فتغير المناخ تحدٍّ هائل نحتاج في مواجهته إلى جميع الحلفاء -خاصة في صناعة النفط والغاز- الذين يمكننا حشدهم.